Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


ورحل حبيب الأطفال,!

** لو كانت هناك جنازة لا يحضرها سوى الاطفال لكانت جنازة هذا الراحل العزيز د, عبدالعزيز بن علي الزامل رحمه الله .
إنه ليس طبيب الاطفال بل وحبيبهم، وكما قال د, عبدالعزيز الخويطر في كلمته الرثائية له بالجزيرة، انه حبيبهم والحاني عليهم بل وماسح دمعات آبائهم وأمهاتهم,!
كم من طفل كان بين الحياة والموت فوجد في قلب هذا الانسان الطبيب الحنان قبل ان يجد في مشرطه العلاج، وكم من أب مذعور وأم خائفة جاءا اليه في عز الليل فوجدا بين حنايا قلبه وحنان يديه الأمن والطمأنينة على فلذة كبدهم,!
إلى سنوات محدودة ماضية كان هذا الطبيب في الرياض، وكان أي أب أو أم لا يجدان علاجا ناجحا ناجعا لطفلهم في مستشفى أو مستوصف سرعان ما يهرعان إليه خائفين ثم يعودان بتوفيق الله وقد سكنت الطمأنينة قلبيهما على طفلهما الذي كان نداؤه الانين.
** لقد كان شعار الراحل د, الزامل بل شعوره دعوة الشاعر القروي من أجل بث الرحمة والحنان في قلوب الأطفال عندما قال:
ويارب حبب كل طفل فلا يرى
وان لج في الاعنات وجها مقطبا
وهيىء له في كل قلب صبابة
وفي كل لقيا مرحبا ثم مرحبا
كان هذا الراحل الغالي، الطبيب المحبوب الناجح ليس بتأهيله العالي وخبرته الطويلة فقط بل قبل ذلك بصدقه وعفويته ولهجته القصيمية المحببة التي لم تغيرها سنوات الغربة والتعليم الطويل في المانيا.
هذه المزايا عنده هي سر الطمأنينة التي يجدها الاطفال وأولياء أمورهم عندما كانوا يراجعونه في عيادته المتواضعة في شارع الاحساء والتي احسب ان عدداً كبيراً من أطفال الرياض وبالأخص الذين تجاوزوا خمسة عشر من عمرهم حظوا بمعالجة رحيمة من هذا الطبيب الراحل,!
* * *
إنني أذكر هنا مقالة نشرها الصديق محمد علوان في اليمامة قبل أكثر من عشر سنوات وكانت مقالة مؤثرة عرض فيها وضع طفله الذي كاد ان ينتهي بين يديه عندما كان يطوف به أمام الاسعاف والأحياء في عز الليل دون جدوى، ثم هداه الله الى الذهاب الى د, الزامل فوجد عنده العلاج، وقبل ذلك الرحمة والحنان على طفله,!
لقد كانت أمراض الطفولة هي هاجس د, الزامل ليس بصفته طبيبا معالجا وإنما ايضا بصفته مواطنا من عمق هذه الارض، وقد ألف قبل سنوات كتابا رائعا عن (الطفل) هدف فيه الى تقديم المعلومات المبسطة والعلمية عن رعاية الطفل، والمراحل التي يمر بها، وتطعيماته وعلاج أمراضه.
رحم الله د, الزامل
بقدر ما أزال من ألم طفل
ومسح من دمعة أب
وأنهى من أنين أم
رحم الله حبيب الاطفال وطبيبهم.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved