Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


الإنسان الآلي يغزو الفضاء أيضاً

أصبح من المؤكد أن عام 2000 سيشهد اطلاق مختبر اوروبي يحلق في الفضاء في مدار يرتفع عن الأرض نحو 400 كلم, ولن يكون ذلك المختبر مأهولا بروّاد فضاء أو علماء ، ولكنه سيحمل 12 إنساناً آليا (روبوت)، مهمتهم إجراء الأبحاث العلمية,.
بعد أن يتخذ المختبر مداره في الفضاء، يتحرّك كلّ انسان آلي من المكان الذي وضع فيه ، قبل عملية الاطلاق، ويستجيب الى أوامر تصدر اليه من مركز التحكم في الأرض، ويبدأ بالتحرّك لتشغيل المعدّات العلمية، ،بالضغط على الأزرار أو الامساك بالأنابيب أو تحريك المعدات بواسطة مقابض خاصة.
ولكن أليس من الجائز أن يفلت روبوت واحد أو عدة روبوتات من السيطرة، ويصبح مثل الثور في مستودع الخزف، ويقوم بتهشيم معدّات وأجهزة علمية، تقدّر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات!
البروفيسور جيرارد ديولين، المشرف على مشروع هذا المختبر الفضائي، الذي يشغل بوساطة مجموعة من الروبوتات ، أكد في برلين، حيث يجري الاعداد لهذا المشروع، أنه واثق تماما من أن كلّ شيء سيتمّ على مايرام، ولن تحدث كارثة أو يقع خلل يجعل الربوت يخرج عن البرنامج الموضوع له ، أو يرفض اطاعة الأوامر الصادرة اليه من الأرض.
ويقول البروفيسور جيرارد، إنه ورفاقه يحاولون حلّ مشكلتين أساسيتين قبل التأكد تماما من نجاح المشروع: المشكلة الأولى هي معرفة الكيفية، التي يتم بها التحكم بالروبوت من الأرض ، بواسطة عمود إدارة يشبه الى حدّ كبير ذراع القيادة في الطائرة, والمشكلة الثانية هي معرفة كيفية اعادة برمجة الربوت بالسبل اللاسلكية, ويلاحظ البروفيسور جيرارد أن حلّ هاتين المشكلتين سيساعد الى حدّ كبير في التقدم بشكل عام في مجال استخدام الروبوت ، سواء على الأرض أم في الفضاء، أم في قاع المحيط.
واذا حلت هاتان المشكلتان، فإن بالامكان الابقاء على المخبر الفضائي محلقا في مداره لسنوات طويلة جداً، ولن تكون هناك حاجة لارسال العلماء لزيارته الاّ في حالات نادرة وقليلة جدا.
وتشارك في مشروع مخبر الفضاء الاوروبي، الذي سيشغل بالروبوت ، ثلاث هيئات علمية، مهتمّة بأبحاث الفضاء في أوروبا، وهي معهد الفضاء الألماني في برلين، وكلية العلوم الفنية في دار مستاد في المانيا، وجامعة برلين الفنية، بالاضافة الى معهد أبحاث الفضاء في دور ثموند, وهناك شركات خاصة تدعم هذا المشروع, وسيتم التحكم بالروبوتات ، التي تشغل المخبر في الفضاء بالأوامر الصوتية، والارشادات التي تصدر من الأرض بواسطة خوارزميات خاصة، مبرمجة في حواسب في مراكز التحكم الأرضية.
وقد أعلن البروفيسور جيرارد مؤخراً، أن الأبحاث النهائية التي أجريت في برلين لوضع هذا المشروع قيد التنفيذ، قد أحرزت نجاحات ملحوظة بالفعل, واضاف: إن أيّ نجاح يحقق في مجال تشغيل الروبوت في الفضاء سيساعد كذلك على تشغيل الروبوت في أعماق البحر والمحيطات وفي مجال الابحاث التي لايستطيع الانسان القيام بها بسبب ضغط الماء, وسيكون الفارق الوحيد بين التحكم بالروبوت في الفضاء وفي أعماق البحار هو الوسيلة الخاصة با لاتصال به, ففي حين تصدر الأوامر الى الروبوت في الفضاء بالصوت أو الاشارات، فإن التحكم في روبوت أعماق المحيط سيتم بواسطة الأسلاك، وهو أمر أسهل كثيرا من نظيره في الفضاء.
مترجمة عن مجلة نيوساينتيست

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved