Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


المهم,, أن تعدلوا
سلوكيات البعض تشوه صورة التعددية

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
كثر حديث البعض من خلال هذه الصحيفة وخصوصاً معشر الرجال عن تعدد الزوجات، وأود أن أطرح رأيي كقارئة حول هذا الموضوع، فأقول: إن كثيرا من رجال اليوم لا يتزوجون إلا للمتعة والتجربة، فالرجل يتزوج بواحدة ثم بأخرى، يأخذ الجديدة إما لمالها او لجمالها، ويتمتع معها متعة مؤقتة سنة أو سنتين أو اربعاً او يتزوج على امرأته الأولى بأخرى ويذر الاولى لكي تمسك عياله كالمعلقة لا يبيت معها ولا ينفق عليها يهجرها ويغيب عنها بالايام وربما تعدى غيابه عنها الشهور او السنوات.
وسأورد لك عزيزي القارئ قصة رجل تزوج ابنة عمه وعمرها 14 سنة، وهي مطلقة استمر معها عشر سنوات وخلال هذه السنوات كانت هذه المرأة تحب زوجها فأخلصت له وضحت لأجله بالغالي والنفيس فأخذ يطلب منها ان تعطيه شيئا من ذهبها وفلوسها فأعطته، فألح عليها عدة مرات فاستمرت تعطيه من حلالها فصدقته بكلماته المعسولة، وكان الرجل فقيراً وعليه ديون، ثم اصبح يتردد على زوجته ويطلبها مرات ومرات حتى استطاع تسديد بعض ديونه التي عليه، ثم خطب امرأة اخرى فتزوجها فلم تعلم زوجته الاولى بأنه يريد الزواج عليها إلا بعد الملكة بعدة ايام، زوجته الجديدة يحبها أكثر، بيتها مؤثث تأثيثا كاملا، ويجلس معها اياماً طوالاً ويبيت معها، وينفق عليها بسخاء، اما زوجته الاولى القديمة فبيتها مفروش بحصير، يهجرها ولا يأتي إليها إلا في الاسبوع اوقاتا قليلة جدا تعد على اصابع اليد الواحدة ولا يعطيها من راتبه إلا مئات من الريالات لا تكفي زوجته ولا عياله إلا قوت عشرة ايام.
إلى الاخ صالح التويجري وامثاله سأورد نموذجاً آخر عن غدر الرجال وتشويههم لصورة التعددية في الاسلام، قابلتها في مكان ما حكت عليَّ قصتها تقول: تزوجت وزوجني أبي وعمري ثلاث عشرة سنة من انسان متزوج ولديه أبناء، وعندما يأتي ابناء زوجي إلي في بيتي يقيمون معي في أي وقت يريدونه وتواصل (ن) حديثها والدمعة تسيل من عينيها: إن ابناء زوجي يسبونني ويشتمونني، لا يطيقونني فبمجرد رؤيتهم لي يعايرونني ويهينونني فأضطر للذهاب إلى غرفتي وقفلها علي، ويأتي زوجي بتحريض من أبنائه هو وزوجته الاولى ويقوي ابناءه وزوجته القديمة علي مع سيل من الشتائم والتهديد,, وتواصل حديثها: المشكلة ان لدي اولادا منه، وإذا أخبرت اهلي بمشكلتي رجعني والدي بالقوة لزوجي,, وأنا الآن في عذاب مستمر وحياة نفسية,.
إن الشريعة بينت بنصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حقوق الزوجة على الزوج وهي كما يلي:
1 المسكن : حيث منزل الزوجية المستقل لوحدها دون مشاركة احد معها المعد بالطريقة الشرعية التي توافق الشرع والدين.
2 النفقة : ولاسيما انها من ضروريات الحياة اليومية من مأكل ومشرب فأين القوامة والانفاق؟! فإن الانفاق يشمل السكن والملبس والمطعم فإن نفقة الزوجة واجبة على الزوج بنص القرآن الكريم، لقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا).
وان الرسول الكريم حث على نفقة الزوجة في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل: ما حق المرأة على الزوج قال: ان تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت .
وفي عصرنا الحاضر هناك ازواج عندما يتزوجون باثنتين او ثلاث او اربع يؤثثون بيت الزوجة الجديدة افضل من اثاث الزوجة القديمة، او يجلب لاحدى زوجاته خادمة ويترك الباقيات، وكذلك لابد ان يفضل الزوج احدى ابنائه او بناته على الآخرين اوالاخريات بأن يشتري لابنه سيارة جديدة,, والآخر ليس لديه سيارة، وإذا نجح احد ابنائه يهديه هدية ويهمل الآخرين ولا يعطيهم هدية النجاح.
لقد بين الله تعالى بنص صريح عدم قدرة الزوج على العدالة بين زيجاته وخصوصاً بالميل القلبي فقال تعالى في سورة النساء (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة، وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيما) النساء الآية129.
ولن تستطيعوا أيها الرجال ان (تعدلوا) أي تساووا بين (النساء) في المحبة (ولو حرصتم) على ذلك,, (فلا تميلوا كل الميل) إلى التي تحبونها في القسم والنفقة (فتذروها) اي تتركوا الممال عنها (كالمعلقة) التي لا هي أيم ولا هي ذات بعل (وإن تُصلحوا) بالعدل بالقسم (وتتقوا) الجور أي الظلم (فإن الله كان غفوراً) لما في قلبكم من الميل.
إن هناك فرقاً شاسعاً بين تعدد الزوجات في العصر الحالي وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم فالرسول عليه افضل الصلاة وأتم التسليم كان يتزوج النساء لحكم الشارع الحكيم خصه بها، وجميع زوجات النبي عليه الصلاة والسلام ثيبات ما عدا السيدة عائشة رضي الله عنها، ومن اهم احداث السنة الاولى المفرحة للنبي بناؤه بزوجته السيدة عائشة بنت ابي بكر الصديق، إذ عقد عليها بمكة قبل الهجرة وذلك بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، وفي شوال من هذه السنة المباركة بنى رسول الله عليه الصلاة والسلام بعائشة بدار أبيها وهي بنت تسع سنوات نهاراً، وكان بعض الناس يتشاءمون بالبناء بين العيدين فردت عليهم عائشة بقولها: تزوجني رسول الله في شوال وبنى في شوال, فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟!
كما روي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قوله: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب نسائه إليه فقال: عائشة .
وريحانة امرأة من بني عمرو بن قريظة اصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قسمة السبايا وعرض عليها الزواج ويضرب عليها الحجاب فأبت، وقالت يا رسول الله اتركني في ملكك فهو اخف علي وعليك فتركها، وعرض عليها الاسلام فأبت إلا اليهودية فعزلها النبي صلى الله عليه وسلم ووجد في نفسه لذلك من امرها، فبينما هومع اصحابه سمع وقع نعلين خلفه فقال: إن هذا الثعلبة بن سعية يبشرني باسلام ريحانة .
ابطال عادة التبني نهائيا بتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بزينب امرأة زيد بن حارثة الذي كان قد تبناه النبي الكريم في مكة ايام العمل بهذه البدعة.
فرضية الحجاب صبيحة عرس زينب رضي الله عنها الذي تولى الله عقد نكاحها ثمرة طاعتها لله ورسوله.
صلاته صلى الله عليه وسلم بأمامة بنت زينب ابنته إذ كان يحملها على عاتقه وهو يصلي فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها على عاتقه.
وكانت اعظم امرأة مشاركة في احداث السيرة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي ردت سادة قريش وأشرافها واختارت الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت له عليه الصلاة والسلام خير معين في خلوته للعبادة في غار حراء, ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأت مشاركتها معه منذ جاءها فزعا من رؤية جبريل عليه السلام، فطمأنته وبشرته بكلماتها المشهورة أبشر يا ابن عم والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ,وليس هذا فحسب بل كانت اول من آمنت به صلى الله عليه وسلم من النساء ودعا بدعوته.
جواهر فرج الحقباني
الخرج

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved