Friday 12th November, 1999 G No. 9906جريدة الجزيرة الجمعة 4 ,شعبان 1420 العدد 9906


أساتذة لغة (الضاد) يؤكدون لـ (الجزيرة):
اللغة العربية السبيل الوحيد لفهم العقيدة الصحيحة لأبناء الأقليات

* كتب - المحرر
يحاول اعداء الاسلام واعوانهم طمس معالم اللغة العربية، التي نزل بها القرآن الكريم (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)، والتي تعد ايضا احد دعائم وحدة الصف الاسلامي بين مختلف الشعوب الاسلامية على اختلاف اجناسها وتباين لهجاتها.
(الجزيرة) تفاعلا منها مع اهمية هذا الامر قامت بطرحه على عدد من الاساتذة المتخصصين في (لغة الضاد) في جامعاتنا لكشف النقاب عن سر هذه الحملات المعادية للغة العربية، وبحث سبل تيسير نشر التعليم الاسلامي، والعقيدة الصحيحة بلغة القرآن بين المسلمين وبخاصة الاقليات والجاليات المقيمة في الدول غير الناطقة بالعربية.
شعار الإسلام وأهله
سعادة الدكتور محمد بن خالد الفاضل الاستاذ بكلية اللغة العربية بالرياض استهل حديثه حول هذا الموضوع بايضاح فضل واهمية اللغة العربية فقال: لقد شرف الله تعالى اللغة العربية وخصها بأمرين عظيمين، فأنزل كتابه بها، واصطفى رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أهلها الناطقين بها، فكانت بذلك وعاء لأصلي الاسلام العظيمين وهما: القرآن والسنة، يقول الله تعالى: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)، ويقول تعالى: (كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون)، ويقول تعالى: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)، ويقول تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين)، ويقول تعالى: (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا)، ويقول تعالى: (ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي)، ويقول تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) الى آخر الآيات.
واضاف د, الفاضل قائلا: وقد أخبر الله تعالى انه انزل القرآن عربيا في سياق المدح والثناء على الكتاب بأنه مبين لم يتضمن لبسا، عزيز لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وذلك يدل دلالة ظاهرة على شرف اللغة التي نزل بها، وقد وردت احاديث كثيرة تدل على فضل العربية وضرورة العناية بها، ومنها: ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: (تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل والمروءة)، وكتب الى أبي موسى الاشعري ان (مُر من قبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام، ومُرهم برواية الشعر فإنه يدل على معالي الأخلاق)، وكتب اليه أيضا قائلا: (تعلموا العربية فإنها من دينكم واعربوا القرآن فانه عربي)، والنصوص في هذا الباب كثيرة، وقد اوردها وغيرها شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم 1/462 وما بعدها، والطوافي في كتابه الصعقة الغضبية 235 وما بعدها.
معرفة اللغة فرض واجب
ويؤكد الدكتور الفاضل ان اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قوياً بيناً، ويؤثر ايضا في مشابهة صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق، وايضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم الا بفهم العربية وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الاعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى ما رواه ابوبكر بن ابي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن زيد قال: كتب عمر الى ابي موسى رضي الله عنه: (أما بعد: فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي)، وهذا الذي امر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج اليه، لان الدين فيه اقوال واعمال، ففقه العربية هو الطريق الى فقه اقواله، وفقه السنة هو فقه اعماله) انتهى كلام الامام ابن تيمية رحمه الله ، وفي ما ذكره دليل واضح على شرف اللغة العربية وانها شعار الاسلام وأهله، وانها لسان العرب لكنها لغة جميع المسلمين في عباداتهم وأذكارهم وأدعيتهم وهي سبيلهم الى فهم كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وهي بلاشك آصرة من اقوى الاواصر التي تربط العرب بالمسلمين.
حملات لتجريد اللغة
ثم تطرق الدكتور الفاضل في حديثه الى ان بعض العرب والمسلمين في العصور المتأخرة لم يدركوا ذلك بكل اسف كما كان اسلافهم يدركونه، ونتيجة لذلك فان اعداءهم قد فطنوا لذلك وادركوه، وعملوا على عدة محاور لتجريد المسلمين من هذه الآصرة الوحدوية القوية، فمن ذلك: سعيهم الى تشجيع عدد من الدول الاسلامية على هجر الكتابة بالحرف العربي والتحول منه الى الحرف اللاتيني، وقد نجحوا في تركيا وماليزيا واندونيسيا وبعض المناطق الاسلامية الاخرى في آسيا وافريقيا.
ثم قال د, الفاضل: ولم يكتف اعداء الاسلام واللغة العربية بذلك، بل تحولوا الى العرب انفسهم ووجهوا حملتهم في البداية الى مصر لما لها من ثقل داخل العالم العربي فقاموا بحملات عظيمة على اللغة العربية منذ اواخر القرن الميلادي الماضي الى منتصف هذا القرن، ومن هذه الحملات: الدعوة الى العامية نثرا وشعرا وتشجيع الكتابة والتأليف بها كي يتمزق شمل العرب بين عاميات متعددة داخل القطر الواحد وتنقطع صلتهم بالفصحى ومن ثم بالقرآن والسنة، ومنها: الدعوة الى احلال الحروف اللاتينية محل الحروف العربية كي لا يستطيع الجيل الجديد قراءة تراثه المكتوب بالحروف العربية، ومنها الدعوة الى الغاء الاعراب وحركاته كي ينعدم التفريق والتمييز بين المرفوع والمنصوب والمجرور، فلا يعرف الفاعل من المفعول فيضيع المعنى المراد ويلتبس الكلام، الى غير ذلك من الدعوات الخبيثة التي بدأها مستشرقون حاقدون ومنهم: ولهلم سبيتا الالماني، كارل فولرس الالماني، سلون ولمور القاضي الانجليزي، فيلوت القاضي الانجليزي، باول الانجليزي، وليم ديلكوكس مهندس الري الانجليزي، بوريان الفرنسي، جاستون ماسبير الفرنسي، جورج كولان الفرنسي، كارلودي لندبيرج الفرنسي، وغيرهم وتلقفها عنهم عرب مستغربون بكل اسف ومنهم: رفاعة الطهطاوي، ويعقوب صنوع، وجورجي زيدان واحمد لطفي السيدو عبدالعزيز فهمي، وسلامة موسى وغيرهم.
واوضح د, الفاضل بأن هذه الحملات كلها باءت بالفشل بفضل الله الذي حرس العربية وقيض لها بعض الغيورين من ابنائها الذين دافعوا عنها ونافحوا بالحجة والبرهان مما هو محفوظ ومسجل في مناظرات ومحاورات شهدتها حقبة الخمسينات في مصر، ومن اعظم الوثائق الخالدة في ذلك قصيدة حافظ ابراهيم التائية الرائعة التي خلدت صاحبها وسجلت هذا الصراع، ولو لم يكن لصاحبها الا هذه القصيدة لكفته رحمه الله وغفر له.
لماذا اللغة العربية؟
ويثير د, الفاضل تساؤلا حول: ما سر حملات الاعداء على اللغة العربية دون غيرها من لغات الشعوب الاسلامية او اللغات الاخرى، ويرد بالجواب قائلا: لان اللغة العربية ليست كغيرها من اللغات اداة تفاهم بين اهلها فحسب، ويمكنهم ان يتحولوا عنها الى غيرها من اللغات العالمية كما فعلت دول عدة فهجرت لغتها الاصلية وتحولت الى الانجليزية او الفرنسية او الاسبانية، وإنما هي لغة مقدسة، لغة دين وتراث وحضارة، فهي وعاء لموروث مقدس خالد ومنهاج حياة يتمثل في القرآن والسنة وما خلفه السلف لنا من شتى العلوم والفنون والمعارف، وهذا ما فسر حرص الاعداء على حربها بكل وسائل ليقطعوا صلتنا بهذا الماضي التليد: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، وهو القائل سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
واجب على كل قادر
ومن جانبه اشار سعادة الاستاذ الدكتور عياد بن عيد الثبيتي استاذ اللغة العربية بجامعة ام القرى بمكة المكرمة الى انه ليس من اليسير ان يجمل في اسطر معدودة ابعاد قضية شغلت، وتشغل، وستشغل اذهان المفكرين الغير آماداً لا يعلمها الا الله.
وقال: تلكم القضية هي تعليم العربية التي يطمح المخلصون الى اعادة منعتها في نفوس الاجيال المسلمة في كل بقاع المعمورة، غير ان تلك الرغبة على خطرها وجلالها في اذهان اصحابها عرفانا لاهمية العربية التي اصطفاها الله للقرآن الكريم، وارسل خاتم النبين والمرسلين صلى الله عليه وسلم فأضحت معرفتها عبادة لا تتم العبادة الا بها.
واضاف د, الثبيتي قائلا: ان السعي الحثيث في نشرها، وتذليل العقبات التي تعترض طريقها واجب على كل قادر يؤمن بالله ربا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وبالاسلام دينا تصل في احايين الى سذاجة بينة، اذ تكتفي بالنداءات الصادقة العشوائية، وتغفل اخذ الامور مأخذ الدراسة الجادة الواعية لاسباب الداء، ومظاهره التي من ابرزها هجمات مغرضة حاقدة مدروسة تآزرها غفلة وعجب، وانتماءات ضيقة.
وهل يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
واردف بقوله: ان العربية لتحارب علانية بالاعلام الرديء الذي ينمي اللهجات، ويفسح للهزء بأهل اللغة الحاقدون على لآلئها مجالا رحبا في كثير من الاقطار العربية، وتحارب بالاغراق في إحياء اللهجات المتباينة والانتماء اليها، والافتخار بذلك، ومايتبع ذلك من دعاوى ان العربية عاجزة عن الوفاء بمتطلبات المثقفين من ابنائها بل العامة الحياتية والشعورية، وتحارب بتسليط الاضواء على بعض هفوات تطبيق العربية عند المتمسكين بتطبيقها الداعين الى ذلك الحريصين عليه، ويساعد على زعزعة مكانتها في نفوس الناشئة اهواء تتكاتف لتمجيد فئام من الناس وجدت طريق الشهرة ان تبتذل الكلمة ويترخص في المبادىء، فأضحى المطربون والمطربات، والممثلون والممثلات اهل الشرف والمكانة، وكلهم أو جلهم على ما يعرف الناس ويرون فكرا ولغة.
ثم قال الدكتور عياد الثبيتي: إن شعور الاجيال المسلمة بالهزيمة من اكبر عوائق الجد في تعلم العربية، فهل نستطيع ان نعيد الى اجيالنا شعورا بجلال الاسلام، وصفاء الايمان، وقوة اليقين تحفزهم الى الركض في طرق تعلم العربية، آخذين بايديهم في صدق ينتج اعمالا علمية جادة محببة، تقوم على دراسات واضحة الاهداف، سهلة التطبيق تضاف الى الجهود المخلصة الجيدة لكثير من جامعاتنا وهيئاتنا يعزز ذلك ويحوطه تهيئة الفرص الكفيلة بسلامة تطبيق ذلك تطبيقا سليما من قبل جيل يجد تعليم العربية دينا يتقرب الى الله به، ولا يكتفي باتخاذه وسيلة معاش، والله الهادي الى سواء السبيل.
لغة أهل الجنة
المتحدث الثالث كان سعادة الدكتور معيض بن مساعد العوفي الاستاذ بفرع جامعة الامام في المدينة المنورة الذي قال: اللغة العربية هي وعاء حضارتنا وثقافتنا وتاريخنا العريق، وهي لغة اهل الجنة، نزل بها القرآن الكريم، فهي محفوظة بحفظ كتاب الله، قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فهي في مأمن من عبث العابثين وتجني المتجنين، فقد باءت حملات اعداء الاسلام بالخيبة والذل، والهوان منذ ان بدأت هذه الحملات ضد اللغة العربية وضد تاريخها وما تمثله من فكر وثقافة وحضارة.
واضاف قائلا: فنحن نعلم ان هناك محاولات فيما سبق قام بها المستشرقون لمسخ اللغة العربية وتغيير معالمها واحداث فجوة بينها وبين ابنائها بوجه عام، وبين ابنائها بعضهم مع بعض، حيث شجعوا اللهجات المحلية، وفضل بعضهم العامية لكل بلد رغبة منهم في ضرب اللغة العربية نطقا وكتابة، وضرب ما تمثله هذه اللغة من دين وفكر وثقافة وحضارة، فقد عمل المستشرق الانجليزي (ولمور) عام 1902م كتابا عن اللهجة المصرية، ووضع لها انماطا وقواعد، وجعلها محل الفصحى، وكذلك فعل المستشرق الانجليزي (وليام ولكوكس) وترجم الانجيل الى اللهجة المصرية المحلية، كما حصل مثل ذلك في بعض البلدان العربية كالجزائر، وتونس، والعراق ولبنان وغيرها من البلدان العربية.
واردف الدكتور العوفي بقوله: ولم يقف الامر عند ذلك بل سعت مجموعة من ابناء الامة العربية الى تبني وجهة نظر المستشرقين ومسايرتهم، فدعوا الى العامية والى تيسير اللغة العربية لتكون مثل اللغات الاوربية، فمن هؤلاء قاسم امين الذي نادى بالتخلص من الاعراب بإسكان آخر الكلمات، ونادى عبدالعزيز فهمي سنة 1943 بكتابة العربية بأحرف لاتينية، وفعل مثله سلامه موسى، وكذلك نادي سعيد عقل بإصلاح اللغة العربية، ليخلص العرب من تخلفهم الحضاري، وغير هؤلاء كثير من بلدان العالم العربي، وهم جميعا يتفقون مع المستشرقين في توسيع شقة الخلاف بين ابناء الشعوب العربية لتنهار لغتهم وتبقى محصورة في كتب التراث.
فإذا جمدت اللغة وانهارت، انهار الاساس الثقافي والفكري والديني، وهو ما يسعى اليه اعداء الامة العربية والاسلامية، وقد ادعى دعاة العامية ظلما وعدوانا بأن تعلم الحرف اللاتيني اهون من تعلم العربية واشاعوا ذلك كذبا وبهتانا، فمن قال ان اللغة العربية اصعب من اللغة الفرنسية او الروسية او الالمانية او الصينية او اليابانية هذا مالا يقبله مطلع او مثقف واع.
القدرة على المواكبة
ثم قال د, العوفي: واللغة العربية لم تكن جامدة او متحجرة في يوم من الايام بل كانت دائما قادرة على مواكبة التطور الحضاري والتقدم العلمي، فقد برهنت على ذلك منذ احتكاكها بحضارات اخرى كاليونانية والهندية والفارسية، يقول سارطون في (تاريخ العلم): إنه لعمل عظيم ان ينقل العرب علوم اليونان وفلسفتهم وان يزيدوا عليها حتى أوصلوها الى درجة مرموقة من النمو والارتقاء ويعترف بعض المستشرقين ان العرب كانوا اساتذة اوربا كلها في جميع فروع المعرفة، فقد انتشرت علومهم في مصر وسوريا ابان الحروب الصليبية، وفي بقية بلدان المشرق والمغرب والاندلس.
واكد الاستاذ بجامعة الامام ان هذه اللغة التي نزل بها القرآن يعتز بها كل مسلم، فهي لغة دينه وكتابه، وانه يجب على كل فرد من افراد الامة الاسلامية المحافظة عليها والدعوة اليها، فهي عامل مشترك بين كل من يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، يغار على دينه وعلى لغته واللغة العربية ملك لكل ابناء الامة الاسلامية، يهتمون بها ويسعون لنشرها، ويعتزون بها.
ودعا د, العوفي الجهات المختصة في العالم العربي الى تحمل المسئولية الكبيرة في نشر اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها من ابناء العالم الاسلامي وغيرهم، وبخاصة جامعة الدول العربية ومنظماتها المختصة في التربية والتعليم، وكذلك المجامع اللغوية، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، والجامعات العربية، فهذه جميعها مدعوة لوضع مناهج مبسطة وراقية ووافية لمتطلبات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وقال: ولعل عقد الندوات والدورات في ذلك له اهميته المرجوة، ففي المملكة العربية السعودية توجد في الجامعات السعودية معاهد تعليم اللغة العربية ولها جهد مشكور في هذا السبيل، وكذلك تقوم الجهات المختصة في المملكة بعقد دورات سنوية ونصف السنوية لتعليم اللغة العربية في كثير من الدول الاسلامية وغيرها عدا المعاهد الخارجية التي تشرف عليها جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وتقوم بدور فعال في تعليم اللغة العربية.
واختتم الدكتور معيض العوفي حديثه قائلا: وهذا الجهد الكبير المشكور الذي تقوم به جهات عدة في المملكة لا يكفي، بل نطالب جميع العالم العربي بهيئاته ومنظماته وجامعاته ان يقوموا بواجبهم تجاه هذه اللغة لتتضافر الجهود وتتعاضد لنشر اللغة العربية وتعليمها.
المشكلة في عدم التنسيق والتمويل
اما سعادة الدكتور تركي العتيبي الاستاذ بكلية اللغة العربية في الرياض فيقول: تكمن اهمية اللغة العربية في انها لغة هذا الدين الحنيف، وقد شرفها الله سبحانه وتعالى بأن جعلها لغة كتابه: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)، (وهذا لسان عربي مبين)، (قرآناً عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون)، والنصوص التي صرحت بهذا في القرآن الكريم كثيرة، ومما لاشك فيه ان هذا الدين الذي لغته العربية هو دين الشعوب الاسلامية لا مماراة في هذا ولا جدال، ومن هنا كانت الحاجة الى تعلم العربية من العرب وغيرهم أمرا لازما، وسبب هذا ان كثيرا من امور العبادات لا تجوز تأديتها بغير العربية، وكثير من امور الشرع مرده الى العربية كما قال الفخر الرازي: (لما كان المرجع في معرفة شرعنا الى القرآن والأخبار، وهما واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم كان العلم بشرعنا موقوفا على العلم بهذه الامور، وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب)، وهذا من اسلافنا ادراك منهم لاهمية هذه اللغة.
واضاف د, العتيبي قائلا: والعربية من دعائم وحدة الصف الاسلامي لكونها لغة دينهم ومهما يكن من امر فاللغة وعاء الفكر، وهي وسيلة التفاهم والتخاطب، ومن هنا فلها الاهمية القصوى في وصول المفهومات بصورة سليمة، ووضوح الرؤية الشرعية الصحيحة لان ادراك اللغة من وسائل الاستنباط السليمة للاحكام المختلفة بلا تعسف او تأويلات بعيدة يقود اليها سوء الفهم او سوء الاستنباط، الناتج عن عدم ادراك اللغة، وقد ادرك الاسلاف هذه الحقيقة اعني اهمية تعلم العربية فصنفوا فيها المصنفات المختلفة المستوى، المتعددة الاغراض بحسب الهدف الذي يريدونه، وسعوا سعيا حثيثا لتعليم ابناء المسلمين العربية، من هنا اختلفت المصنفات باختلاف الغايات التي الفت من اجلها، وجدّ الاوائل في تعليم ابنائهم علوم العربية في سن مبكرة مهما كانت لغاتهم الاولى.
ثم قال وقد ادرك المعاصرون اهمية تعليم العربية لابناء المسلمين من غير الناطقين بها، فأنشئت لخدمة هذه الغاية معاهد كثيرة لتعليم العربية وقامت بجهود موفقة قام بها وعليها متخصصون في تعليم اللغة، والفت من اجل هذا عدد من سلاسل تعليم اللغة القراءة والكتابة والخط والاملاء، ولا نشكو من قلة المصنفات ولا من ضعف مستواها، بل كثير منها خضع للتقويم والتعديل حتى استوى على سوقه في صورة مشرقة يمكن من الإفادة في مختلف اصقاع العالم الاسلامي.
ويرى الاستاذ بكلية اللغة العربية بالرياض ان المشكلة تكمن في امرين: الاول عدم التنسيق بين معاهد تعليم العربية الموجودة في المملكة العربية السعودية، فلو وجدت رابطة او جمعية تعليم العربية لغير الناطقين بها لادت رسالة مهمة في الوصول الى الامثل والتنسيق بين المقررات والجهود.
الثاني: تمويل طبع عدد من السلاسل التي طبعتها الجامعات السعودية بأعداد تناسب حاجتها، وتقصر دون تلبية رغبة عدد من المدارس الاسلامية التي ترى في هذه البلاد واهلها ملتجأ عند الحاجة، فلو مولت هذه الكتب وطبعت طبعات رخيصة وبأعداد كبيرة لكان خير كثير في خدمة المسلمين وابناء الاقليات الاسلامية وبالتالي خدمة لهذا الدين الحنيف.
اما تيسير تعليم العربية فلاشك ان واضعي هذه السلاسل قد راعوا تقديمها بصورة تكون ميسرة ومقبولة ويسهل تعلمها باذن الله تعالى.
رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
ملحق الميدان
محاضرة
لقاء
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved