Monday 6th December, 1999 G No. 9930جريدة الجزيرة الأثنين 28 ,شعبان 1420 العدد 9930


عبدالمقصود خوجة على خطى والده
محمد سعيد عبد المقصود ( الغربال )
الدكتور : عبد الرحمن الشبيلي

كان تكريم الشيخ عثمان الصالح لصديقه وزميله (في عالم الصالونات الثقافية)قبل أيام، له أكثر من معنى وتعبير، وأقل ما يمكن أن يقال عنه إنه أي الشيخ عثمان وهوالكبير في سنه وقدره كان ينوب عن العشرات، الذين كرّمهم الأستاذ عبدالمقصود في رد الجميل للجميل، وعبّر بهذا التكريم عن تقدير رجال الفكر، لجهود هذا الإنسان المفضال، في رعاية الثقافة واحتضانها بجهده وماله ومتابعته وإشرافه.
والذي يتعرف على عبدالمقصود خوجة، يجد أنه لم يتسنّم سدة الإثنينية إلا بجدارة فكرية متأصلة، وإرث ثقافي وارف، وإصرار دؤوب عن اقتناع ورغبة واستعداد ومثابرة على مواصلة هذا المنهاج الذي دام مايقرب من عشرين عاماً (منذ 1403ه).
فالأستاذ عبدالمقصود في مواقفه الخيرية والثقافية يذكّر إلى حد كبير بشخصية والده، حيث يُجمع مؤرخو الحركة الثقافية في المملكة على أن كتاب (وحي الصحراء) الذي قام على جمعه واختيار مادته والده محمد سعيد عبد المقصود رحمه الله عام 1355ه، وساعده في ذلك (الشاب آنذاك) عبدالله بلخير، وقامت تهامة بإعادة طباعته سنة 1403ه، يُعدّ ومايزال، من أبرز طلائع الأدب السعودي ومعالمه، فهو عمل يتجدد مع كل يوم تعيد قراءته فيه.
خصص له أي لوالده الدكتور علي جواد الطاهر ست صفحات من كتابه: معجم المطبوعات العربية في المملكة (4أجزاء) نقتطف منها الآتي:
عُينّ عام 1345ه مديراً لجريدة أم القرى ومطبعتها، اسهم في إثراء الحركة الأدبية، ونشر إنتاج الأدباء، أول من فكر في طباعة المصحف الشريف في مكة المكرمة، قام بطباعة كتاب (تاريخ مكة) للازرقي في ثلاثة أجزاء من تحقيق رشدي ملحس، توفي في ربيع الثاني 1360ه .
ونقل د, الطاهر من مجلة المنهل العدد الخاص ماكتبته عن الشيخ محمد سعيد عبدالمقصود: كان يوقّع مقالاته باسم (الغربال)، ثم انفصلت الجريدة (أم القرى) عن المطبعة فاستمر مديراً للمطبعة,, شرع في إقامة عمارة ضخمة مثالية لها في جرول تطويراً لها مادياً وأدبياً ولم يكمل المشروع لأنه كان سابقاً لأوانه,, له مجموعة محاضرات ومقالات .
ثم نقل د, الطاهر ما ذكره د, منصور الحازمي في كتابه معجم المصادر الصحفية (الذي قام من خلاله بتكشيف أم القرى) عن الشيخ خوجة:
من رؤساء تحرير أم القرى من سنة 1350ه إلى سنة 1355ه، ازدهرت في أيامه بالمقالات والبحوث التي تتناول الأدب والتاريخ، وتنتقد العيوب الاجتماعية، وللأستاذ محمد سعيد عبد المقصود بحثان: الأول تحت عنوان (الأدب العربي في القرن الرابع الهجري)، في ثلاث حلقات، والثاني بعنوان (الأدب الحجازي والتاريخ) في ثماني حلقات، ثم أصبح البحث الثاني مقدمة لكتاب (وحي الصحراء)، وبحثه يعتبر أول محاولة لتتبع الأدب المعاصر في الحجاز .
وقد ألف د, محمد بن سعد بن حسين كتاباً في عام 1404ه بعنوان محمد سعيد عبدالمقصود حياته وآثاره .
* * *
إن مما يسجل للأستاذ الخوجة الابن في جهوده الثقافية المتصلة، حرصه على إيصال الحفاوة إلى رموز الثقافة في مختلف مناطق المملكة، لا يفرق في ذلك بين مشهور ومغمور، أو بين موسر أو محروم، فضلاً عن تخصيص جزء من عمله لخدمة الثقافة الإسلامية والعربية ومفكريها رجالاً ونساءً، ونشر نتاج الإثنينية في (13) مجلداً حتى الآن.
فالعمل الموسوعي العملاق، المترجم من الإنجليزية، عن الحضارة العربية والإسلامية في الأندلس،والذي أشرفت على تحريره سلمى الخضراء الجيوسي، ونشره في أصله الإنجليزي، مركز دراسات الوحدة العربية من تأليف نخبة من الأساتذة العرب والأجانب، ثم تولى الأستاذ الخوجة تمويل ترجمته إلى العربية وطبعه وهو في جزأين مكون من (1550) صفحة، يعدّ مفخرة ومثالاً جيداً لما يمكن أن يقوم به رأس المال المثقف، ورجل الأعمال المتحضر، في بلد يرفع راية الإسلام وشجرة العروبة، ويحتضن العلوم والثقافة الإسلامية.
ومما يُحمد للأستاذ الخوجة، ضمن أعماله الكثيرة، وفاؤه مع رئيسه واستاذه وزميل والده الشيخ عبدالله بلخير عندما شجع من يستنبط منه ذكرياته حتى نجح في نشر كتاب عنه بعنوان: عبدالله بلخير يتذكر لمؤلفه خالد باطرفي 1419ه (725 صفحة)، ويبقى أن يسعى أصدقاء الأستاذ الخوجة نفسه لاستخراج مذكراته الشخصية منه أثناء عمله في المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر قبل أربعين عاماً.
وبعد:
لقد قيل ما قيل عن الأسباب الكامنة وراء إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة، وعن أهدافه من وراء إقامة هذه الندوة الثقافية، وليكن ما قيل صحيحاً، أليس من المفيد أن يقوم علىهذا النشاط أناس لديهم قدرة مالية واجتماعية وفكرية؟
ألم يكن في مقدور رجل الأعمال أن يحصل على الوجاهة من خلال عمل خارجي ويحرم الداخل من ثمرته؟
أليس الأولى في طالبي الوجاهة أن يركزوا على الوجهاء فقط، وعلى دروب لاتتصل بالفكر والثقافة والكتاب؟
في زمن لم يعد الانشغال بالثقافة والنشر مصدر رزق كافياً، ومأكل عيش كريماً، فإنه يحمد كل من يبذل فيه، ويخصص ويوقف جهوده وماله ورعايته للأدباء والمفكرين.
بصراحة، نحن أحياناً لا نرحم، ونتمنى أن نحجب رحمة الله أن تقع.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved