عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله,
الخط العربي من الفنون الاسلامية التي لاقت عناية فائقة منذ عصور الاسلام الاولى لانه تراث اسلامي خالد يجب على الامة الاسلامية الحفاظ عليه وتنميته دون المساس بهويته ولانه جزء من لغتنا العربية لغة القرآن الكريم ولانه الرابطة الرئيسية بين الشعوب العربية والاسلامية.
وكما قيل قديماً ان للخط دوراً وتأثيراً عظيماً وفضلاً جليلاً فهو يشرح الصدر ويريح النفس ويمتع الناظر اليه ويجعل القارىء يقبل على القراءة بشغف , اما الخط الرديء فإنه يقبض الصدر ويتعب النفس ويصد القارىء عن القراءة حتى وان كان راغباً فيها, وتقول العرب ان الخط احد اللسانين وحسنه احدى الفصاحتين وقد كانت العرب تعظم الخط وتعده من اجل المنافع فقد كان مستقراً في نفوسهم وذلك لجلالة قدره وظهور نفعه وأثره.
ان السبب الذي دعاني لكتابة هذا المقال ماشاهدته وغيري من المعلمين وأولياء أمور الطلاب لكتابات كثير من الطلاب من مدارسنا وبجميع المراحل الدراسية من رداءة في الخط والكتابة بطريقة مشوهة بعيدة كل البعد عن كل ذوق جمالي اتسم به هذا الفن ويرجع ذلك الى اسباب عدة لايسمح المجال لذكرها ولكن في مطلع هذا العام استبشرنا خيراً عندما قام المسؤولون بوزارة المعارف مشكورين باعادة تأليف الكتب الخاصة بمادة الخط العربي في المرحلة الابتدائية بطريقة جديدة وبأسلوب جميل, فقد ابدع مؤلفا الكتب بالتأليف وذلك باستخدامهما عدة طرق جديدة ومريحة يسهل على الطالب متابعتها ومحاولة تقليدها فمثلاً في كتاب الصف الثاني الابتدائي نجد انه يحتوي على الحروف الهجائية مفصلة وبخط كبير وموضح فيه كتابة كل حرف بالاسهم ثم يطلب من الطالب تكرار كتابتها حتى يتمكن الطالب من تطويع يده على الاوضاع والقواعد الصحيحة للخط العربي ثم في الصف الثالث الابتدائي يطلب من الطالب كتابة كلمات كاملة وتكرارها عدة مرات حتى يتعلم الطالب كيفية ربط الحروف مع بعضها البعض.
ثم في الصف الرابع والخامس يتعلم الطالب القواعد الأساسية لخط الرقعة وفي الصف السادس يتدرب الطالب على اوضاع الحروف الهجائية لخطي النسخ والرقعة مجتمعة وذلك من خلال جمل وعبارات يقوم الطالب بتكرارها, كذلك تم تزويد كل كتاب بصورتين توضحان الجلسة الصحيحة عند الكتابة والمسكة الصحيحة للقلم,ان تلك المناهج والتي اعدت من قبل الادارة العامة للمناهج بالوزارة ومشاركة من ذوي الخبرة والاختصاص ستساهم في الحفاظ على هذا الفن الذي اذهل الشرق والغرب بجماله كما ان تطويرها سيكون نقطة انطلاقة لطلابنا لتحسين كتاباتهم وتنمية الإحساس الفني لديهم بهذا التراث الاسلامي الخالد.
واخيراً آمل من المسؤولين بوزارة المعارف وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور محمد الرشيد وضع دورات تدريبية في مجال الخط العربي لتدريب المعلمين الذين لديهم هواية لهذا الفن وان يكون المشرفون على هذه الدورات اساتذة ومن ذوي الاختصاص حتى تتم الاستفادة منهم ثم يمنح المعلم الذي تمكن من اجتياز هذه الدورة بنجاح شهادة تمكنه من ان تكون له الاحقية في تدريس تلك المادة.
كما آمل من المسؤولين في الوزارة استمرار المسابقات التي وضعتها الوزارة بمناسبة مرور مائة سنة على تأسيس المملكة العربية السعودية لما لهذه المسابقات من دور كبير في تحسين كتابات ابنائنا الطلاب وان يكون هناك تعاون بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المعارف وذلك باقامة معارض خاصة بكتابات ابنائنا الطلاب الفائزين بهذه المسابقات وان يمنح الفائزون بهذه المعارض جوائز تشجيعية تقديرا لهم.