Friday 12th November, 1999 G No. 9906جريدة الجزيرة الجمعة 4 ,شعبان 1420 العدد 9906


بعض تصرفاتنا تحت مجهر الرصد
لم تقصر يا وطني,, لكن التقصير منا

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا وطني لم تقصر بل بذلت الغالي والنفيس لتوفير متطلباتنا، وتأمين المياه، رغم شحها، ركزت على المياه لأنها نعمة لن نعرف قيمتها حتى تنضب، الأغلبية لا تدرك كم وكم من المليارات أهدرت بسبب سوء التعامل اللا واعي.
ولجهلنا استمررنا نهدر,, نستهلك,, لا نشارك الوطن الكريم بأقل جهد وهو المحافظة الصادقة على قطرة الماء، لو فتحنا صنبوراً لاستخدامه أسأنا استعماله، ان غسلنا سيارة غسلنا الشارع بأكمله، وحينما نسقي زرعاً ننساه ونتذكره حينما يخرج من الباب، بأكلنا نستهلك العشرات من الصحون وهذا ضريبته اهدار الماء، ان تعاملنا مع المسابح لا نقرأ التعليمات لنبقيها نظيفة كاستخدام الاوزون الكلور وغيره، بل لا نتأخر باحضار الوايت كبديل.
والملاحظ للبعض حينما يشرب الماء يملأ الكأس ويرشف قليلاً ثم يتخلص منه، رغم علمه انه لن يشربه! لكن الاسراف يسري بعروقنا، أصبح سلوكاً يتعايش معنا,, لماذا نحن هكذا.
والكهرباء نعمة,, ان تعاملنا معه لا يهمنا سوى الفاتورة، واضاءة الأسوار طوال اليوم لأننا لانعي ولا يوجد عندنا وعي بأهمية اقتصادها، ونجهل ان الاضاءة فن، وتوزيعها جمال واستهلاكها بقدر الحاجة تصرف حضاري.
برغم التوعية بجميع الوسائل المسموعة والمرئية نستمر بالأخطاء، نكابر حتى بما نملكه من مال شخصي كالراتب مثلاً، اذا استلمناه لا نحسن استخدامه،بل لا نفهم التعامل مع النقود، ان زاد الرصيد ووافق العطلة، ارتجلنا الرحلة وبعثرنا المال، وان لم أسافر أسعى لشراء السلع الاستهلاكية لأن حب التقليد يسري بدمائنا، وليتنا نستخدم ما نشتريه؟ بل نبقيه حتى يهل الضيف ليرى الجديد، ثم يرمى بالمخازن لسنوات، هذا حال الأغلبية من الناس.
ونتساءل!! هل هذا مرض عضال ينسينا الاستثمار، التفكير، التخطيط للمستقبل، ان صح التعبير الكثير يشعر بهذا الداء وينتقد ذاته ويعمل به هكذا نحن؟
ان دعونا ضيفاً أو دعينا لا نخرج من الحفلة إلا بنقد حتى على الفناجيل، لنا رأي!! ماهذه العقول! انحدرت الموازين اختلت، رغم اننا نعيش العولمة.
البعض يسعى لامتلاك العقول، الأدوات، هل هو انتصاف من الماضي أو خوفاً من المستقبل,, لا أعلم.
للأسف حتى مشاعر الآخرين وأخبارهم نتبناها بالتحدث عنها بالمجالس بل سيد الجلسة من يأتي بمعلومة شخصية يتلذذ بانبهار المحيطين فتباً لهذا الاسلوب الوقح.
لو تكلمت عن الأجانب أقول: لا يحترموننا في دواخلهم لأنهم عاشوا معنا وشاهدوا ما لا تصدقه العقول بأي مكان بالعالم، منهم من هو طبيب، مهندس، ومعلم، يرى من يحتقر الشارع ومن بالشارع وأدوات الشارع!
يندهش يرتجف لهذه الجرأة، لا نغفل أنه سفير لبلده وموجود عندنا من جميع الجنسيات، فيا للأسف كيف ننظف العقول,.
بعض الشباب لا يحترم دينه ولا نفسه يجرح المرأة بكل ما أعطى من قوة،من نظرات لاذعة، تافهة، لمن تلبس العباءة، سواء متسترة أم العكس، يرمي كلمات لاذعة، يرفع الأرقام كالاعلان وهو بالسيارة، يستعرض مهارته بل يفرض على الناس مشاهدتها، ولا يدرك عواقبها.
الوظائف، الأعمال الخاصة، المدارس، المستشفيات، تتطلب منا نحن النساء الخروج وذلك لظروفنا، حتى أمام غرف العمليات لا تكف الألسن ولا الأعين عن التلفظ أو التصرف بأعمال غير لائقة,, كفى كفى دعنا نذكرك أيها الشاب ان لك أما,, أختا,, زوجة, لا تعبث ببلدك أترك إماء الله.
سيدي الشاب: تعبت الدولة لأجلكم، فتحت أحسن المدارس والمراكز الترفيهية، لشخصكم الكريم، ولازلتم تعبثون بالممتلكات العامة والخاصة، اذا انتهى العام الدراسي هللتم وختامها تقطيع الكتب وامهات الكتب, رأيتكم بأم عيني ودمعت حزناً على من تعب لتأليف كتاب أو طباعته، عرفت بعدها ان بعض العقول انفصلت عن الجسد، الشبابيك يصيبها الذعر، لأن دورها قادم.
لا يخفى على الجميع كرهكم للكتابة على السبورة، وهوايتكم المحببة ألا وهي الكتابة على الجدران والعبث بألفاظ بذيئة تنم عن مستقبل مظلم لأنكم لا تدركون ان كل خسارة لهذا البلد خسارة لمستقبلك وأبنائك.
أبنائي اخواني,.
ان الأدب مطلوب والاهتمام بالممتلكات العامة من صفات الدول العظمى، فاجعلونا من ضمنها.
ابني أخي,.
حينما أرى الاشارات تنحني والارصفة تتكسر أتحسر وأتمنى لو أن الجمال والحمير هي مركبنا، لأننا لا نفهم ما قيمة المحيط بنا.
الأرواح رخيصة، السرعة قاتلة، الحركات جديدة، لم تمر علينا أبداً، مثال الوقوف أمام الاشارات بالعرض وتخطي السيارات بكل عنجهية وذوق واطي انتشر مؤخراً كالمرض العضال.
المستشفيات فاضت، الحوادث أصبحت عادية لأن هذا هو السلوك الذي نتعايش معه الآن.
اعتدنا يا وطني على التصرفات الهمجية كالبصق ورمي المخلفات في أي مكان دون ضابط، حتى بأجمل الأماكن كالمطاعم نرى فوضى الأغلبية منهم بلا مبالاة بالنعمة ان كان بوفيه ملأنا الصحون لآخرها بل لا نأكلها! مجرد اسراف، وبالمطاعم السريعة نسير أنهاراً من المشروبات على الأرض لعدم وعينا بالتعامل مع هذه الآلة.
لو تركنا قصة المطاعم ودخلنا بالمشاعر لرأينا وسمعنا العجب، الناس تتحدث عنك، وتجاوب عنك، وتتبنى مشاعرك.
ان تكلم الانسان بأسلوب مؤدب قالوا جبان وان أوضح ما عنده قالوا مشوه، ان تعاملت بلطف ظنوا ان وراء ذلك مطلبا وحاجة! نحتار! ونحير من نتعايش ونتعامل معه، لأننا لا نبني علاقتنا على ثقة,, انا لست متشائمة بل أنا غيورة عاشقة لوطني أريد تصحيح بعض ما نعيشه، لأن صغائر الأمور تفسد حلاوة الحياة.
فيا وطني لم تقصر نحن لم نكن أهلاً للمسؤوليات,, والله من وراء القصد
مضاوي سعد بن عبدالعزيز بن سعيد

رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
ملحق الميدان
محاضرة
لقاء
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved