Friday 12th November, 1999 G No. 9906جريدة الجزيرة الجمعة 4 ,شعبان 1420 العدد 9906


تصحيحاً لما قاله المراقب ,, العصيمي يقول
الخنيفر عقدة القرقاح

أطلعت على ما كتبه الاخ سعد بن حمد الخنيفر في هذه الصفحة يوم الجمعة 27/2/1420ه تحت عنوان (وقفات متأنية في مسار حركتنا الشعبية الراهنة)، وقد قسم ذلك الموضوع الى خمس وقفات.
ذكر في الوقفة الاولى: انه قد جعل نفسه مراقباً للساحة الشعبية وراصداً لحركتها، وجميل من رجل حديث على الساحة ان ينصب نفسه فجأة مراقباً وراصداً عليها ونحن لا نعترض على هذا التوظيف الذاتي، وبارك الله فيه من راصد إذا صدقت نيته وتوخى الموضوعية ولم يذكر لنا من كلفه ومتى تقلد هذه المهمة الصعبة؟,, وفي هذه الوقفة حمل على الذين يسرقون الشعر ويدعونه لأنفسهم و(قواه الله).
وفي الوقفة الثانية قال: (صدر مؤخراً كتاب عظيم الأثر للكاتب الكبير منديل الفهيد سرعان ما تلقفته الساحة الشعبية واهتمت به، ولقد قسم الكاتب كتابه الى جزءين صدر الجزء الأول منه).
ووجدت نفسي وبسرعة ابحث في صدر الصفحة عن تاريخ صدورها لانني اعتقدت انني اقرأ صحيفة صدرت منذ اكثر من اثنين وعشرين عاماً، لأن كلمات صدر حديثاً وجزءين جعلتني اعتقد ذلك وحينما وجدت التاريخ 27/7/1420ه عجبت ان لم اقل ذهلت من رجل نصب نفسه راصداً ثم يقول لكتاب صدر الجزء الاول منه في سنة 1398ه يقول صدر مؤخراً ويقول جزءين صدر الأول منه، بينما سلسلة الاستاذ منديل الفهيد قد صدر منها حتى الآن سبعة اجزاء ان لم يكن صدر الثامن والتاسع ثم يأتي راصد بعد اثنين وعشرين عاماً من صدور الجزء الاول ويقول صدر مؤخرا الجزء الاول ويدعي انه راصد ومراقب للساحة الشعبية وهو لا يدري متى صدرت هذه الكتب ولا عددها.
وتجاوزت هذه الهفوة غير المتأنية بالتأكيد ابحث عن ما يريد ان يقوله الراصد فأجده يحمل على شيخ الرواة الشعبيين الشيخ منديل الفهيد حملة لا مبرر لها وقد تجاوز حدود النقد الهادف وآداب التخاطب والموضوعية.
الشيخ منديل الذي ولد سنة 1338ه في عين اسياح القصيم ومنذ ان بلغ الرشد قبل سبعين عاماً -اطال الله عمره- حتى الآن وهو يقول الشعر ويرويه ويحفظه وينقل عن رواته ولا يخلو مجلسه في يوم من الأيام حتى الآن من رجال هذا الأدب يقولونه ويروونه وهو يرصد ويحفظ ويدون.
وهو الذي تولى إعداد هذا الأدب واذاعته من إذاعة الرياض سنين عديدة ثم يأتي بعد هذه المدة الطويلة هذا الراصد ليقول لنا بما تفتقت عنه عبقريته الراصدة إن منديل في رأيه وفي كتابه الذي وصفه بنفسه بأنه عظيم الاثر (قد جانبه) الصواب واختلط عنده الحابل بالنابل) لأنه في نظره لم يعتمد على مصادر موثوقة ولذلك جاء كتاب الفهيد في نظره يفتقد ابسط القواعد المنهجية والعلمية,, لأنه لم يعتمد على مصادر موثوقة ولا رواة ثقاة صادقين بل اعتمد على الادعياء وعلى وكالة (يقولون) وكنت مستمرا في قراءة هذا الهجوم وكلي عجب وانا ابحث عن ما اغضب أخانا الراصد المراقب وهو يحمل على شيخ الرواة هذه الحملة التي لا مبرر لها، واذا انا افاجأ بأن الاخ الخنيفر -غفر الله لنا وله- قد غضب من الشيخ منديل لانه نسب قصيدة:
سلام يا نيله بوسط الجماعة
وترى السلام البرح ما فيه منقود
قبل اثنين وعشرين سنة الى الشاعر الفارس (شليويح العطاوي) ولم ينسبها الى الشاعر الفارس (فراج بن ريفة القرقاح).
وازداد عجبي من راصد الساحة هذا الذي لا يدري ماذا حدث ويحدث في مواقع رصده، وحمدت الله انه لم يكلف برصد ثغر يهم الأمة.
وعجبت اكثر من الزميل الصديق المشرف على الصفحة الاستاذ الحميدي الحربي الذي لم يكن له دور في توجيه هذا الاسلوب المتحامل على الشيخ منديل، وعجبت اكثر واكثر لأن الراصد والمشرف لم يطلعا على الجزء السابع من سلسلة الشيخ منديل الفهيد ص 7/170 عندما نسب هذه القصيدة الى مدعيها الاصلي (القرقاح).
واعجب من ذلك كله ما قاله الخنيفر في هذه الوقفة غير المتأنية حينما قال:
(وأود ان اشير ايضاً ان هذه القصة قد اوردها الاستاذ سياف القحطاني في ديوانه الأول (مناهل البادية) وهذه هي الحقيقة كما تبدو للكل ولا تخفى إلا لمن في عينه رمد).
ولمعلومية الخنيفر وامثاله من الذين يدعون رصد الساحة الشعبية بدوافع اغراضهم الشخصية ويعتقدون ان هجومهم على شيخ الرواة سيرفع اسهمهم في تلك الساحة نقول:
(ما هكذا تورد الإبل يا سعد),, ومن اراد ان يكون راصداً فعليه ان يلم بمدى ما يجب ان تصل اليه (عدسات) رصده.
أما عن ديوان المرحوم الصديق الشاعر سياف القحطاني -يرحمه الله- فقد صدر عام 1412ه اي بعد صدور ديوان منديل الأول بأربعة عشر عاماً، واعتقد ان الرصد في هذه الحالة قد اصاب الذين يجهلون او يتجاهلون الحقائق.
بعد هذه المغالطات عرج الخنيفر على الاستاذ الشيخ أبي عبد الرحمن بن عقيل وسأله لماذا نسب هذه القصيدة الى الفارس شليويح العطاوي وكأن ابا عبد الرحمن قد ارتكب جريمة لا تغتفر، رغم ذلك يرى الراصد المراقب ان هذه شكوك تراوده يريد الجواب عليها من اجل ان يدفعها عن مخيلته ما استطاع الى ذلك سبيلا.
وأنا من جانبي أرى ان ابا عبد الرحمن بن عقيل قد اخطأ خطأً فادحاً حينما اغضب الخنيفر وادخل الشك الى قلبه.
وبالنيابة عن أبي عبد الرحمن اتطوع وافيد الاخ المراقب الراصد الذي لا يدري ماذا يراقب او يرصد: ان الاستاذ ابن عقيل قد نقل عن الشيخ منديل الفهيد من كتابه من آدابنا الشعبية ص 1/176 وقد همش ذلك في كتابه (ديوان الشعر العامي بلهجة اهل نجد)ص 4/192 ولكن الخنيفر وهو الراصد لم يطلع على هذا الكتاب وإلا كان أراح نفسه من عناء السؤال.
وفي الوقفة الرابعة المتأنية حمل هذه المرة على كتابي (شعراء عتيبة) الذي صدر حسب معلوماته حديثاً وقذفت به الساحة الادبية (ويا كثر ما تنشره المطبوعات ودور النشر) حسب تعبيره ولم يعجبه كتابي ومع ذلك تطوع بقراءته قراءة نقدية وقد وجد فيه ايضاً قضيته التي تقلقه في كل مكان وزمان وتسبب له الصداع والارق (قصيدة القرقاح القضية),, وقد وجدني انا الآخر قد ارتكبت الجريمة نفسها ونسبتها الى الفارس شليويح العطاوي ولا داعي لبقية الكلام.
وقد فاجأني بعد ذلك المراقب الراصد بكذبة اسفت له من قولها واعتقد من جديد انه لم يقرأ كتابي او اي كتاب غيره وانه سجل معلوماته هذه بعيداً عن مصادر البحث والتوثيق او سمع ما كتبه من رواة (اون) على حسب رأيه ولم يكلف نفسه ان يبحث او يتحقق لانه في هذه الكذبة رغم انني نسبت قصيدة القرقاح (يا الله انا طالبك حمراء هوى بالي) الى الشاعر مخلد الذيابي ولا ادري من اين اتى بهذه الفرية الخطير,, ارجو من الله ان يشفيه من عقدة القرقاح, اما ما قاله عن كتاب الشيخ منديل الفهيد بعد ذلك حينما قال: فجأة كتابه كسيحاً بلا قدمين ثم اردف عن كتابي بقوله: (اما كتاب محمد فكان حظه كحظ سابقه تماما) والسبب اننا لم نعتمد على كتاب المرحوم سياف القحطاني فهذا ذنب كبير ارتكبناه ومن الله نطلب الغفران.
أخيراً لو كتب هذا الموضوع في صحيفة غير الجزيرة وغير صفحة (تراث الجزيرة) ما كلفت نفسي قراءته ولكنني اقدر الاستاذ الحميدي ولذلك كتبت هذه الكلمات دفاعاً عن شيخ الرواة واستاذ الجميع واحقاق الحقيقة رغم انف المتطفلين و(استغفرك اللهم ربي).
محمد بن دخيل العصيمي الدمام
* الهامش
1 ادابنا الشعبية ص 1/170 وص 7/170.
2 ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد ص 4/192.
* المحرر:
كم أنا سعيد بأن يثير اهتمام الاستاذ والباحث القدير محمد بن دخيل موضوع ينشر من تراث الجزيرة,,
وكنت اتمنى ان يكون غير هذا الموضوع,, ولكن صمته واساتذتنا وعزوفهم عن النشر جعلني اسمح بنشر موضوع الخنيفر ليس رضا بأسلوبه ولا موافقة على مضمونه ولكن ليحرك ركود الساحة ولأن الفرد قد يمثل شريحة من القراء ونريد تصحيح جميع الأخطاء باقلام الثقاة من الباحثين والمهتمين بالادب الشعبي وابن دخيل أحدهم.
رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
ملحق الميدان
محاضرة
لقاء
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved