Friday 12th November, 1999 G No. 9906جريدة الجزيرة الجمعة 4 ,شعبان 1420 العدد 9906


مسميات شعبية
المدخنة

المدخنة من الادوات الشعبية القديمة وقد صنفتها ضمن مجموعة ادوات القهوة المعروفة قديما حسب اللسان الدارج بالمعاميل وهي تعد من خشب الاثل الجيد, والنجار الشعبي هو الذي يعدها لهذا الغرض بواسطة نجارتها ونحتها وتكوينها من خشبة واحدة وذلك بمهارة جيدة, تدخل الرقائق النحاسية الصفراء والمعروفة بالصفر في صناعتها وتجميلها من الجانبين او من جوانبها الاربعة حسب ذوق ورغبة الحرفي ومن الوسط توضح ايضا صفائح رقيقة من مادة الزنك لتأمين الخامة الخشبية من حرارة النار, تزخرف هذه الاداة بمادة القمر الاصفر والمرايا الجميلة وبعضها يزخرف بواسطة مسمار العث وهو مادة رصاصية مخلوطة بمادة القصدير, وبعضها يبرشم بمسامير فضية جميلة تأخذ اشكالا زخرفية من البيئة وهذه يسمونها مدخنة مرشومة وهذه عادة تكون غالية الثمن عند الهواة وجامعي القطع المحترفين وفي الغالب هذه الانواع تكون صغيرة الحجم بعض الشيء وهذه النوعية اصبحت نادرة بموت اصحاب الحرف ممن كانوا يعدونها ولكبرهم في السن وعجزهم عن العمل لان هذا العمل يتطلب نشاطا ودقة من الحرفي.
وهناك نوع آخر من المداخن من الخامة الصخرية الصلبة وهي تنحت من الصخر وقد اقتنيت بعضا منها وهي نادرة وقليلة الا عند المحترفين من الهواة والتي لم تمنع الحرفي القديم صلابتها من زخرفتها بواسطة النحت المتقن بزخارف من البيئة كالمثلث والدائرة والخطوط المستقيمة والمتعرجة وغير ذلك مما يلفت نظر المشاهد العادي ناهيك بالهواة وجامعي هذه الكنوز المحلية الجميلة لجدنا الحرفي الفطري ومن حسن الحظ ان بعض هذه القطع بقي الى يومنا هذا شاهدا على مدى ابداعهم وفنهم.
وقد جاء ذكر لهذه الاداة في المراجع القديمة الثابتة ففي المعجم الوسيط المبخرة اداة التبخير والجمع مباخر والبخور ما يتبخر به من عود ونحوه وذكرها الباحث والعالم احمد امين في قاموس العادات والتقاليد.
بأنها اداة قديمة جدا حيث يذكر بانه قد عثر على مباخر قديمة في بعض المقابر المصرية القديمة وقد جاء لها ذكر ايضا في الكثير من الحضارات القديمة مما لو تركت لقلمي العنان لطال بنا المطال ولكني اكتفي بما ذكرت ومن يرتاد المتاحف للدراسة الجادة والبحث الجدي يجد الكثير من هذه المباخر القديمة من جميع الخامات خاصة الخامات الصخرية كالاحجار الجيرية والرملية والجصية والاحجار البركانية والصابونية كما تصنع من النحاس ومن الفضة او بهما معا وغير ذلك وهذه الحرفة محلية يقوم بها حرفيون من ابنائنا واجدادنا في اكثر من مدينة من مدن بلادنا الكريمة مثل حائل وشقراء والافلاج وغيرها من هذه المدن.
والمدخنة هذه عندما ياتي بها صاحب المنزل الى ضيوفه في نهاية المطاف بعد تناولهم طعامهم ودخانها يتصاعد منها برائحة العود الطيب فانه تنبيه لهم بالانصراف اذ في المثل الشعبي ما عقب العود قعود ومن الشعر القديم في ذكر العود او الطيب كما يعرفه البعض:
والعود لو لم تفح منه رائحة
في اصله نوع من الحطب
والعود انواع يرد الينا من الهند ومن كمبوديا ومن اندونيسيا والجيد منه هو العود الهندي وهو غالي الثمن لانه في الآونة الاخيرة لم يعد يرد الينا بكثرة مثلما كان في السابق ومن اخشاب العود يستخرج دهن العود ولهم طريقة في ذلك اشرت اليها والى مراحلها في الجزء الخامس من هذه الموسوعة مخطوط اشهر من يقوم بهذه الحرفة بعض العوائل في المنطقة الغربية من بلادنا حيث يتوارثون هذه المهنة ابا عن جد ولهم شهرة واجادة في هذه الحرفة,اكتفي بهذا عن هذه الاداة التي مازالت تستعمل الى عهدنا الحاضر كدليل على الكرم وحسن الضيافة والعناية بالضيف.
هامش على هذه الدراسة
من هذه الدراسة اتضح لي بأن بعض الحرفيين وكبار السن لمهنة النجارة اقتصروا على نجارة هاتين الاداتين المدخنة والمنفاخ / انظر المنفاخ / الحرف م وهذا في رأيي مبدأ تخصص سبق به بعض اجدادنا من الحرفيين القدماء وكأنهم بذلك يقولون التخصص ابداع واجادة للصنعة.
ص,ب 31187الرياض 11497.
رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
ملحق الميدان
محاضرة
لقاء
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved