Monday 6th December, 1999 G No. 9930جريدة الجزيرة الأثنين 28 ,شعبان 1420 العدد 9930


الرئة الثالثة
(1000)طفل معاق يلتمسون العون!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

تبقى الاعاقة، بنمطيها، الحسّي والنفسي، هاجساً يؤرقُ العقولَ، ويُشقي الأبدانَ، ويشغل أصحابَ القرار!
وهي تزداد حضوراً يوماً إثر يوم، بسبب تنامي مستوى التعقيد الحضاري في حياتنا المعاصرة، إلى جانب ازدياد الوعي العام بها، بعد أن كانت تستَترُ وراء خصوصية الأفراد واسرار العائلات، وكأنّها غيب يشين صاحبه، أو إثم يُعاقَبُ بسببه!
***
وحين يرد ذكرُ الإعاقة في مجتمعنا، مرضاً وعلاجاً ووقاية، يقترن ذلك باسم جمعية الاطفال المعاقين، هذا الصّرح الإنساني الجميل المتجدّد حماساً وأثَراً، أُسس قبل عقدين من الزمن على البِرّ والتقوى بمبادرات سخية من أهل الخير في بلد الخير.
***
ولقد أفلحت هذه الجمعية، عبر مشوارها الطويل مع الإعاقة في تحويل هذا الجرح الانساني من شأن مأساوي خاص يعيش خلف اسوار من وساوس العيب، وهواجس الخوف من فضول الناس، الى قضية وطنية ذات شمول في المعنى، وإرادةٍ جماعيّة تتحدى الاعاقة، قولاً وعملاً!
***
دخلت الجمعية منعطفاً استراتيجياً هاماً، مهمةً واداء، منذ أن تولى شأنها تطوعاً صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان، رائدُ الخير أرضاً أوفضَاء، يعضّده نفر كريم من أهل الخير والخبرة,, سواء في مجلس الادارة او خارجه، وقد استطاعت الجمعية عبر اكثر من عقد من الزمن أن تتجاوز مساحتها الجغرافية لتنشرَ فعلَها الجميلَ في ربوع الوطن شمالاً وغرباً، فأنشأت أو أسهمت في انشاء عدد من المراكز العملاقة لمكافحة الاعاقة في كل من,, مكة المكرمة وجدة والجوف، الى جانب مركز الرياض، وهي الآن تعدّ العدّة لمدّ نطاق نشاطها صوب المدينة المنورة، حيث أثبتت الدراساتُ الميدانيّة المكثّفة حاجةً ملحةً الىوجود فعليٍّ للجمعية هناك، حيث يُقَدّر عددُ الأطفال المعاقين في منطقة المدينة المنورة وحدها الذين يفتقرون الى الخدمة العلاجية والتأهيلية بألف طفل، وقد يزيدون!
***
وقد طرقتِ الجمعية كلَّ السُّبل الممكنة تجهيزاً لمشروع مركز المدينة المنورة، وساعدها على ذلك حماسٌ ومتابعةٌ خاصّان من لدن صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، يوم كان سموه أميراً لمنطقة المدينة المنورة، إضافة الى عدد من الفعاليات الحكومية والأهلية هناك، وقد بُدِىءَ في اقامة مركز المدينة المنورة على مساحة تبلغ أربعةً وعشرين ألف متر مربع، وسيقدم هذا المركز باذن الله خدماتٍ علاجيةً وتأهيليةً متخصصةً للمئات من اطفال المنطقة لكن مشكلة هذا المركز لن تنتهيَ باقامة البنية التحتية له، تشييداً وتأهيلاً، بل يفتقر الى الدعم المادي المنتظم من لدن أهلِ الخير وفاعِليه داخل منطقة المدينة المنورة وخارجها، كي يواجهَ همومَ التشغيل والصيانة والتطوير، وهي أمور تتسَاوى أهمية وحرجاً مع عناء التشييد والتأهيل.
***
ولذا، يُشرف الزاوية، من منبرها المتواضع، أن ترسل النداء مقروناً بالتقدير والدعاء الى كل قلب يعصرُه الألم,, ويعمرُه الأمل إزاء الطفل المعاق، بمدّ راحِ البِرّ السخيّ الى هذه الجمعية دعماً لمشروعها الطموح في منطقة المدينة المنورة,, كي يستكملَ مسارهَ النبيلَ,, وينتظمَ مع أقرانه الآخرين في خدمة الطفل المعاق، وهذه واجهة ساميةٌ للبذل الخيّر ابتغاءَ مرضاة الله أولاً، ثم خدمةَ هذه الشريحة الغالية من ابناء وبنات هذا الوطن الذي منحنا الكثير، وأرجو بعد كل هذا وذاك، وشهر رمضان المبارك، يدق أبوابَنا، أن نستقبلَ بقلوبنا وأفئدتنا هذا الموسمَ الروحيَّ العظيم بالبذل فداء للمعاني الكريمة التي تجسدها جهود جمعية الأطفال المعاقين، في منطقة المدينة المنورة، وخارجها.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved