Monday 6th December, 1999 G No. 9930جريدة الجزيرة الأثنين 28 ,شعبان 1420 العدد 9930


وسميات
من هو الخطيب؟!
راشد الحمدان

عندما أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن العظيم باللغة العربية,, كان في ذلك تشريف لهذه اللغة وتعزيز لها,, لانها ستكون حتى قيام الساعة اللسان الذي ينطق بهذه الآيات الكريمات التي ترسم للخلق الحياة السعيدة,, والطريق السليم لمعرفة خالقهم,, ولان استقامة هذه اللغة بقواعدها وأصولها,, فيه وسيلة كبيرة لايصال المعلومات بفهم وإدراك للعقول التي تتلقاها,, حتى الاعاجم الذين يقرأون القرآن تجد أنهم يخشعون عند تلاوته وهم يقرأونه بلسان عربي غير لسانهم وما ذاك إلا لشفافية تلك القلوب في حسن التلقي وتأثير اللغة في تلك القلوب عبر هذه الآيات العظيمة, كما ان انزاله بلغة العرب تقدير وتعزيز للنبوة التي اختار لها الله رجلاً من العرب هو خاتم الانبياء,, وخير خلق الله,, إذا كان هذا سبب اولي في رفعة هذه اللغة ودوامها وفعالياتها حتى تقوم الساعة فمن باب اولى ان يلم الخطباء في المساجد بالقواعد البسيطة لهذه اللغة حتى تصل المعلومات التي يوجهونها من اعلى المنابر إلى عقول المستمعين,, لكن من المؤسف ان هذا لا يحصل في كثير من المساجد.
وبالامس كنت من ضمن المصلين في احد المساجد بأحد الضواحي حول الرياض وكان الخطيب مجتهداً,, ويظهر لي من لهجته انه من ابناء البلدان العربية الاخرى وكان حريصاً على بيان ما يقول,, لكن لغته كانت ابعد من ان تكون ذات تأثير في السامعين فهو لا يدرك الفاعل ولا المفعول به, حتى حروف الجر البسيطة لايدرك عملها فيما يقع بعدها,, ولذلك جاءت خطبته شبه عامية,, ورغم ضغطه على مخارج الكلمات والحروف إلا ان الضعف اللغوي والنحوي لديه شوه ذلك.
لذلك وجب ان تناط هذه المنابر بخطباء لهم إدراك بهذه اللغة وفوائدها حتى يكون لخطبهم وقع في اذهان السامعين,, ولقد كان للحس العربي تأثير في معرفة قواعد اللغة لدى الاعراب وان لم يدرسوا تلك القواعد, وانما يأتي ذلك لديهم بالسليقة وهذا يبين رهافة ذلك الاحساس وسلامة الذوق,, ومما يؤثر من قصصهم ان اعرابياً دخل أحد المساجد فوجد معلماً يعلم طفلا القرآن وهويقول له تبت يدا,,, والطفل لا يتابع ولا يقول ما قاله معلمه والمعلم يكرر والطفل لا يتابع,, فوقف الاعرابي عليهما واستمع,, ولكن ذلك لم يألفه ذهنه, فقال للمعلم, هل وراء هذا الكلام شيء,؟! قله,, فقال المعلم تبت يدا أبي لهب وتب, فردد الطفل خلفه, وارتاح الاعرابي لكمال الصورة,, وعرف فيما بعد, انه لا يجوز فصل المضاف عن المضاف إليه.
ان الخطباء مطالبون بمعرفة أبسط قواعد هذه اللغة لكي يحس المستمع بجمال القول,, ويتأثر به,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved