* ودعت محافظة الرس يوم الخميس الماضي أحد رجالاتها الأوفياء,, ورمزاً مشرفاً من رموز التربية والتعليم فيها طيلة عقود مضت, وهوالمربي الفاضل ناصر بن عبدالرحمن الضويان الذي انتقل الى جوار ربه الكريم بعد معاناة مع المرض.
والفقيد رحمه الله رحمة واسعة ينتمي الى اسرة فاضلة من اسر الرس الكريمة التي عرفت بالعلم والتقى وحب اعمال الخير والتفاني في خدمة المجتمع.
ويكفي هذه الاسرة شرفاً ان الشيخ ابراهيم بن محمد بن ضويان احد مصابيحها التي اضاءت علماً وفقهاً وتاريخاً وقضاء وتأليفاً عندما لم يكن هناك مدارس نظامية، واهالي الرس يذكرون هذه الاسرة دائماً بخير حيث ارتبطت بأي خطوة خيرة على طريق العطاء والمعرفة وصدق الانتماء.
ولاشك ان الجموع الغفيرة التي حضرت توديعه عكست بجلاء مساحة الحب الكبيرة التي توجد في قلوبهم لابي عبدالرحمن ,, وهذه المشاعر نتيجة طبيعية لما يتمتع به غفر الله له من دماثة خلق وطهارة فؤاد وسمو في القول والفعل وحسن معاملة وثقافة عالية بعيدة عن مواطن الشبهات.
واذا كانت الدموع عصية عند الرجال فانها لم تكن كذلك يوم وداعه فقد رأينا كيف تمطر الاحداق خدود الرجال الكبار لحظة وضعه في قبره,, وهكذا يرحل الطاهرون وعزاؤنا ان الفقيد يرحمه الله ذو سيرة عطرة سواء في صباه او مرحلة طلب العلم وحتى عمله في مجال التربية والتعليم وتقاعده بعد ذلك.
ان محافظة الرس بكت أبا عبدالرحمن لانها تكن له كل الحب والتقدير وبفقده فقدت صرحاً من صروح العلم والمعرفة ولذلك فاننا نتطلع الى ان تسمى احدى مدارس المحافطة باسمه تخليداً لذكراه وعرفاناً بما قدم من جهود في مجال التربية والتعليم وهذا اقل مايمكن ان يعبر به عن مدى المحبة والحزن والفراغ الكبير الذي احدثه رحيله,, ولتتعرف الاجيال على رجل كان له دور كبير في هذه المحافظة الغالية.
ولانملك هنا إلا ان نستعير بيتاً للشيخ ابراهيم بن ضويان رثى فيه شيخه عبدالعزيز بن مانع لنرثي به ابا عبدالرحمن رحمهم الله جميعاً ولكن بتصرف لايخل بالمعنى وهو:

فوا لهفا من قادح حل خطبه وحصن من التعليم قد صار واهيا

رحمك الله ابا عبدالرحمن رحمة واسعة وألهم اسرتك وذويك واهالي الرس جميعاً الصبر والسلوان ,إنا لله وإنا إليه راجعون .