Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين يتحدث لـ الجزيرة
تجربة مجلس التعاون انبعثت من كيان هذه المنطقة تعبيرا عن طموحات قادة وشعوب دولها
تسهيل تنقل وتوطين المواطنين أولى خطوات طريق التكامل والاندماج

* حديث أجراه: جاسر عبدالعزيز الجاسر
الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء دولة البحرين عاصر انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وساهم الى جانب شقيقه المغفور له صاحب السمو الامير عيسى بن سلمان آل خليفة امير دولة البحرين الراحل وسمو الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة امير دولة البحرين الحالي بفكره وجهده في تعزيز مسيرة المجلس منذ ان بدأت كفكرة قبل أكثر من عشرين عاما ثم عضد خطوات التنفيذ، فالشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة احد حكماء اهل الخليج يعمل بصمت ويمتلك رؤية واضحة ينهج الاسلوب العلمي ويركز في اعماله على تفعيل الانجازات التنموية لتحقيق موارد اقتصادية اضافية لدولة البحرين ولمنظومة دول الخليج حتى تواكب المنطقة مسيرة التقدم التي يشهدها العالم والذي تهيأ لدخول القرن القادم.
وفي حديثه لالجزيرة اكد سمو الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة على خصوصية وتميز تجربة مجلس التعاون التي حققت رغم التحديات والظروف الصعبة التي مرت بها انجازات طيبة على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية كما بلورت التجربة الاستراتيجية الموحدة التي تربط بين دول المجلس وفق تنظيمات وتشريعات ومسؤوليات محددة بما يؤكد اخلاص واستنارة الرؤية الخليجية لمفهوم التعاون والتضامن وهي انجازات واضحة للجميع وتدعو للفخر والاعتزاز، كما انها تشجعنا على الامل والطموح الى مزيد من الانجاز.
وقال سموه: ان عشرين عاما مضت ليست بالفترة الزمنية الطويلة في عمر التنظيمات السياسية الاقليمية والدولية واستطيع ان اقول ان تجربة مجلس التعاون خلال هذه المدة اثبتت نجاحا كبيرا، فهي تجربة رائدة لدولها للاندماج في كيان واحد يعبر عما يربط ويجمع بين قادة وشعوب دولها وتعد مسيرة دول مجلس التعاون نموذجا يحتذى بها.
واضاف لقد بدأنا فعلا نخطو بعض الخطوات على طريق التكامل والاندماج بين مواطني دول المجلس عن طريق تسهيل تنقلهم وتوطينهم.
وفي اجابة على سؤال حول رغبة بعض الدول العربية في الدخول في مجلس التعاون قال سمو رئيس وزراء دولة البحرين تساند دولة البحرين كل ما من شأنه تدعيم وتعزيز وترسيخ مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ان يتم ذلك في اطار اجماع دوله الاعضاء وبما يخدم الاستراتيجية الموحدة للمجلس.
وفي اجابة اخرى على سؤال حول استمرار احتلال ايران لجزر الامارات المحتلةالثلاث ورؤية سموه كل هذه المشكلة قال: دول مجلس التعاون جميعها دعاة سلام وامن واستقرار وترغب في تعزيز التعاون الاقليمي والدولي ولكن في ظل المحافظة على كافة حقوقها المشروعة وسيادتها على اراضيها وحدودها الاقليمية، وقد وقفت دول المجلس الى جانب شقيقتها دولة الامارات العربية المتحدة في مطالبتها المشروعة لاستعادة سيادتها على جزرها الثلاث المحتلة.
هذا واختتم سموه حديثه لالجزيرة بالتأكيد على ان الاتحاد الجمركي بين دول مجلس التعاون سيكون له تأثير ايجابي كبير في تفعيل الاتفاقية الاقتصادية ودعم جهود اقامة سوق خليجية مشتركة غير انه ينبغي تفادي وعلاج الآثار السلبية التي قد تلحق باقتصاديات بعض الدول جراء تطبيق الاتحاد الجمركي.
وفيما يلي نص الحديث:
* سمو رئيس الوزراء بعد مرور عشرين عاما على مسيرة مجلس التعاون,, ما هو تقييمكم للانجازات التي حققها المجلس على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟
سمو رئيس الوزراء:
ان عشرين عاما ليست بالفترة الزمنية الطويلة في عمر التنظيمات السياسية والدولية وبكل الصدق مع النفس فإنني استطيع التأكيد بأن تجربة منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية اثبتت نجاحا كبيرا خلال هذه الفترة,, فهي تجربة رائدة انبعثت من كيان هذه المنطقة تعبيرا وتجسيدا لاماني وطموحات قادة وشعوب دولها للاندماج في كيان واحد يعبر عما يربط ويجمع بينهم من روابط اخوية واواصر قربى وعلاقات قوية متينة عملا على توحيد الجهود والقدرات وتكاتف الامكانات بشرية كانت او اقتصادية لمواجهة التحديات والمتغيرات التي اصبحت يفرضها روح العصر.
وقد حققت تجربة مجلس التعاون، وبرغم تحديات وظروف صعبة عديدة مرت بها انجازات طيبة عديدة على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية، كما تبلورت الاسترتيجية الموحدة التي تبسط بين دول المجلس وفق تنظيمات وتشريعات ومسؤوليات محددة بما يؤكد اخلاص واستنارة الرؤى الخليجية لمفهوم التعاون والتضامن وهي انجازات واضحة للجميع وتدعو للفخر والاعتزاز كما انها لتشجعها على الامل والطموح في مزيد من الانجاز.
* هناك من يرى ان المجلس مازال هشا ولم يقرب بين الدول بالدرجة الكافية مستدلين بذلك ببعض الخلافات التي قد تنشأ بين الحين والآخر بين الدول الاعضاء فهل يعني هذا ان المجلس رغم عمره الزمني لم يتمكن من تعميق الصلات التي تنأى بدوله عن الدخول في نزاعات وخلافات؟
سمو رئيس الوزراء:
على العكس تماما فان التجارب والتحديات التي مرت بالمجلس زادته قوة وصلابة وتماسكا وقدرة على معالجة المشكلات التي يمكن ان تنشأ بقدر كبير من الحكمة وتأكيدا على ذلك اننا بالمقارنة نرى ان منظومات مماثلة اقليمية ودولية قامت واندثرت او تجمدت سريعا ولم تستطع مواصلة مسيرتها فيما لايزال مجلس التعاون لدول الخليج العربية يواصل مسيرته الموفقة كنموذج يحتذى به في هذا المجال.
* مازال مواطنو الدول الاعضاء يشعرون بأن المجلس رغم اهدافه المعلنة الا انه لم يلامس وطنيتهم ودمجهم في مجتمع واحد من خلال التسهيلات الخاصة بالتنقل بالبطاقة بين الدول والعملة الموحدة وتوطين العمالة فماذا يقول سموكم في هذا الخصوص؟
سمو رئيس الوزراء
ربما كان هذا الشعور او الاحساس ببطء مسيرة المجلس نابعا من الرغبة والآمال العريضة لابناء دول المجلس في الوصول سريعا الى ذروة اللحمة والتكامل في اسرع وقت,.
وقد بدأنا بالفعل نخطو بعض الخطوات على طريق التكامل والاندماج بين مواطني دول المجلس وتسهيل تنقلهم وتوطينهم,, واذا كانت الخطوات ليست بالسرعة التي تناسب طموحات وتطلعات ابناء دول المجلس الا انها بداية والمهم ان تجيء هذه الخطوات مدروسة بعناية لضمان سلامتها واستمراريتها وجدواها للجميع,, وفي ظل ما يجمع بين شعوب وقادة دول المجلس من اواصر قربى ومودة وروح اخوية صادقة فانني اثق بان المستقبل سوف يحمل لنا المزيد من التقدم على هذا الدرب.
* رغم ان المجلس كيان اقليمي خاص بالدول الست المطلة على الخليج الا ان هناك دولا تراودها الرغبة في الدخول للمجلس,, فهل هناك نية لتوسيع دائرة المجلس وقبول اعضاء جدد؟
سمو رئيس الوزراء:
تساند دولة البحرين كل ما من شأنه تدعيم وتعزيز وترسيخ مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ان يتم ذلك في اطار اجماع دوله الاعضاء وبما يخدم الاستراتيجية الموحدة للمجلس.
* لاتزال مسألة احتلال ايران لجزر الامارات العربية الثلاث تشكل عقبة في سبيل تطوير العلاقات الخليجية الايرانية, كيف يرى سموكم تفعيل الجهود الخليجية لحل هذه المشكلة؟ وما هي الوسائل والسبل لاقناع ايران بالتخلي عن احتلالها للاراضي العربية لتعزيز العلاقات بين دول الخليج العربية والجمهورية الاسلامية الايرانية؟
سمو رئيس الوزراء:
دول مجلس التعاون جميعها دعاة سلام وامن واستقرار وترغب في تعزيز التعاون الاقليمي والدولي ولكن في ظل المحافظة على كافة حقوقها المشروعة وسيادتها على اراضيها وحدودها الاقليمية وقد وقفت دول مجلس التعاون الى جانب شقيقتها دولة الامارات العربية المتحدة في مطالبتها المشروعة باستعادة سيادتها على جزرها الثلاث المحتلة، ونحن نأمل ان تستجيب الجمهورية الاسلامية الايرانية لنداءات تسوية هذه المشكلة بالاساليب الاخوية والسلمية وبما يكفل تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة واتاحة الفرصة بين كافة دولها للتعاون في المجالات التنموية.
* القمة العشرون التي ستعقد خلال ايام في الرياض ستشهد انطلاق الاتحاد الجمركي,, كيف يرى سموكم دور هذا الاتحاد في تفعيل الاتفاقية الاقتصادية ومدى اسهامه في اقامة سوق خليجية مشتركة؟
سمو رئيس الوزراء:
لاشك ان الاتحاد الجمركي سوف يكون له تأثير ايجابي كبير في تفعيل الاتفاقية الاقتصادية ودعم جهود اقامة سوق خليجية مشتركة، غير انه ينبغي تفادي وعلاج الآثار السلبية التي ستلحق باقتصاديات بعض الدول جراء تطبيق الاتحاد الجمركي.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved