Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


مافائدتنا من خوارق الخيال ؟!
كبير المنجمين في مكتبات مدارسنا

عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
كان يامكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان رجل تاجر اسمه صادق يعمل بأمانة وصدق راضياً برزقة قل أو كثر مادام من طرق سليمة، ولكنه فيما بعد ولعدة أسباب مؤثرة أراد أن يجرب طريق المنجمين، فجلس في مكان مزدحم بالناس ينادي منجم، منجم فجاءته جارية لبنت الوالي لتسأله عن مكان خاتم بنت الوالي الذي خبأته في مكان نسيته، فألجم لأنه لا يعرف فتمتم: أرى وكأنني أوقعت نفسي في ثقب ضيق وأغلقت الثقب على نفسي بخرقة فكانت هذه ومن قبيل الصدفة المكان الذي خبأت فيه الخاتم, فوصل الخبر للوالي الذي عينه منجماً خاصاً للقصر, فسرقت خزنة الوالي, واستدعى المنجم ليكشف بخبرته الخارقة عن السارقين, فطلب مهلة مقدارها أربعون يوماً وطلب من زوجته جرة فيها أربعون تمرة, وفي الليلة الأولى أخذ التمرة الأولى ليحسب الفترة التي طلبها مهلة حتى إذا اكتملت الأيام يهرب عن قبضة الوالي، وكان في الصدفة أحد السارقين الذين عددهم أربعون حول بيت المنجم فسمعه يقول: هذا واحد من الأربعين ذعر اللص وأسر إلى رئيسه يطلعه الحقيقة فكلف اثنين من رجاله ليتأكد من صحة قول رفيقهما وحين وصلا سمعاه يقول وهو يأكل التمرة الثانية اثنان من الأربعين مرا بنا وهو يقصد يومين من الأربعين يوما قد انقضيا، ذعر الرجلان واستمر الحال الى آخر ليلة فذهب رئيس اللصوص ليقف على الأمر بنفسه فسمعه وهو يقول ملقياً التمرة الأخيرة في فمه:روهذا آخر الأربعين فذعر رئيس العصابة وجاء متوسلاً استر علينا أرجوك,, خذ كل أموال الخزنة ولكن لا تبلغ عنا فأعجب الوالي بمقدرة المنجم الخاص للقصر, وفي أحد الأيام أراد الوالي اصطياد فراشه فحاول مرة فلم يستطع ولكنه حاول مرة ثانية فلم يمسكها وأمسكها في الثالثة فقبضها بيدة وجاء للمنجم فقال له: احرز مافي يدي فقال المنجم معاتبا نفسه! نجوت أول مرة, ونجوت ثاني مرة, أما الآن فوقعت بيد الوالي .
تعجب الوالي من براعة المنجم في معرفة التفاصيل في امساك الفراشة ورغم ذلك النجاح، خاف المنجم صادق أن ينكشف ففكر في حيلة يقيل نفسه بها من عمل التنجيم وفي ذات يوم ذهب إلى الوالي شبه عارٍ,, واتجه صوب الوالي فحمله بين يديه وركض به خارج القصر وهو يتظاهر بالجنون,, وفي تلك اللحظة انهار سقف القصر الذي كان يجلس الوالي فيه فزاد إعجاب الوالي بهذا المنجم وببراعته وكافأه بأن جعله كبير المنجمين,.
عزيزتي الجزيرة:
لك كامل الحرية في أي شعور أو انفعال تتخذه تجاه هذه القصة, وبغض الطرف عن حقيقتها أو خيال استنبطت من خلاله, ولكن الأمر المهم في هذا والذي سيولد شعوراً وانفعالاً آخر هوأن كبير المنجمين قصة يتلقفها طلاب المرحلة الابتدائية ليقرأوها وهي متوفرة وممكن الحصول عليها وبغاية السهولة من مكتبة المدرسة!! إن علامات التعجب وأدواته وعلامات الاستفهام وأسماءه لتقف عاجزة عن وصف المشاعر وتصوير الانفعالات المثيرة للكثير من التساؤلات,, ولكن لنقف مع سؤال واحد لنعرف إجابة هذا السؤال: ماالفائدة من هذه القصة,, كبير المنجمين لطلاب وفي مرحلة مهمة من مراحل الحياة هي مرحلة التنشئة؟! وماالهدف الذي يراد منها أو الأمر السيء الذي يراد علاجه مادام سرد أحداثها بهذه الطريقة التي تجعل من عمل التنجيم عملا عظيماً؟! ولكن للأمانة ختمت القصة بعد عرض يغري بعمل التنجيم وسهولته والذي تنهال به الأموال بشكل أكبر من أي عمل حتى التجارة, ختمت بستة أسطر اذكرها بنصها لنقف معها بعض الشيء لمناقشة هذه الأسطر:
وعلى عكس كل نهاية للحكايات لم يعش هذا الرجل مع زوجته بالهناء والنعيم.
فقد حدث بعد فترة من الزمن أن صادق وزوجته طمعا كثيراً، واصيبا بالغرور، فما كان من الوالي إلا أن طردهما من القصر فعاشا بعد ذلك في تحسر وندامة .
فهل بهذه النهاية يمكن علاج ما علق بذهن الطالب من استحسان لسلوك عمل التنجيم أو على أقل تقدير الرغبة في سلوكه؟!
إن هذه النهايةزادت الطين بلة إذ حددت شروط دوام النجاحات التي إذا ما سلكها المنجمون فإن النجاح حليفهم هذه الشروط هي:
1 عدم الطمع!!
2 عدم الغرور!!
ومتى ما اختلا فإن الندامة مصير كل سالك لهذا العمل.
فهل ستبقى المكتبة حاضنة لمثل هذه القصص التي تمس جوهر هام في حياة الأبناء لتنخر فيه وتوهيه؟!
والذي كان من المفترض أن تكون المكتبة رديفاً بل أساساً في تعليم وتربية النشء في العملية التعليمية,.
فما فائدة قصص تحل عقد أحداثها بخوارق لا يمكن أن تحدث إلا في عالم الخيال والغارق في أعماقه أو تنتهي بأعمال سحرية أو شبه سحرية أو تنتهي بنهاية ساذجة لا تعني بهدف سام أبدا.
إن وزارة المعارف وبجهودها الحثيثة في كل جانب والتي تعمل دائبة في تطوير وتجديد ونفع الصالح العام وبما يعمل به من تطوير للمناهج الدراسية واللوائح التنظيمية أو القياسية وغيرها لتهدف إلى الرقي بالطالب إلى أعلى المستويات وفي شتى المجالات دينياً وروحياً وعلمياً وعقلياً وأخلاقياً واجتماعياً ليندرج بعد ذلك في سلك العمل مهيئاً تهيئة متكاملة معتمداً على نفسه بعد الله وبما اكتسبه من خبرة تعليمية تطبيقية دافعة إلى الابتكار والتطوير فأين التجديد والتطوير لمكتبات المدارس وذلك بتوفير الكتب في مكتبات المدارس مع ما يتناسب للمرحلة وسن الطالب، وليس هذا بمستحيل في ظل الاهتمامات والتطلعات من قبل المسؤولين في وزارة المعارف,, فهلا نظرة تطوير لمكتبات المدارس وما تحويه من كتب, والله الموفق.
عبدالمحسن المنيع
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved