Monday 6th December, 1999 G No. 9930جريدة الجزيرة الأثنين 28 ,شعبان 1420 العدد 9930


ثم ماذا
عالم مجنون!!
بدر بن سعود بن محمد آل سعود

غدا وفي الألفية الثالثة ستعقد اجتماعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى ومنها منظمة التجارة الدولية بالتأكيد!! وستناقش رسائل الماجستير والدكتوراه وتنظم الندوات والمؤتمرات وتجري المفاوضات متعددة الأطراف! وتلقى المحاضرات والخطابات السياسية الهامة وتدار الأزمات الطارئة والمتوقعة وتمنح الشهادات وتنهى المعاملات وتتم المراجعات بكل أشكالها عبر شاشات الكمبيوتر ولا داعي للسفر هنا أو هناك واختراع الحجج لأخذ وقت مستقطع بعيدا عن الالتزامات الأسرية أو الوظيفية مشكلة أليس كذلك!! إذ سيصبح بالامكان حضور الاجتماعات من أي مكان حتى ولو كان غرفة النوم ولكن بالملابس الرسمية طبعا!!، بل وتعساء الحظ سارقو السيارات لن يهنأوا بما يسرقون لأن نظام تحديدالمواقع الأرضية عبر الأقمار الصناعية والمعروف باسم GPS سيقف لهم بالمرصاد ويحدد مواقعهم وربما يرسل اشارات تقوم بمهمة تعطيل محرك السيارة المسروقة لحين وصول مروحيات الشرطة والقاء القبض عليهم، ايضا قاطعو الاشارات الضوئية لا يختلفون كثيرا وتكفيهم فقط اشارة بسيطة تصدرها دورية المرور لجهاز صغير مثبت بماكينة السيارة المخالفة لتتوقف تماما ولا حاجة أبدا للمطاردة وارباك حركة السير أو مضايقة المارة ومستخدمي الطريق والأهم تلافي الحوادث المرورية التي تنشأ أحيانا كنتيجة طبيعية لهذا التهور غير المسؤول؟!، وستتحول الحروب التقليدية الى حروب الكترونية تدار بواسطة الحاسوب وسيستبدل الجندي الانسان محدود القدرات وكثير التطلعات الذي يفتح فمه نهاية كل شهر؟! بالجندي الآلة المبرمج للعمل طوال الأربع والعشرين ساعة على مدار العام بدون كلل أو ملل أو راتب أو حتى طعام باستثناء الزيوت ولوازم التشغيل! وستسود البطالة وينتشر الجياع بأصقاع العالم ويموت الملايين ليلحق بهم الملايين!,, ما يعني بأن الحروب القادمة ليست بين بني البشر وحدهم وإنما بينهم والتقنية المصنوعة بأيديهم!؟، والسبب أنها ستصبح حكرا للمسيطرين عليها ليتصرفوا عندها باسم الجميع ونيابة عنهم مراعين ما يخدم مصالحهم الذاتية الخالصة أولا وأخيرا!!، وبغض النظر عما ستهيئه تلك التقنية في مجال مكافحة الجريمة وتفعيل الاقتصاد وعمليات التبادل والتمثيل بايجاد بدائل مرنة ومحدودة الكلفة أو بتوفيرها سبل ميسرة للحياة السهلة والمرفهة لا تطال إلا فئات قليلة تمثل شريحة لا تخاطب السواد الأعظم، لأن النظرة نفسها سيخضع لها الانسان العامل المهني محدود الدخل والمعرض للمرض والمثبطات بأنواعها وفق أبجدية الرضا الوظيفي والولاء التنظيمي إذا ما قورن بوسائل مشابه له تحقق نتائج افضل ولا تستدعي علاوة أو رتبة أو حافزا ماديا أو معنويا ولا تمرض!! ولو أدى احلالها لتقديم تنازلات مالية مكلفة نوعا ما ولمرة واحدة يكتفي بها!,, وتعالوا نتأمل وضع البطالة الحالي حول العالم لنلحظ أشخاصاً يمثلون ارقاما مفجعة ومخيفة بمختلف الدول المتخلفة والنامية والمتقدمة سواء بسواء وهم يفترشون الأرصفة ويسكنون العشش والمباني الخربة وزوايا الشوارع ويسألون الناس الاحسان والمساعدة وفك الضائقة هذا بوجود فرص وظيفة موقوفة للانسان فكيف بعد المشاركة مع غيره!، وقد حدثت فعلا منذ مدة ولكن بشكل طفيف اثر سلبيا ضمن حدود ضيقة؟!!,, عالم مجنون الكل فيه يتجه نحو إقحام الآلة بأدق التفاصيل اليومية بدءا باعداد وجبة الافطار وانتهاء بانجاز الأعمال المختلفة ولم يبق إلا القيام بالواجبات الزوجية!!، وما المانع فالحافظات موجودة وبنوك الجينات متوفرة، وبمناسبة الجينات والبنوك أذكر قصة شاب سعودي ابتعث للدراسة بالخارج خلال السبعينات الميلادية وتعرض لمرض استدعى اجراءه لعملية جراحية فقد بعدها قدرة الاخصاب أصيب بالعقم يعني إلا ان الأطباء نصحوه قبل العملية بحفظ بعض الحيمن الخاص به داخل بنك معد خصيصا لحفظ الجينات وفعل ثم بعد عدة سنوات عاد الرجل للمملكة واقترن بزوجة سعودية وكان كلما أراد مولودا ذهب لعمل تلقيح صناعي بالبنك الأجنبي المذكور حتى أنجب ثلاثة ابناء ذكور بهذه الطريقة وجميعهم بصحة ممتازة وبلغوا سن الزواج مالم يتزوجوا!!، وذلك بدون شك بفضل تقنية الهندسة الوراثية احدى فروع التقنية العديدة والمتشعبة,, ومن يدري ماذا تخبئ لنا الأيام المقبلة خصوصا ونحن نراقب حالة التطور التقني المحموم وكأنه مطارد أو مطلوب حيا أو ميتا!! بينما تتضاءل أشياؤنا الجميلة أمام الاجتياح الجائر، ليطال التأجيل كل قيمة انسانية حقيقة والنتيجة نحن وحدنا ندفع الثمن؟!!.
baderalsaud* hotinail.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved