Friday 12th November, 1999 G No. 9906جريدة الجزيرة الجمعة 4 ,شعبان 1420 العدد 9906


فاعتبروا يا أولي الأبصار
نداء الفطرة,, والبحث عن الحقيقة (2 - 2)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الزير *

وفي سنة 1963م وصلت الى مدينة مارومي في مندانيو جنوب الفلبين وكان معظم سكانها من المسلمين، وقد جرت عادتي اني كلما وصلت الى بلد بدأت بزيارة معبدها فدخلت المسجد الجامع، وكان المسلمون يصلون المغرب فانتظرت حتى انتهوا من صلاتهم ثم قابلت امام المسجد واجتمع الناس حولنا فقلت للامام، ماذا فعلتم آنفا؟ قال: نصلي قلت من هو ربكم قال: الله قلت فمن هو نبيكم فقال: محمد صلى الله عليه وسلم وكانت هذه اول مرة اسمعها فأخذت أفكر فيها ثم تابعت السؤال وما هو دينه؟ قال: الاسلام قلت ما تقولون في المسيح عيسى؟ قال: هو عيسى ابن مريم عليهما السلام وهو نبي الله ودينه الاسلام لان كل الانبياء كانوا يدينون بالاسلام، ثم ادركت ان الوقت قصير وانا غريب عنهم فسألته لديكم كتاب يمكن ان اقرأه؟ فأعطاني كتبا منها ترجمة معاني القرآن الكريم، وكتاباً في العقيدة وتعريف عام بالاسلام.
خرجت بعدها الى المسجد وعدت الى مكاني واقبلت على قراءة تلك الكتب بكل عناية وتأمل لمدة عشرة ايام عرفت بعدها يقينا اني وجدت دين عيسى عليه السلام، وفي صباح يوم الجمعة جئت الى بيت الامام وسألته هل يجوز لغير المسلم ان يسلم اذا شاء؟ فقال: الاسلام ليس دينا خاصا بالمسلمين فقط بل هو للبشر كافة فأعربت عن رغبتي في الدخول في الاسلام وتعليمي للوضوء والشهادتين والصلاة، وفعلت كل ذلك بعد الشهادتين ثم قلت للامام: هل انا مسلم الان؟ قال: نعم انك مسلم قبل ان تسلم، ويستحسن ان تعلن اسلامك في المسجد حتى يشهد الجماعة ذلك وتسميت بعد ذلك بعبدالله المهدي.
وبعدها التحقت باحدى المدارس الاسلامية المحلية لتعلم امور الدين لمدة اربع سنوات ثم سافرت الى مكة المكرمة حرسها الله وفي سنة 1966 درست في المدرسة الصولية وبعدها حصلت على القبول للدراسة في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة على صاحبها افضل الصلاة والتسليم وذلك في كلية الدعوة واصول الدين ثم تقدمت لسماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز المفتي العام للديار السعودية يرحمه الله طالبا منه اعانتي ومساعدتي للقيام بأمر الدعوة في بلادي وما جاورها حيث وافق سماحته على تعييني داعية الى الله تعالى في ولاية صباح الماليزية حيث إن معظم سكانها من اصل فلبيني وذلك لصعوبة العودة الى وطني واهلي الذين اخرجوني وهددوني بالقتل.
والخلاصة ايها القارىء الكريم انها قصة متكررة لدى كثير من الناس الذين يدينون بغير الحق، لعلنا نأخذ منها العبر والعظات لنجتهد في دعوة غير المسلمين من النصارى وغيرهم ومساعدتهم في ازالة ما يعتلي فطرهم من غبار وكشف الغشاوة التي على ابصارهم فيعرفون الحق ويؤمنوا به وعندها يدخل الناس في دين الله افواجا وهذه من اعظم المهمات التي انزل الكتاب الكريم من اجلها قال تعالى: وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من افواههم إن يقولون الا كذبا فاعتبروا يا أولي الابصار.
* كوالالمبور ماليزيا

رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
ملحق الميدان
محاضرة
لقاء
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved