Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


سمو ولي العهد في حديث لوكالة الأنباء السعودية
قوة المملكة مستمدة من عقيدتنا الإسلامية وهي كفيلة بالتصدي للتيارات الفكرية والثقافية التي تحاول زعزعة معتقداتنا
المرأة أثبتت قدرتها على تحمل مسؤوليتها بكل جدارة واقتدار,, ولا يمكن أن نتجاهل دورها في بناء هذا الوطن

* الرياض واس
شدد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على ان قوة المملكة العربية السعودية مستمدة من منهج قويم مستند على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقال سموه وبلا أدنى شك فان قوة عقيدتنا كفيلة بالتصدي للرياح والتيارات الفكرية والثقافية التي تحاول زعزعة معتقداتنا وخلخلة مجتمعاتنا وهي كفيلة بأن تنير لنا الطريق المستقيم .
وأكد سموه انه يجب على الجميع عدم الوقوف موقف المتفرج الذي يكتفي بالتأييد والشجب عن بعد أمام ظاهرة التداول الثقافي والمعلوماتي بل المطلوب التعامل ايجابيا مع هذه الظاهرة عن طريق فتح صدورنا لكل ما هو جديد ومفيد لا يتعارض مع عقيدتنا الاسلامية والمشاركة الفعالة في استثمار هذه الظاهرة في طرح ثقافتنا وتراثنا ومعتقداتنا العربية والاسلامية الأصيلة.
جاء ذلك في اجابات لسمو ولي العهد على أسئلة لوكالة الأنباء السعودية تناول فيها عددا من القضايا الاقليمية والدولية وكذلك زيارات سموه خلال العامين الماضيين لعدد من الدول الشقيقة والصديقة.
وفيما يلي نص اجابات سموه.
سؤال: قمتم حفظكم الله خلال العام المنصرم بزيارات خارجية لعدد من الدول الشقيقة والصديقة نرجو من سموكم الكريم القاء الضوء على نتائج هذه الزيارات على الصعد كافة؟.
جواب: أولا دعني أوضح لك كما سبق ان أكدت في عدة مناسبات انني لن أتردد في تلبية جميع الدعوات التي توجه لي لزيارة الدول الشقيقة والصديقة طالما ان هدف هذه الزيارات هو خدمة بلادي وأمتي العربية والاسلامية وفي المحادثات التي أجريتها مع قادة الدول في الزيارات التي قمت بها مؤخرا كان هناك محوران أساسيان.
المحور الأول: ويتعلق بالعلاقات الثنائية حيث تم بحث سبل وامكانات توثيق العلاقات وتوسيع آفاق التعاون في جميع المجالات مع تلك الدول وقد تمكنا ولله الحمد من خلال تلك الزيارات من ابرام العديد من الاتفاقيات التي نأمل بمشيئة الله ان تعود علينا بالخير كما تمكنا من وضع العلاقات الثنائية على أسس وقواعد استراتيجية تكفل تحقيق وخدمة المصالح المشتركة على قدم المساواة لشعب المملكة العربية السعودية وشعوب تلك الدول.
أما بالنسبة للمحادثات مع قادة الدول العربية التي زرتها فلقد كان هاجسي ومحور اهتمامي الرئيسي ينصب على بحث سبل دعم الوضع الاقتصادي العربي وفق خطة تستند على مبادىء السوق العربية المشتركة والوحدة الاقتصادية العربية مع تطويرها على النحو الذي يتوافق مع المتغيرات الدولية الراهنة.
المحور الثاني: فهو يتعلق بالقضايا العربية والاسلامية وهذه تمثل محورا ثابتا في جميع اللقاءات والمباحثات التي أجريتها مع قادة الدول التي زرتها ولا أبالغ اذا ما قلت لك ان هذه القضايا تشغل الحيز الأكبر من الوقت والاهتمام وبطبيعة الحال تأتي القضية الفلسطينية في مقدمة تلك القضايا حيث أكدت لقادة الدول الذين التقيتهم على أننا دعاة سلام وطلاب حق وان السلام الذي ننشده ونعمل من أجله هو السلام الشامل والعادل القائم على قرارات الأمم المتحدة وعلى الشرعية الدولية وعلى أن تحقيق الاستقرار والنماء في منطقتنا ولشعوبنا هو هدفنا الأساسي الذي نكرس له جميع جهودنا.
سؤال: أصبحت كلمة العولمة من العبارات التي تتردد ليس عبر وسائل الاعلام السعودية فحسب وانما حتى في المجالس الخاصة, ما هي نظرة المملكة العربية السعودية لهذه العبارات ومدلولاتها خاصة ان المملكة على وشك الانضمام الى منظمة التجارة العالمية؟.
جواب: ان العولمة أضحت تمثل أبرز سمات النظام الدولي الجديد مما يستوجب منا التحرك والعمل الجاد والتعامل الفطن مع هذه الظاهرة بغية المشاركة الفعّالة في صياغة مسارات العولمة بما يعكس ثقافتنا ويحمي مصالحنا ومكتسباتنا وقد أقدمنا في الآونة الأخيرة على تطوير بعض النظم وتحديثها ولكن يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا بأن الوقت يمر سريعا والعولمة قادمة بكل قواها العلمية والتقنية وأشعر ان علينا العمل بشكل مكثف لاتخاذ اجراءات اشمل لتحديث النظم الاقتصادية والاجتماعية على أننا لا نقبل مطلقا ما يتعارض مع الاسلام وما يتعارض مع الاخلاق القويمة التي تربينا عليها فالاسلام هو دين عالمي وللناس كافة.
* تشهد الساحة الدولية تدفقا للمعلومات والثقافات اخترقت جميع الحواجز وقربت بين الشعوب حتى اصبحت بمثابة حي واحد وذلك بسبب التطوير الهائل لوسائل الاتصال ونقل المعلومات كيف ترون سموكم التعامل الايجابي معها وسبل مواجهة مالا يتواءم وعقيدتنا وعاداتنا وتقاليدنا نحن المسلمين؟
يجب أن ندرك ان قوتنا مستمدة من منهجنا القويم المستند على كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسنة نبيه المختار عليه افضل الصلاة والسلام وبلا أدنى شك فإن قوة عقيدتنا كفيلة بالتصدي للرياح والتيارات الفكرية والثقافية التي تحاول زعزعة معتقداتنا وخلخلة مجتمعاتنا وهي كفيلة بأن تنير لنا الطريق المستقيم ولكن يجب علينا عدم الوقوف موقف المتفرج الذي يكتفي بالتأييد او الشجب عن بعد امام ظاهرة التداول الثقافي والمعلوماتي بل مطلوب منا التعامل ايجابيا مع هذه الظاهرة عن طريق فتح صدورنا لكل ما هو جديد ومفيد ولا يتعارض مع عقيدتنا من ناحية ومن ناحية اخرى ضرورة المشاركة الفعالة في استثمار هذه الظاهرة في طرح ثقافتنا وتراثنا ومعتقداتنا العربية والاسلامية الاصيلة فكما ان وسائل الاتصال وتداول المعلومات متاحة للاخرين فهي متاحة لنا ايضا لذلك كله يجب علينا ان لا نكتفي بالتقوقع ومراقبةحركة الاخرين بل يجب ان نسير بجانبهم وان نشاركهم في كل ما هو مفيد للانسانية.
* يعلق المواطنون امالا كبيرة على المجلس الاعلى للاقتصاد برئاسة سموكم الكريم فهل لنا ان نتعرف من سموكم على الخطط والسياسات التي سينتهجها المجلس وهل يعني ذلك انبثاق نظام اقتصادي جديد للمملكة؟
النظام الاقتصادي للمملكة راسخ على مبدئه المرتكز على تبني نظام اقتصاد السوق ولكن انطلاقا من الرغبة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية سعيا لتمكين الاقتصاد السعودي مواكبة التغيرات والتحديات العديدة المطروحة على الساحة الاقليمية والدولية اتجهنا الى تبني عدد من الاجراءات الهادفة الى اعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وانشاء المجلس الاقتصادي الاعلى يعتبر احدى الحلقات المهمة لمتابعة تحقيق مرامي السياسة الاقتصادية السعودية الجديدة التي من اهم مؤشراتها.
توفير مناخ استثماري ملائم يتواكب مع متطلبات العولمة والانفتاح التي يعيشها عالمنا حاليا.
تحديث انظمة العمل والعمال لضمان تلبيتها لاحتياجات سوق العمل وتكيفها مع المتغيرات العالمية.
تخصيص المؤسسات العامة السعودية لضمان تحقيق الكفاءة ورفع مقدرتها التنافسية.
* تتحدث وسائل الاعلام عن انعقاد قمة الدول المنتجة والمصدرة للبترول في فنزويلا العام القادم, ما هي نظرة المملكة لهذا المؤتمر وحجم مشاركتها فيه وما هو تقييم سموكم الكريم للوضع الحالي والمستقبلي لاسواق البترول في ظل حصص الانتاج وسقفه ومستوى الاسعار؟
تعلمون ان المملكة العربية السعودية تمتلك اكبر احتياطيات للبترول في العالم وهي من اكبر الدول المصدرة له كما انها احدى الدول المؤسسة لمنظمة الاوبك في بدايات الستينيات الميلادية, والبترول يستحوذ على النسبة الاعلى من الصادرات السعودية وسوف يبقى كذلك لسنوات عديدة قادمة, ومن هذا المنطلق فان البترول يعتبر العمود الفقري للاقتصاد السعودي الذي ترتكز عليه معظم المجالات الاقتصادية الاخرى سواء الصناعية او الخدمية او التجارية منها ومن جانب اخر ونظرا للمركز القيادي للمملكة في صناعة البترول العالمية وكونها مصدرا آمنا ومضمونا يوثق به في تأمين امدادات البترول فإنه يتطلب منها ان تسعى جاهدة لضمان استقرار الاسواق العالمية للبترول وبما يحافظ على مصالح كل المستهلكين له ويضمن في نفس الوقت استمرار مصالح المنتجين ولاهمية تقييم وتقويم مسيرة منظمة الاوبك وبلورة الاستراتيجيات الفعالة لتنسيق السياسات العامة للدول المنتجة للبترول وأطر التعاون مع المستهلكين له ظهرت الدعوة لعقد مؤتمر قمة للدول الاعضاء في منظمة الاوبك وقد وافقت المملكة على المشاركة والتي سوف يدعى إليها ايضا الدول المنتجة من خارج المنظمة والشركات البترولية العالمية وسوف يسبق هذه القمة اجتماع اعدادي يشارك فيه وزراءالخارجية والمال والبترول في الدول الاعضاء.
* صاحب السمو اطلقتم منذ عام او يزيد دعوة للشركات البترولية العالمية للاستثمار في المملكة ثم التقيتم اثر ذلك بالعديد من مسؤولي تلك الشركات اثناء زياراتكم لبعض الدول الصديقة وهنا في المملكة ما هو الهدف من هذا التوجه وماذا تحقق في هذا الاتجاه؟
* مساهمات الاستثمار الأجنبي في التنمية الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية بارزة للعيان ولا يمكن نكرانها وبالذات في صناعة البترول وجميع الدول وحتى المتقدمة منها سوف تظل دائما في حاجة لرؤوس الأموال الأجنبية والمملكة ليست استثناء من ذلك فالاستثمار الأجنبي إلى جانب مساهمته في توفير التمويل اللازم للمشروعات يساهم في تأمين التقنية الحديثة وأساليب التسويق والإدارة المتقدمة ويساهم أيضا في ترابط المصالح الاستراتيجية للدول وبناء على ذلك جميعه تم توجيه الدعوة لشركات البترول العالمية للاستثمار في المملكة وقد تلقينا العديد من العروض الأولية للاستثمار في مشاريع مختلفة في قطاع البترول والغاز وتم في شكل موازٍ لذلك تشكيل لجنة وزارية عليا لبلورة استراتيجيات البترول والغاز في المملكة وهي على وشك انجاز مهامها ويتم أيضا وفقا للأهداف والسياسات المحددة في استراتيجيات البترول والغاز تقييم عروض شركات البترول العالمية لتحديد المستهدف منها ومن ثم التفاوض معها.
* تتعرض الجامعة العربية بين وقت وآخر إلى نقد حاد باتهام بعدم قدرتها على لم الشمل العربي واحتواء مشكلاته كما توصم أنظمتها بأنها قديمة ولم تعد مسايرة للتطور العالمي, ما هو رأي سموكم الكريم نحو تفعيل دور الجامعة العربية وتجديد أنظمتها.
قبل الدخول في فرضيات حول وضع الجامعة العربية ينبغي لنا الرجوع أولا إلى ميثاق الجامعة والمبادىء والأهداف التي أنشئت من أجلها والتي تنص على توثيق الصلات والتعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء والمحافظة على السلام والأمن العربي والتنسيق بين الدول الاعضاء والمحافظة على السلام والامن العربي وصيانة استقلال الدول الأعضاء واحترام سيادة كل دولة من دولها والمساواة بينها وعدم التدخل في شؤونها وعدم اللجوء إلى القوة في فض المنازعات فيما بينها وتاريخ الجامعة العربية التي بدأت مسيرتها قبل خمسة وخمسين عاما يؤكد على أنه كلما ابتعدنا عن هذه المبادىء كلما انعكس ذلك سلبيا على علاقتنا العربية وكلما التزمنا بهذه المبادىء كلما انصب ذلك في دعم الروابط العربية المشتركة وخدمة قضايانا المصيرية، فالمسألة لا تتعلق بتجديد أنظمة بقدر الالتزام بالمبادىء التي نص عليها ميثاقها وإن كنا نؤمن بضرورة التطوير والتجديد باعتباره أحد متطلبات العصر على أن يكون في إطار الأهداف التي أنشئت من أجلها والمملكة العربية السعودية باعتبارها من المؤسسين للجامعة العربية نذرت نفسها منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حتى الآن في خدمة العروبة والعقيدة الإسلامية والسعي الدائم إلى دعم الروابط العربية والعمل الحثيث على لم الشمل العربي في إطار مبادئنا العربية والإسلامية الأصيلة المنصوص عليها في الميثاق لما فيه خير البلاد العربية ودعم قضاياها تحقيقا لأمانيها وآمالها وتطلعات شعوبها العربية قاطبة.
* صاحب السمو ولي العهد يتطلع أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى لقاء قادتهم بعد أيام في الرياض لتحقيق المزيد مما سعى ويسعى المجلس إلى تحقيقه لأبنائه, ما هو تقييم سموكم الكريم لمنجزات المجلس وماذا تقولون عن مستقبله إن شاء الله؟
مجلس التعاون لدول الخليج العربية أنشئ لكي يؤطر وينظم علاقات التعاون والتنسيق القائمة أصلا بين دول المجلس ويعزز ويدعم الإنسجام المتكامل فيما بينها وانعكاسا لاتفاق الإرادة على السير معا يدا واحدة لتحقيق الأهداف الخيرة في مسيرة العمل المشترك التي نطمح إليها جميعا ولو تابعنا مسيرة المجلس منذ إنشائه لوجدنا أنه تم تحقيق العديد من المنجزات ولكن علينا ألا نشعر بحرج من الاعتراف بأن ما تم من انجازات على أهميتها لم تبلغ مستوى تطلعاتنا وطموحات مواطني دول المجلس وأعتقد أنه آن الأوان لإحداث نقلة نوعية في أسلوب أداء أجهزة المجلس وتطوير لوائحه ونظمه بما يساعد على الوصول إلى الآمال والأهداف المنشودة
* سؤال: لم تخل زيارات سموكم للدول الصديقة والشقيقة من بحث شئون الاسلام والمسلمين في شتى بقاع الارض,, واليوم نشاهد بقاعا كثيرة من بقاع العالم الاسلامي تعيش خلافات وعدم استقرار وحروبا وفتنا داخلية بماذا تفسرون سموكم هذا الوضع وما هو المخرج منه؟
جواب: ان ما قمنا به في بحث شؤون الاسلام والمسلمين في جولاتنا الخارجية لا يخرج عن اطار الدور البناء للمملكة في القيام بواجبها نحو دينها ونحو الامة الاسلامية جمعاء ونحن يؤلمنا ما نشاهده اليوم من نزاعات وحروب وخلافات في بعض بقاع العالم الاسلامي ولن نألو جهدا في سبيل تحقيق السلام والاستقرار فيها غير ان الجهود الفردية تظل قاصرة في تحقيق السلام المنشود دون تضافر الجهود الدولية المشتركة والرغبة الجادة لأطراف النزاعات في الوصول الى الحلول السلمية وفق مقتضيات الشرعية الدولية.
سؤال: يعزو بعض المفكرين المسلمين ما يحدث في العالم الاسلامي الى تيارات ومؤامرات تحاك ضد الاسلام والمسلمين من خارج العالم الاسلامي بينما هناك من يرى ان السبب يقع على المسلمين انفسهم نتيجة لعدم ادراك المتغيرات الدولية سواء سياسية او ثقافية او اقتصادية من حولهم,, ما هو رأي سموكم الكريم تجاه هذين الرأيين؟
جواب: لو استعرضنا تاريخ الامة الاسلامية لوجدنا ان ما يواجهه الاسلام والمسلمون من تيارات ومؤامرات قديم قدم الرسالة المحمدية للمصطفى صلى الله عليه وسلم وان الامة الاسلامية استطاعت تجاوز هذه التيارات بفضل تعاضدها وتآزرها في مواجهتها تحت راية التوحيد بل واستطاعت ان تبني حضارة اسلامية عريقة استفادت منها الانسانية جمعاء وبنت عليها علومها العصرية ولكن يجب الا نحمل كلما ما يعانيه العالم الاسلامي من مشاكل وخلافات على الآخرين وفي الواقع اننا نتحمل الجزء الاكبر مما آلت اليه الاوضاع في عالمنا الاسلامي فخلافاتنا وانقساماتنا وبعد البعض منها عن روح وتعاليم ديننا الحنيف هو السبب الرئيسي لضعف المسلمين فالله سبحانه وتعالى حثنا على التضامن والتكاتف وحذرنا من الفرقة والشقاق فقال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقال تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ولكي تعود للعالم الاسلامي قوته وعزته ورفعته لابد من العودة الى مبادىء الاسلام والعمل بهديه لتكون لنا الخيرية على الناس جميعا كما وصفها الله سبحانه وتعالى في كتابه.
سؤال: لكم يا صاحب السمو موقف معروف تجاه مزاعم ربط الارهاب بالاسلام او ببعض المسلمين أعلنتموه في أكثر من زيارة من زيارات سموكم الكريم,, هل لنا في المزيد من رؤية سموكم لهذا الموضوع؟
جواب: نحن كمسلمين نشعر دائما بالالم والأسى لما ينسب للاسلام من اي عمل ارهابي واطلاق صفة ما يسمى بالارهاب الاسلامي على هذه الاعمال لمجرد ان بعض المتورطين في عمليات ارهابية يرفعون شعارات يزعمون انها اسلامية وذلك في الوقت الذي يحرم فيه الاسلام القتل,, ويحرم سفك الدماء,, ويحرم الاعتداء وقتل الابرياء,, ويدعو الى المحبة والسلام فالارهاب ظاهرة عالمية لا جنسية له ولا ديانة، واصبح يشكل خطرا وتهديدا على الامن والاستقرار الدوليين وعليه فإن الجهد الدولي الموحد هو الوسيلة الفعالة لمكافحته والقضاء عليه بكل اشكاله وصوره ومهما كانت مصادره.
سؤال: أعلنتم يا صاحب السمو في كلمتكم في حفل احتفاء ابنائكم واخوانكم اهالي طيبة الطيبة بسموكم الكريم عن اجراءات ثلاثة تهدف الى توسيع القاعدة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل وتعزيز دور القطاع الاهلي في المشاركة في عملية التنمية, وهذه الاجراءات: النظام الضريبي لرأس المال الاجنبي ونظام الكفيل ونظام تملك العقار لغير السعوديين,, المواطن يا صاحب السمو يتطلع الى معرفة ملامح هذه النظم الثلاثة من سموكم الكريم؟
جواب: كما أجبت في السؤال الاول اعلاه ان الهدف الرئيسي لحكومة المملكة العربية السعودية في هذه المرحلة يتمثل في اعادة هيكلة الاقتصاد الوطني من خلال تحديث وتهيئة الاوضاع الاقتصادية والمالية والقانونية والاجرائية المناسبة لمواكبة متطلبات المرحلة التنموية القادمة وبما يتلاءم مع مجريات ومتغيرات الاقتصاد الدولي والانظمة التي أشرت إليها في سؤالك تندرج ضمن ذلك وقد تم الانتهاء من دراستها وصياغتها وشارك في بلورتهانخبة مختارة من القطاع الاهلي وهي الآن في المراحل الاخيرة من الاعتماد وعندما يتم ذلك سوف تنشر لاطلاع المواطنين على كافة ملامحها.
سؤال: التوظيف والسعودة امران اصبحا يشغلان بال المسؤول والمواطن,, خريجون يقفون على قوائم الانتظار دون عمل لعدم وجود فرص من ناحية وعدم وجود وظائف شاغرة من ناحية اخرى بما قد يفضي الى ما يسمى بالبطالة كيف الحل وان اعداد الخريجين تتزايد عاما بعد عام؟
جواب: المواطن هو المحور الاساسي للتنمية والتطور لذلك ركزت الدولة مجهوداتها التنموية على بناء الانسان ونمائه واستثمرت الشيء الكثير في سبيل تعليمه وتدريبه من هذا المنطلق فإن التوجهات الاقتصادية الجديدة للمملكة نحو توسيع القاعدة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل وتعزيز دور القطاع الاهلي في المشاركة في عملية التنمية وضعت على قائمة اولوياتها سياسة السعودة وتوطين الوظائف وقد استطاعت هذه السياسة ان تحقق بعض النجاحات غير انها تظل اقل مما تطمح اليه الدولة والدولة جادة في تطبيق سياسات السعودة وتحقيق النسب المطلوبة لها على الاقل في الشركات والمؤسسات بما يضمن توفير فرص العمل للمواطنين خاصة في ظل تحويل الدولة لجزء من استثماراتها للقطاع الاهلي في إطار التوجه العام نحو التخصيص, ولكن مكافحة البطالة لا تكون عن طريق التركيز على السعودة فقط وانما علينا ان نعالج القضية بصورة اعمق فالجامعات والمعاهد تخرج سنويا آلافا من الطلاب في تخصصات لم تعد الحاجة إليها قائمة كما ان على القطاع الخاص دورا كبيرا في مكافحة البطالة بين الشباب عن طريق توطين رؤوس الاموال واقامة المشاريع النافعة بما يؤدي الى ايجاد فرص وظيفية تستوعب الخريجين.
سؤال: صاحب السمو خصوصية المرأة في المملكة العربية السعودية مستمدة من خصوصيتها في الاسلام ومكانتها فيه ومع ذلك يحلو للبعض التنظير حول المرأة متناسين القاعدة التي تنطلق منها مكانة المرأة في المملكة ماذا تقولون سموكم الكريم لهؤلاء وما هو التوجيه الذي تخصون به المرأة السعودية؟
جواب: المرأة السعودية هي مواطن بالدرجة الاولى له حقوقه وعليه واجباته ومسؤولياته وذلك وفق الضوابط الشرعية التي حددها لنا من ذكر وأنثى الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وبعث به نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعندما نتحدث عن النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها بلادنا في كافة المجالات لايمكن ان نتجاهل بأي حال من الاحوال دور المرأة السعودية ومشاركتها في مسؤولية هذه التنمية وخدمة دينها وبلادها وبناء الوطن باعتبارها نصف المجتمع والمشاركة الفعالة للمرأة السعودية في مجتمعنا لم تأت من فراغ بقدر ما جاءت كنتيجة حتمية للاستثمار الكبير الذي أولته الدولة جل اهتمامها في قطاع التربية والتعليم لجميع مواطينها رجالا ونساء الذي استطاعت المرأة السعودية من خلاله ان تحقق اعلى المؤهلات العلمية الامر الذي مكنها من البذل والعطاء في العديد من المجالات الوظيفية والمهنية التي وفرتها لها الدولة وأثبتت انها قادرة على تحمل مسؤوليتها بكل جدارة واقتدار سواء من خلال وظيفتها الاسمى كمربية اجيال ام في حياتها العملية, واننا نتطلع ان يكون للمرأة دور كبير بحيث لا يحكمنا في هذا المجال سوى ميزان الشرع بما يحقق مصلحة الأمة,.
سؤال/ بضع سنوات مرت على قيام مجلس الشورى في ثوبه وتنظيمه الجديد لابد أن هناك نتائج ملموسة للمجلس وما صدر عنه نود من سموكم الكريم القاء الضوء على ذلك.
جواب/ لقد أثبتت تجربة الشورى في المملكة العربية السعودية فعالياتها وجدواها وحملت في رسالتها معاني العدل والصدق والإخلاص لما فيه خير أمتنا كونها نابعة من شريعتنا الإسلامية الغراء وتعاليمها السمحة واستطاعت أن تقدم للوطن ما نصبو إليه جميعا من الرأي السديد والمشورة المخلصة والقرارات الحكيمة بعيدا عن الأهواء والمزايدات وقد جاءت التنظيمات الجديدة للمجلس لتتواءم مع دواعي اتساع المسؤوليات التنموية في البلاد وحاجتها للخبرات والتخصصات المتنوعة بين الأعضاء دعما لمهام المجلس وما يتخذ من توصيات وقرارات وجميعنا لمسنا ما حققه المجلس من انجازات ملموسة وفعالة خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بدراسته للموضوعات وبحثه للأنظمة واللوائح والاتفاقيات وتقديم الرأي والمشورة المخلصة التي هيأت للدولة اتخاذ العديد من القرارات التي انعكست على بلادنا بالخير الكثير بفضل الله سبحانه وتعالى.
سوال/ حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية مستمدة مما جاءت به العقيدة الإسلامية السمحة إلا من يجهل الإسلام ويجهل ما عليه المملكة يبدي ما يتعارض مع نهج المملكة، ما هو تعليق سموكم على ذلك؟
جواب/ المملكة العربية السعودية باعتبارها دولة تطبق أحكام الشريعة الإسلامية في كافة مناحي الحياة ملتزمة باحترام حقوق الإنسان من حيث أنها تؤمن بأن الشريعة الإسلامية هي المؤسس لقواعد حقوق الإنسان فهي أتت منذ أربعة عشر قرنا بمنهج عام وشامل بينت فيه الحقوق والواجبات التي شرعها الله حقا للفرد على المجتمع وحقا للمجتمع على الفرد في توازن عادل ودقيق, وتوافقا مع هذا النهج جاء النظام الأساسي للحكم في المملكة محتويا على العديد من النصوص والأحكام التي تؤكد حماية الدولة لحقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية وما ينبغي التأكد عليه هنا هو أهمية تطبيق حقوق الإنسان بشكل يراعي التباين في طبيعة المجتمعات ولا سيما في معتقداته الدينية كما وأنه ينبغي عدم استخدام حقوق الإنسان لأغراض سياسية وكذريعة للتدخل غير المبرر من شؤون الدول الأخرى.
على أن ما يثير القلق أيضا هو استخدام حقوق الإنسان وفق معايير مزدوجة فكيف نفسر السكوت على ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات يومية لحقوق الإنسان في فلسطين وأين دعاة حقوق الإنسان من المآسي التي تقع اليوم في الشيشان؟
سؤال/ صاحب السمو الحديث عن الحرس الوطني وتاريخه ونهضته وتطوره مرتبط ارتباطا تاما بسموكم الكريم فهو هاجسكم الذي ارتبط بفكركم وجهدكم مثلما أنكم في سويداء القلب منه ولدى كل فرد من أفراده,, كيف ترون سموكم الحرس الوطني اليوم إنسانا وآلة وعملا وطنيا وماذا تقولون لرجل الحرس الوطني وماذا تقولون عنه.
جواب/ كان الحرس الوطني أول جهاز عسكري أنشأه جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه من أبناء هذا البيت السعودي الكبير عند توحيده لأجزاء الجزيرة العربية ليشارك في مسيرة كفاحه رحمه الله في توحيد المملكة وتوطيد أركانها وإشاعة الطمأنينة والاستقرار في ربوعها على مبادىء التوحيد والشعور العميق بالوطنية والولاء والإخلاص للأمة وقد تطور الحرس الوطني منذ ذلك الحين متسلحا بالمعرفة والعلم والثقافة والخبرات الفنية والإدارية والعسكرية وتطورت رسالته لتشمل مهامه الوقوف إلى جانب أشقائه في قطاعات القوات المسلحة السعودية في الذود عن الوطن وحماية أبنائه ومقدراته وخدمة القطاعات التنموية للدولة والعمل في مجالات الإغاثة والمساعدات الإنسانية وتدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية في المجالات الفنية إلى جانب العسكرية والاسهام في مجالات التوعية الثقافية باعتباره رمزا لتاريخ أمة بكل ما فيها من أمجاد وعزة وتصميم.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved