مازال فيروس مرض نقص المناعة المكتسبة AIDS وهو فيروس HIV مستمرا في الانتشار في ظل غياب علاج شاف من هذا المرض, وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية WHO الى ان عدد الاصابات الجديدة تقارب 16,000 حالة يومية في شتى انحاء العالم, ويقرب عدد الوفيات نتيجة الاصابة بفيروس الايدز من 12 مليون حالة حتى منتصف عام 1999م.
وينتج مرض الايدز عند الاصابة بفيروس HIV وهذا الفيروس يستهدف عادة خلايا معينة في الدم هي خلايا T4 Lymphocytes والتي تعتبر من اهم الخطوط الدفاعية والتي يعتمد عليها الجهاز المناعي بشكل كبير، واهمية الجزء الخلوي من الجهاز المناعي في جسم الانسان تبرز في قدرة هذه الخلايا في الدفاع عن الجسم ضد اي غزو من انواع مختلفة من الجراثيم والمكيروبات, فاذا ما تم تدمير او تعطيل هذا الجزء المهم من الجهاز المناعي فان جسم الشخص المصاب يكون عرضه لانواع مختلفة من الاصابة بالعدوى من قبل عدد من الميكروبات وعندها تكون لديها القدرة على الفتك بالجسم البشري دون اي وجود لاي امكانية للسيطرة على الجرثومة وطردها من الجسم.
ومن اهم طرق الاصابة بفيروس مرض الايدز HIV هي:
1, نقل الدم او منتجاته.
وهذه من اهم طرق انتقال الفيروس من شخص مصاب الى شخص سليم، خصوصا في اوائل الثمانينات عندما كانت طرق التأكد من خلو الدم او منتجاته المراد نقله الى الشخص غير المصاب غير متاحة، لكن الآن في ظل وجود وسائل دقيقة للكشف عن وجود الفيروس في هذه المنتجات اصبح عدد الحالات المصابة بهذا الفيروس عن طريق نقل الدم تكاد تكون معدومة.
2, العلاقات الجنسية.
وتعتبر هذه الطريقة من اهم طرق انتقال عدوى مرض الايدز والتي لا تزال قائمة حتى الآن والمعروف ان العلاقات الجنسية الشاذة بين الرجال اللواط تحمل خطرا كبيرا بالنسبة للاصابة بهذا الفيروس علما بأن عدد الحالات الجديدة المسجلة بين هذه الفئة قد انخفض بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، لكن يظل انتقال عدوى مرض الايدز مستمرا بين من يمارس العلاقات الجنسية غير الشرعية مع عدم استخدام العازل الواقي.
ويعتبر انتقال العدوى عن طريق العلاقات الجنسية غير الشرعية اهم طريقة للاصابة بمرض الايدز في افريقيا وآسيا ومن ضمنها دول الشرق الاوسط, وتجدر الاشارة الى ان النساء اكثر عرضة من الرجال للاصابة بالعدوى عن طريق العلاقات الجنسية.
3, تعاطي المخدرات باستخدام الحقن الملوثة.
تعاطي المخدرات عن طريق الحقن بالوريد يعتبر من الطرق المهمة لانتقال العدوى ليس فقط بالفيروس المسبب للايدز ولكن ايضا بفيروسات اخرى اهمها الفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي ب والفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي ج خصوصا اذا كانت الحقن المستخدمة ملوثة او سبق استخدامها من قبل اشخاص آخرين قد يكونون مصابين بالمرض.
4, انتقال الفيروس من الام المصابة لوليدها.
وهذه من الطرق التي تم اثباتها علميا سواء اثناء الولادة او عن طريق الرضاعة، ويعتبر من اهم الطرق المؤدية للاصابة بعدوى مرض الايدز عند الاطفال, وتجدر الاشارة الى ان هذه الطريقة تشاهد وبكثرة في اطفال الدول الفقيرة بعض الدول الافريقية على سبيل المثال حيث تصل فرصة انتقال العدوى من الام المصابة الى طفلها الى حوالي 25% في حالة عدم استخدام العلاج المضاد للفيروس.
5, زراعة الاعضاء المنقولة من اشخاص مصابين.
وتعتبر الاصابة بفيروس HIV عن طريق نقل الاعضاء من اشخاص مصابين من الطرق النادرة للاصابة بالايدز والتي عادة ما تشاهد في مناطق قليلة في العالم والتي يمارس بها ما يسمى بنقل الاعضاء التجاري في بعض الدول الآسيوية على سبيل المثال.
والجدير بالذكر ان فيروس الايدز لا ينتقل عن طريق اللمس الخارجي كالمصافحة مثلا، او عن طريق الرذاذ التنفسي كما هي الحال بالنسبة لفيروس الزكام او الرشح, وتختلف اعراض مرض نقص المناعة المكتسبة باختلاف مرحلة المرض, فقد يبدو الشخص المصاب بالايدز في مراحله المبكرة على انه شخص سليم ومعافى ولا يظهر عليه اي مظهر يدل على انه مريض رغم امكانية نقل الفيروس الى شخص سليم, ولكن مع تقدم المرض تبدأ اعراض المرض بالظهور عليه على مدى اشهر او سنين وهي الفترة التي يحتاجها الفيروس للقضاء على الجهاز المناعي الخلوي في جسم الانسان, وتتلخص هذه الاعراض في بالهزال وسوء التغذية، ونقص الوزن، والتعب العام، بالاضافة الى اعراض الانواع المختلفة من العدوى المتسببة عن جراثيم تكون في العادة غير قادرة على الضرر بالشخص السليم، وقد تتسبب هذه الجراثيم في عدوى الجهاز التنفسي، الهضمي او الجهاز العصبي المركزي، علما بأن الشخص المصاب الذي يتناول ادوية خاصة بعلاج مرض الايدز قد يبدو سليما وفي مظهر صحي جيد.
ادى تراكم المعلومات عن فيروس الايدز والذي تم خلال الخمس عشر سنة الماضية وبالاخص في الخمس سنوات الاخيرة الى تحسن ملحوظ في استراتيجيات العلاج, ونتجية هذا التحسن في خطط العلاج تم الاقلال من عدد الوفيات الناتجة عن مرض الايدز، ولكن لم يتوفر اي طريقة شافية من هذا المرض حتى اليوم, وتعتمد استراتيجيات علاج مرض الايدز على مبدأ تخفيض نسبة تكاثر الفيروس في جسم الانسان وينتج عن ذلك التقليل من تأثير الفيروس التراكمي على الجهاز المناعي عند الشخص المصاب, ويتوفر حاليا مضاد ثلاثة عشر علاجا للفيروس يستخدم على شكل مجموعات من 2 3 علاجات في نفس الوقت، ولها نتائجها المتميزة, كما ان هناك استراتيجيات خاصة بمنع او تقليل فرص حدوث الاصابة بالجراثيم الانتهازية والتي تستغل وضع الجهاز المناعي الضعيف وتفتك بجسم الانسان المصاب وتعتمد هذه الاستراتيجيات على تناول علاجات وقائية لعدد من الجراثيم البكتيرية والطفيلية.
وفي ظل غياب لقاح مؤثر وفعال وفرص ايجاده في السنوات القليلة المقبلة تبدو ضعيفة، يظهر لنا بوضوح دور الوقاية من الاصابة بفيروس مرض الايدز وانها هي الاسلوب الامثل في الوقت الحالي, وطرق الوقاية من الاصابة بفيروس هذا المرض هي في الواقع سهلة وغير مكلفة على الاطلاق، وتتخلص في تجنب جميع طرق انتقال الفيروس الى جسم الانسان، ويتم تجنب انتقال الفيروس عن طريق الدم بواسطة فحص دم المتبرعين قبل نقله الى اي شخص قد يكون في حاجة الى نقل دم او منتجات الدم، علما بان هذا الاجراء يتم بشكل دقيق على جميع عينات الدم المراد استخدامه علاجيا في جميع مستشفيات المملكة, كما ان تجنب انتقال الفيروس عن طريق العلاقات الجنسية يتركز بشكل كبير في تجنب العلاقات الجنسية غير الشرعية او في اسوأ الفروض في استخدام العازل الواقي حيث ثبت انه يقلل من فرصة الاصابة بالفيروس بشكل كبير.
والجدير بالذكر ان مرض الايدز حاله حال عدد كبير من الامراض اذا تم اكتشافه مبكرا فإن فرص السيطرة عليه ومنع تقدمه باستخدام العلاج تحت اشراف طبيب متخصص بهذا المرض تكون عالية جدا.
وقانا الله واياكم شر هذا المرض والامراض الاخرى جميعا.