Monday 6th December, 1999 G No. 9930جريدة الجزيرة الأثنين 28 ,شعبان 1420 العدد 9930


دقات الثواني
المدينة بين أميرين
د, عائض الردادي

ودّع سكان المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ولم يودّعها فقد أحب المدينة وأكرمه الله بخدمتها خمسة عشر عاماً، وهو إن رحل عنها جسما فقد بقيت في صدره حبا (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت الينا مكة) حديث صحيح.
لابدّ لاهل المدينة ان يذكروا للأمير عبدالمجيد فضله بعد أن غادر المدينة فقد شهدت المدينة ابان إمارته تطورا كبيراً فقد جسد العناية الكبيرة التي اولاها خادم الحرمين الشريفين للمدينة المنورة منذ مبايعته ملكا للمملكة، وتمت خلال امارته مشروعات كبيرة من ابرزها توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي الشريف، والطريق الدائري الذي بقي سنين وصلت الى العشر، وإعمار مساجد أثرية كثيرة، وتطوير منطقة المسجد النبوي والإنعاش الاقتصادي بالمهرجانات كمهرجان المدينة المنورة وجائزة المدينة وغيرها من مشروعات جعلت المدينة تلحق بأخواتها بعد ان تأخرت خلال سنوات الطفرة، ولكن الاهتمام الذي اولاه اياها خادم الحرمين الشريفين حوَّل المدينة من وضع الىوضع وكان للامير عبدالمجيد شرف قيادة هذا التطوير.
لابد ان يذكر اهل المدينة للامير عبدالمجيد متابعته المستمرة للمشاريع قبل الاعتماد وبعده، وعدم الاقتصار على ما يعتمد على الورق، وآخر ما يذكر له هو متابعته للطريق السريع بين المدينة وينبع حيث فجر صاحب السمو الملكي ولي العهد صخرة البدء في تنفيذ هذا الطريق اثناء زيارته الاخيرة للمدينة التي افتتح خلالها عددا من المشروعات ولست بصدد تعداد المشروعات فهي كثيرة، ولكن حسبي ان اذكر للامير عبدالمجيد هذه الصنعة، وهي المتابعة للمشروعات والسؤال عنها، والتدخل اذا اعترضها بعض المشكلات التي قد توقفها أو تؤخرها، وقد ترك أثرا حسنا في المدينة المنورة، وحسبه ان ينطبق عليه قول الشاعر (ما سرت من حرم إلا الى حرم) فقد أكرمه الله بشرف خدمة مكة المكرمة بعد المدينة المنورة.
اما الامير مقرن بن عبدالعزيز امير المدينة المنورة فقد سبقته الى المدينة تلك الصفة النبيلة فيه وهي التواضع ولين الجانب والقرب من الناس، وقد شرفه الله ان يدخل التاريخ ليكون الامير (490) في تسلسل تاريخ امراء المدينة منذ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم اليها، وهذا شرف أنعم الله به عليه، وهو اهل لذلك، وهو الى جانب ذلك يتميز بمقابلته للمسؤولين في الوزارات لمتابعة المشروعات كما كان يفعل اثناء امارته لمنطقة حائل التي غادرها، وقد خلف وراءه الذكر الحسن، وهو يتميز بصراحة ومصداق ذلك مقابلته الاخيرة مع احدى المجلات.
إن المدينة المنورة تودع اميرا خدمها 15 عاما بكل اخلاص وتستقبل اميراً تتطلع أن يكتب الله على يديه ما تبقى من مشروعات هي في حاجة اليها كمشروعات الطرق الفرعية للقرى وايصال الخدمات من كهرباء وهاتف للقرى، واستكمال افتتاح الجامعة، وقد انشت كليتان جديدتان مؤخرا هما كلية العلوم التي افتتحت وكلية الطب التي تأخر افتتاحها ولاشك ان سموه سيكون القائد الامين لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بايلاء عناية فائقة بمنطقة المدينة المنورة التي تمتد مساحات شاسعة من ينبع غربا الى مشارف القصيم شرقا، ومن حوالي 250 كيلا جنوبا الى ما يزيد على 400 كيل شمال المدينة المنورة، ومن اهم ما يطلبه السكان من سموه التخفيف ان لم يكن القضاء على كثير من الروتين في كثير من الدوائر في المدينة المنورة لتواكب التطور الاداري في بلادنا.
وفق الله الامير عبدالمجيد في خدمة مكة المكرمة وجزاه خيرا عما قدم للمدينة، وسدد الله خطى الامير مقرن في خدمة طيبة الطيبة، وهنيئا له بشرف خدمتها.
هناؤكم يا أهل طيبة قد حُقا
فبالقرب من خير الورى حزتم السبقا

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved