Monday 6th December, 1999 G No. 9930جريدة الجزيرة الأثنين 28 ,شعبان 1420 العدد 9930


تمريض المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري

منذ عام 1981 والعالم كله يتحدث عن وباء كاسح اخذ ينتشر في كل ربوع الارض مسببا الهلع والعجز والوفاة لاعداد من الناس تتزايد يوما بعد يوم ورغم البحوث العلمية التي تجرى باستمرار الا ان التوصل الى لقاح واحد ضد هذا المرض او علاج يشفي منه لايزال فيما يبدو بعيد المنال, هذا المرض هو الايدز AIDS او السيدا SIDA وهما اختصار للتسميتين الانجليزية Acquired Immune Deficiency Syndrome والفرنسية Syndrome d Immunc Deficience Acquise ويسمى باللغة العربية متلازمة العوز المناعي المتكسب نسبة الى اسم الفيروس المسبب للمرض فيروس العوز المناعي البشري HV .
ورغم كل ما سبق فقد اصبح ظاهرا وبوضح كيف ينشأ هذا المرض وكيف ينتشر ومن هم الناس الاكثر تعرضا للاصابة بالعدوى وكيف تتطور العدوى حتى تهدم الجهاز المناعي في جسم الانسان وتتركه نهبا مستباحا للعديد من الامراض والاورام التي تقضي عليه, ومما لا شك فيه ان التمريض له دور حيوي وفعال في الوقاية والعلاج من فيروس الايدز, فالمبادىء الاساسية لممارسات التمريض الجيدة تنطبق على تقديم الرعاية التمريضية لمرضى الايدز وحاملي الفيروس سواء في مواقع الرعاية الصحية كالمستشفيات والعيادات الخارجية او في اي مكان آخر تقدم فيه الرعاية الطبية المباشرة كالمنزل او على صعيد المجتمع المحلي.
ولا يمكن ان نتجاهل دور الممرضة الهام والحيوي في العناية بمرضى الايدز فهي الى جانب تقديم الخدمات التمريضية تقوم بالمساندة المعنوية والضرورية للمريض واسرته نظرا للثقة التي تكتسبها من خلال لقائها اليومي مع المريض واسرته لذلك هي تستطيع القيام بدور هام في توعيتهم بأبعاد مرض الايدز وطرق انتقاله وطرق الوقاية منه, كما انها تساهم في توعية افراد المجتمع والعاملين معها في مجال العناية الصحية بطرق تجنب الاصابة بالعدوى ومنع انتشارها.
ان تطبيق قواعد مكافحة العدوى جزء حيوي من مهام التمريض اليومية وفيما يلي نذكر الاحتياطات والارشادات التي يجب على الممرضة مراعاتها للوقاية من مسببات المرض:
1/ احتياطات متعلقة بالدم وسوائل الجسم الاخرى.
حيث ان الدم وسوائل الجسم الاخرى يمكنها نقل فيروس العوز المناعي البشري فلابد من الاخذ في الاعتبار ان جميع دماء وسوائل الجسم معدية لذلك يتوجب غسل اليدين واجزاء الجسم الاخرى التي تتلوث بالدم غسلا جيدا بالماء والصابون, كما ينبغي لبس قفازات من نوعية مناسبة في جميع حالات الملامسة المباشرة للدم اثناء الاجراءات التي تحدث فيها انسكابات دموية او رذاذ اثناء العملية الجراحية او الولادة مثلا يجب ان تحمي العينين والانف بغطاء وجهي Face Shield كما يجب ارتداء ملابس واقية, فيما يتعلق بالانسكابات المرئية للدم او سوائل الجسم الاخرى يجب ان تغمر المنطقة اولا بمطهر مناسب هيبوكلوريد الصوديوم 0,1 0,5 من الكلور المتاح ثم يزال المزيج المكون من سائل الجسم والمطهر ويمسح السطح بمطهر.
2/ احتياطات تتعلق بعمليات الحقن وثقب الجلد.
لتفادي انتقال المرض من شخص الى آخر يجب استخدام الادوات وحيدة الاستعمال الابر والمحاقن والتخلص منها في اوعية مقاومة للانتقاب موضوعة في اقرب مكان ممكن لموقع الاستخدام وتعامل بعد ذلك كمواد ملوثة, اما الادوات المكتررة الاستخدام فيجب ان تستخدم وتعقم او تطهر بشكل جيد ودقيق, وفي حالة حدوث جرح او وخز من الابر المستخدمة يجب استنزاف الدم من الجرح وغسله جيدا بالماء والصابون ومراجعة قسم الطب الوقائي في المستشفى في اسرع وقت ممكن.
3/ احتياطات متعلقة بالاجراءات الجراحية.
الاجراء الجراحي Invasive Procedure هو الاختراق الجراحي للانسجة او التجاويف او الاعضاء سواء كانت عملية جراحية او معالجة اصابة بالاضافة الى الاحتياطات السابق ذكرها والتي لابد من تطبيقها في جميع الاجراءات الجراحية فانه في حالة حدوث تمزق او وخز بابرة او اي اصابة اخرى فإنه يجب تغير القفازات وغسل اليدين وازالة الابرة او الآلة التي تسببت في الحادث من النطاق المعقم.
4/ احتياجات متعلقة بالعينات المخبرية.
ومن اهمها ارتداء قفازات عند التعامل مع عينات الدم او سوائل الجسم.
* عدم استخدام الانابيب الماصة بالفم بل يجب استعمال الانابيب الماصة الميكانيكية كما يجب ان توضع العينات في اوعية محكمة الاغلاق لمنع التسرب ويفضل اوعية بلاستيكية غير قابلة للكسر.
5/ الغسيل.
يجب ان توضع الفوط والاغطية المتسخة في كيس في المكان الذي استخدمت فهي لا تفرز او تشطف في امكان رعاية المرضى وتغسل بمطهر وماء على درجة حرارة 70 درجة مئوية او 160 درجة فهرنهايت على الاقل لمدة 25 دقيقة, ويمكن استخدام مواد كيميائية مناسبة للغسل في درجات الحرارة المنخفضة بالتركيز المناسب.
ويمكننا القول بأنه اذا اتخذت الاحتياطات السابقة كلها فإن عزل المرضى المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري لا يكون ضروريا الا اذا كانت بهم امراض معدية اخرى تستوجب العزل.
ويبقى القول بأن الوقاية خير من العلاج لاتقاء شر هذا المرض.
شهيرة محمد الرفاعي
اخصائية تمريض صحة عامة
ادارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved