للعلم مكانة عظيمة وقيمة جليلة، فبالعلم يرتقي الانسان وتعظم مكانته ويعلو قدره، ويسعد في الحياة الدنيا.
والأمم والشعوب أدركت قيمة العلم منذ القدم فدعت اليه وشجعت أبناءها للالتحاق بحلقه ومدارسه.
ولكن التاريخ لم يشهد ملة ولا أمة دعت الى العلم وشجعت طلابه كأمة الاسلام.
فالقرآن الكريم كان داعيا للعلم في أول آية أنزلت على الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم مبتدئة بالأمر بالقراءة فقال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) سورة العلق:1.
فالاسلام دعا الى العلم وحث عليه وجعله فريضة على كل اتباعه ذكورا واناثا، بل وحصر الله سبحانه وتعالى خشيته وتقواه في أهل العلم, قال تعالى:(إنما يخشى الله من عباده العلماء) سورة فاطر 28.
ورفع مكانة العلماء على سائر الناس في آيات منه فقال تعالى:(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) سورة الزمر.
وقال:(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) سورة المجادلة.
وليس ذلك مقصورا على العلم الشرعي وحده بل مقصوده في ذلك أعم وأشمل، فقد ذكر القرآن في سوره: علم النبات وطبقات الأرض وعلم الأجنة والفلك والسياسة والحرب والاجتماع والمعاملات.
فصاحب هذه العلوم يرتقي الى أعلى ذرا الايمان بالله عندما ينكشف له قواعد سير النجوم في أفلاكها ودقة تركيب عظام البشرية في قواعدها وعندما يكتشف بعقله الذي وهبه الله علوم الطائرات والصواريخ المحلقة في السماء وعلوم الكهرباء وتفتيت الذرة لا يملك إلا أن يخضع ويخشع لعظمة الخالق المبدع جل وعلا, (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق), سورة فصلت:53.