منذ زمن طويل وجدت نفسي أقف في دهشة واستغراب مبتسمة يخالجني شعور تمتزج فيه روح الدعابة كل ذلك عندما اقرأ عبارة ترقبوا الافتتاح التي تكتب على واجهات بعض المحلات الجديدة أو على قطع من القماش أو الورق توزع في أماكن متفرقة، وفي اعلانات الصحف لشد انتباه الناس الى محل تجاري أو مطعم جديد.
كانت هذه العبارة ومازالت تجعلني أنغمس للحظات في تصور ما تدعو اليه هذه العبارة ترقبوا الافتتاح فأجدها تنقل إليّ صور حشد من الناس يجلسون ورؤوسهم بين أيديهم أعينهم مركزة على هذا الاعلان ينتظرون فتح الباب للوقوف على المفاجأة.
وفي صور أخرى كأني بمن يرون نماذج هذا الاعلان وهم منطلقون بمركباتهم يصابون بشيء من التوتر والقلق ينتظرون متى تنتهي حالة الترقب ويبدأ الافتتاح.
ترقبوا الافتتاح هذه العبارة التي اصبحت شائعة وتستخدم كثيرا في مجال التجارة على وجه الخصوص نجدها تنتهي في معظم الأحيان بعبارة أخرى: المحل للتقبيل وهنا نعيش لحظات بين الترقب والتقبيل .
واذا كانت عبارة ترقبوا الافتتاح تصحب عادة بالأنوار والزينة وروح الفرح والحركة والنشاط، فان كل ذلك ينتهي عندما تعلق لوحة المحل للتقبيل الى ظلام دامس وروح كئيبة وعامل بائس يقف منتظراً من يأتي ليتقبل التركة التي فشل الأول في الترويج لها.
ان هذين المصطلحين كثير استخدامها في الآونة الأخيرة مما يدل على أن هناك مشاريع تبدأ بروح متفائلة ولكن تنقصها الدراسة الواعية بأحوال السوق وحاجة الناس فتنتهي بعد زمن قصير الى الفشل لتعلق لوحة المحل للتقبيل وكأنما هو شعار يعبر عن النهاية الفاشلة.
ولمن يرغب في التقاط نماذج مما تصورته في هذا المقال فما عليه إلا أن يركز وهو يسير في شوارع الرياض ليرى بأم عينيه ترقبوا الافتتاح بالوانها الزاهية وخطوطها الجميلة، وفي مكان آخر محلات كئيبة مظلمة وضعت عليها لوحات منكسة أو مائلة تعبر عن التعاسة والفشل خط عليها في خجل المحل للتقبيل وللتخفيف واعطاء شعور بالثقة في التخلص من المكان نجد عبارة لعدم التفرغ .
ترقبوا الافتتاح عبارة شدت قطاعاً عريضاً من سكان العاصمة وجعلتهم في حالة ترقب لا يطول كثيرا إذ انهم سيفاجئون بعبارة المحل للتقبيل .