Friday 12th November, 1999 G No. 9906جريدة الجزيرة الجمعة 4 ,شعبان 1420 العدد 9906


كل يغني على ليلاه
قبول عقلية المنديل إياه

عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
قد يتفق معي كثير من قراء الجزيرة ان موضوع منديل الست المطربة الراحلة ام كلثوم الذي ابتاعه احد رجال الاعمال السعوديين بمبلغ تحدد بالخمسة ملايين دولار قرابة 19 مليون ريال ان هذا الموضوع يعتبر من مواضيع الحدث الاسبوعي الصحفي نظرا للاصداء التي ترددت حياله في جميع المطبوعات السعودية وفي مجمل صفحاتها حتى الرياضية منها.
وان كان قيل الكثير سواء من قبل كتاب معروفين او قراء مشاركين واجتمعت كلمتهم على استهجان تصرف رجل الاعمال السعودي بشرائه بقية من مخلفات كوكب الشرق كما يحلو لمحبيها وصفها فاني آخذ منحى آخر لا ازعم لنفسي باني الوحيد الطارق له وانما هو من باب التذكير والمشاركة المنوعة.
ذلك انه يجب ان نتقبل ذلك التصرف او على الاقل لا نستغربه او نقف مشدوهين تجاهه لسببين رئيسيين اولهما يتعلق بالعقلية التي تتحكم ببعض رجال الاعمال لدينا واقول (بعض) لانه من الاجحاف اخذ الكل بالجل او الظلم بحكم العموم فهناك رجال اعمال ايديهم بيضاء نقية يجللها سيل عطائهم الدفاق على الجمعيات الخيرية والاعمال الانسانية والجهات الاغاثية سواء داخل المملكة او خارجها والتي قد تكون بعيدة كل البعد عن الفضول الصحفي او عيون الكاميرات او السنة الحساد واهل (الحش) اليومي لهذا فمن الطبيعي ان تجد غيرهم ولعلهم قلة ان شاء الله يأخذون بالاتجاه الآخر المخالف للفطرة السليمة ومنطق العقل الواعي فينفقون اموالهم في مزادات الضحك على الذقون ومهرجانات بيع (النصب) وتقفي دروب الشهرة الفارغة والبهرجة الكاذبة مما يؤدي الى تصغير احجامهم وسط شرائح المجتمع وهم يعتقدون انهم نالوا الفرقدين تماما كما يفعل غيرهم في خبايا اندية الليل وهم يغدقون الاموال الطائلة على اجساد المتعة المحرمة والمتمايلة بين كؤوس النشوة البهيمية، لا فرق! المهم في يوم ما ستسأل عن مالك من اين اكتسبته وفيما انفقته,اذاً المشكلة في عقلية بعض اصحاب المال ورجال الاعمال وارتباط هذه العقلية بالمنسوب الايماني لديهم ومن ثم الحكم على الامور من حيث شرعيتها يتبعه تصرفهم المربوط بالسعي وراء الشهرة والذي قد يأخذ ابعادا اوسع بفعل صوت الاعلام ودور القنوات الفضائية في تعرية الحدث من شتى جوانبه دون قصد .
اما السبب الثاني في موضوع مقالتنا فيكمن بالشكل العام او حالة التردي التي تعيشها الامة عموما حتى عشنا مثل هذه الاحداث المؤسفة التي نأتيها بكامل ارادتنا دون الاكتراث بمدى ردة فعل الناس حولها وحيالها او مطابقتها لنهج الشرع السوي مدام هناك من يطبل لها ويصفق بحرارة لبيع منديل مطربة بملايين الريالات فهذا يصب في خانة تمجيد الفن ورد الاعتبار لارث تاريخي كادت ان تضيعه الامة بغفلتها لولا تلك الشبكة ومذيعتها الملسونة هكذا صوروا لنا المشهد المأساوي على انه فرح ومن قبيل التحضر وتقدير قيمة الفن ودور اهله الحضاري في رفاهية الامة وتهذيب ذوقها وحسها الوجداني.
فنجحت تلك المذيعة الدكتورة صاحبة البرنامجين التعيسين ياهلا وانت رايح في تفخيم الحدث المؤسف على انه الفتح المبين والتمنطق بألوان النفاق الفضائي لديوك المزاد من رجال اعمال وغيرهم فبشيكاتهم المالية الدسمة تشاهد الامة كيف ينتصر ابناؤها المغفلون لعفن فنهم فيقنع ابناؤها الموتورون بان الزمن ليس لهم والعقلية الواعية مغيبة عنهم والامة تكالب عليها ارذال القوم من بائع يصيح ومذيع فصيح ومشتر لا يدري انه الجريح في عقليته التي لا تميز الخبيث من الطيب.
بقي من حروف المقال ان نشير الى ان العائلة السعودية التي يتطابق اسمها مع اسم رجل الاعمال إياه قد اعلنت براءتها من هذا الرجل ومن فعلته!!
اضافة الى ان تبعات الحدث قد جاءت عبر مطبوعاتنا تحت قاعدة كل يغني على ليلاه فهذا يرى ان الواجب صرف مبلغ المنديل في جمعيات خيرية وآخر يراه في تأهيل 13500 شاب سعودي وآخر في تسهيل تكاليف الزواج وآخر في دعم مسلمي العالم من المعدمين بينما آخر يرى بوجوب دفع المبلغ لنادي الوحدة بمكة حتى يستطيع هذا النادي المحافظة على لاعبيه المميزين امثال عبيد!! الم اقل ان كلا يغني على ليلاه,, فهل نستغرب وجود عقليات المنديل بيننا,, هذا ما كان والله المستعان.
محمد بن عيسى الكنعان
رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
ملحق الميدان
محاضرة
لقاء
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved