كتب خالد الدوس:
فقدت الرياضة بالمنطقة الوسطى احد رواد مدربيها البارزين ممن كانت له اسهامات فاعلة في وضع اللبنات التأسيسية للكرة بالمنطقة قبل اربعة عقود زمنية,, انه العم احمد عبدالله,, والد النجم الفذ ماجد عبدالله,, الذي رحل قبل ايام عن هذه الدنيا الفانية عشية ان داهمته الظروف الصحية وجعلته طوال السنوات الاخيرة,, اسيرا على سرير المرض.
اذ بدأ حياته الرياضية عبر بوابة نادي الثغر (الاهلي حاليا) في عقد الخمسينيات الميلادية واشرف على تدريبه موسمين تقريبا,, ثم درب بعض الفرق في مدينة الطائف (3) سنوات,, لينتقل بعد ذلك من المنطقة الغربية الى المنطقة الوسطى,, برفقة المؤرخ الرياضي الكبير عبدالرحمن بن سعيد (كساه الله ثوب الصحة والعافية),, رئيس نادي الثغر آنذاك (في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية),, حيث اشرف على تدريب العديد من اندية الوسطى منها فريقا الاتحاد والوحدة (قبل حلهما),, ثم درب فريق الشباب في مطلع الثمانينيات,, وساهم في بروز العديد من النجوم والاسماء الشبابية اللامعة التي كان يزخر بها (شيخ الاندية) في تلك الحقبة ومنهم صالح عدني يرحمه الله,, واحمد حريري وعبدالقادر شعبان ومحمد موسى,, وهؤلاء بلا شك تتلمذوا على يد مدربهم الراحل (احمد عبدالله) وساهم في صقل موهبتهم وتنمية قدراتهم الفنية ثم انتقل بعد ذلك لتدريب فريق النصر بعد تولي صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن سعود رئاسة هذا الكيان العريق,, ايام ما كان (فارس نجد) يلعب في دوري الدرجة الثانية,, حيث استطاع وبقدراته التدريبية من قيادة النصر لتحقيق بطولة المملكة للدرجة الثانية وصعوده ولاول مرة في تاريخه الرياضي المديد لدرجة الاولى (الممتاز حاليا) عام 1383ه بعد فوز الفريق الاصفر على فريق شباب مكة (حراء حاليا) على ملعب ساحة اسلام بمكة المكرمة بهدف احرزه مهاجمه الاسمر ميزرامان.
كما ساهم في ابراز العديد من النجوم في الخارطة الصفراء امثال سعد الجوهر,, وميزرامان وناصر كرداش يرحمه الله وسعود العفتان.
وتبعا لذلك اطلق عليه لقب المدرب (الرحالة) لكونه درب العديد من الفرق والاندية في المنطقة الغربية والمنطقة الوسطى.
وقبل شهر لم تكتب لمحاولتي المتمثلة بإجراء لقاء تاريخي مع العم احمد عبدالله عبر (الجزيرة) النجاح,, حيث توجهت صوب منزله (يرحمه الله) وعندما قرعت الباب اذ بالنجم الفذ والخلوق ماجد عبدالله يغمرني بحسن الاستقبال والاحترام الكبير كعادة النجوم الكبار في تعاملهم واخلاقياتهم تجاه الآخرين.
عرفته على نفسي والهدف من الزيارة التي قمت بها تجاه والده (يرحمه الله) وللاسف لم تسمح ظروفه الصحية بأن التقي به وانجز مهمتي الاعلامية التي حضرت من اجلها,, ووعدني النجم الخلوق فور تحسن صحة والده المرضية بأن التقي به مرة اخرى,, ولم اكن ادري انه كُتب لي زيارة اخرى لمنزل العم احمد عبدالله معزيا بوفاته رحمه الله.
لقد رحل احد رموز ورواد الحركة التأسيسية للرياضة بالمملكة تاركا طيفا من الذكريات يلوح في تاريخ الكرة في المنطقة الوسطى وبصمات واضحة على خارطة الرياضة السعودية.
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته, انا لله وانا اليه راجعون.