Monday 6th December, 1999 G No. 9930جريدة الجزيرة الأثنين 28 ,شعبان 1420 العدد 9930


رأي الجزيرة
عدوان روسيا على الشيشان

كل يوم يمر على العدوان العسكري الروسي على الشيشان أرضاً وشعباً يذكرنا بمحنة شعوب مسلمة كثيرة تتعرض مثلما تعرض شعب الشيشان لاعتداءات مخططة ومتعمدة لاحتواء هذه الشعوب بمصادرة حقوقها التاريخية والقانونية في أوطانها وفي الحرية والسيادة الوطنية.
وتبقى الشيشان الارض عنواناً صارخاً لهذا العدوان إذ ليس ثمة سند تاريخي أو قانوني واحد يبرر تمسك روسيا بأرض الشيشان واعتبارها جزءاً من أراضيها، أو يبرر إخضاعها لشعب الشيشان المسلم الذي لا ينتمي لعرقيتها السلافية سوى مبرر القوة الغاشمة، والطغيان على الذين لا يملكون نفس أسلحة الدمار التي لم تتورع روسيا الآن عن استخدامها للدرجة التي جعلت الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي يعلنان ان روسيا أساءت استخدام الأسلحة في حرب الشيشان!
وروسيا دولة استعمارية منذ عهد القياصرة الذين استعمروا منطقة القوقاز كما استعمروا جمهوريات وسط آسيا المسلمة لثلاثة قرون مضت.
وورثهم البلاشفة بعد نجاح ثورتهم الملحدة واستمر استعمارهم للشيشان وأراضي منطقة شمال القوقاز ومنها الداغستان والانغوش وأقاليم أخرى وكلها لشعوب مسلمة الديانة والعقيدة.
وحين انهار الحكم الشيوعي في روسيا وزالت بزواله الحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية,, كان أمل الشعوب المسلمة هناك ان تنال حريتها من روسيا.
ولهذا أعلن الشيشانيون حقهم الشرعي في الاستقلال، فجنَّ جنون الدب الروسي رغم ان الانهيار السوفياتي، والعفن الذي فاح من دولته قد فضح فقر هذه الدولة ودفع بها من مقدمة الدول الكبرى القوية الغنية إلى مؤخرة تلك القوى العالمية,.
ولم يبق من قوة روسيا سوى ترسانة نووية لن تلبث ان تبيعها أو تؤجرها أو تدمرها بالثمن الذي يوفر الخير لشعبها الذي فشت فيه الجرائم بدافع الجوع والعوز.
ومع ذلك فبدلاً من ان تتخلى روسيا عن اطماعها الاستعمارية، تحاول ان تعوض شعور العجز الداخلي وما أفرزه من مشكلات بالعدوان على شعب حر يمهر حريته بدماء أبنائه الشرفاء.
على ان ما شجع روسيا على هذا العدوان ومواصلته هو تراخي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الممثلين في حلف شمال الاطلسي عن اتخاذ موقف حازم يجعل روسيا تعيد حساباتها بما توقف به عدوانها على الشيشان.
ان موقف أعضاء حلف شمال الاطلسي من حرب الشيشان الآن يجعل الكثيرين في العالم الاسلامي يتساءلون عما إذا لم يكن هذا التراخي بسبب ان الشعب الذي تعتدي عليه روسيا في الشيشان مسلماً لا يعني دول الغرب والولايات المتحدة من امر حياته أو موته شيء الأمر الذي جعل رئيس روسيا يلتسين يعلن انه سيصدر مرسوما ببقاء القوات الروسية في ارض الشيشان إلى الأبد!
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved