كان لما قاله وزير الاعلام والثقافة الاماراتي في مؤتمر آفاق للاعلان والذي عقد مؤخراً في العاصمة البحرينية المنامة علاقة وثيقة بالاعلان وبالتدرب الاعلامي في دول مجلس التعاون الست.
فقد أوضح أولاً ان دول مجلس التعاون تستورد من شركات غربية وشرقية بما يقترب من مائة وخمسين بليون دولار وان هذه الشركات المصدرة والمصنعة لما تستورده دول المجلس لا تنفق من هذا المبلغ الكبير جداً إلا حوالي البليون الواحد في مجال الاعلان.
أي ان ما تنفقه هذه الشركات قليل جداً، بل هو نقطة في بحر المبلغ الضخم الذي تحصل عليه وتقوم بتحويله الى بلدانها,, وفكرة الوزير الاماراتي هي ان تضاعف هذه الشركات المبالغ التي تنفقها على الاعلان عبر كل الوسائل الاعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية الخليجية ونتيجة لهذه الزيادة في مداخيل الاعلان على وسائل الاعلام الخليجية اقترح الوزير ان تستفيد الوسائل الاعلامية الخليجية من هذه المبالغ او على الأقل من جزء منها في تدريب كوادر وطنية خليجية لاعداد وتقديم وانتاج المواد الاعلامية التي تبث من الوسائل الاعلامية الخليجية.
الواقع ان معالي الوزير قد وضع النقاط على الحروف فيما اشار اليه من ان بعضاً من وسائل الاعلام الخليجية ليس لها من خليجيتها الا الارض او الموقع اما القائمون على السياسة البرامجية والتحريرية والاخراجية فمعظمهم من غير الخليجيين.
إن واجب الشركات التي لها قنوات اعلامية تدريب كوادر وطنية خليجية على كل الاعمال الاعلامية من اعداد الى اخراج الى تقديم وتنفيذ ثم تهيئة الفرصة لهذه الكوادر الوطنية الخليجية لقيادة دفة الوسائل والرسائل الاعلامية في بلدانهم.
ترى هل نساء الخليج عاجزات عن انجاب ولد او بنت قادرين على تقديم او اعداد برنامج اذاعي أو تلفزيوني او كتابة مادة صحفية, انه لشيء مخجل ان نشاهد محطة تلفزيونية تنطلق من ارض خليجية بأموال خليجية وكل الوجوه التي نراها عبر هذه المحطة ليسوا من أهل الخليج، بل أحيانا يتم مهاجمة اهل الخليج ومجتمع الخليج من خلالها وذلك باسم حرية الكلمة وحرية الرأي.
ونفس القول يمكن تطبيقه على الاذاعات المسموعة والصحف المقروءة وبعضها بكل اسف ينطلق من بعض دول الخليج وبأموال خليجية ولكنه ينطلق بأصوات واقلام غير خليجية وأحياناً بأفكار وآراء معادية للخليج ولأهل الخليج.
اننا نتفق مع ما ذهب اليه الوزير الاماراتي عبد الله بن زايد من ضرورة زيادة مداخيل الاعلانات واستثمار هذه الزيادة في تدريب كوادر اعلامية خليجية الصوت والصورة والكلمة.