Monday 6th December, 1999 G No. 9930جريدة الجزيرة الأثنين 28 ,شعبان 1420 العدد 9930


بمناسبة انعقاد ندوة مرض الربو والحساسية التي تنظمها الشؤون الصحية بالقصيم الجزيرة تناقش مسببات المرض:
الحساسية والربو ظاهرة عالمية تأثرت بها البيئة المحلية

* تحقيق : محمد إبراهيم العبيد
تعتبر أمراض الحساسية بمظاهرها المختلفة الأنف والربو والاكزيما وحساسية الطعام والأدوية من الأمراض الشائعة والمزمنة أيضاً،، والملاحظ أن أمراض الحساسية في ازدياد مستمر وهذه الزيادة ظاهرة عالمية بالإضافة إلى أنها مشكلة صحية كبرى في المملكة ودول الخليج، وقد كان لنا هذا اللقاء مع مدير عام الشئون الصحية بمنطقة القصيم د, ياسر الغامدي للحديث عن دور المديرية العامة للشئون الصحية بالقصيم في توفير وتطوير الخدمات المقدمة لمرضى الربو في المنطقة حيث ذكر الدكتور الغامدي بأن الربو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً خاصة لدى الأطفال حيث يعتبر المرض المزمن رقم واحد وهو في ازدياد مطرد على مستوى العالم حيث بلغ مجموع المرضى حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية حوالي مائة وخمسين مليون حالة وتبلغ الزيادة حوالي 50% كل عشر سنوات، وفي أوروبا الغربية تضاعف عدد مرضى الربو خلال عشرة أعوام وفي الولايات المتحدة الأمريكية ارتفع عدد المصابين بالربو بنسبة أكثر من 60% منذ بداية الثمانينيات من هذا القرن ليصل عددهم إلى 17 مليوناً وفي إنجلترا ارتفع معدل مرضى الربو من 5% في أواخر الستينيات إلى 10% خلال عشرين عاماً، وفي المملكة العربية السعودية أجرت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عام 1992م بالتعاون مع جامعة الملك سعود مسحاً ميدانياً للربو بين طلاب المدارس وأظهرت الدراسة أن معدل انتشار الربو بين أطفال المدارس يبلغ 10% ويتراوح من 4 23% في مختلف المناطق وأكثر المناطق تأثراً بذلك هي:
الطائف 23% وحائل 22% وجيزان 21% والهفوف 14% والقصيم 13% وأبها 13% وجدة 12%والرياض 10% والدمام 4%.
الخدمات المقدمة لمرضى الربو
وعن الخدمات المقدمة لرعاية مرضى الربو بالمنطقة قال الدكتور الغامدي بأنه تم إنشاء 13 عيادة ربو بالمراكز الصحية الإشرافية كخطوة أولى يعقبها بإذن الله تعميم الفكرة بمراكز الرعاية الصحية الأولية الأخرى بالمنطقة وهذه العيادات مرتبطة بعيادات متخصصة في الحساسية والربو و مجهزة بأحدث وسائل التشخيص والعلاج في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة ومستشفى الملك سعود بعنيزة، وقد روعي في اختيار أماكن هذه العيادات التوزيع السكاني والجغرافي وقربها من المراكز الأخرى وتم عمل نظام موحد للبنية الأساسية لهذه العياداتأدوية أجهزة قوى عاملة ,,, الخ كما تم عمل نظام موحد للسجلات الخاصة بمرض الربو، وطبعاً تم وضع خطة لمتابعة عمل هذه العيادات ميدانياً لدراسة الإيجابيات والسلبيات وكذلك الحلول لأي مشاكل يمكن أن تعترض سير العمل بهذه العيادات، وقمنا بتدريب الأطباء والممرضات على ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى وتختص بتدريب العاملين في عيادات الربو من أطباء وتمريض وقد تم الانتهاء من هذه المرحلة بحمد الله بتدريب 14 طبيباً و 8 ممرضين سعوديين و 13 ممرضة غير عربية و 8 ممرضات عربيات.
المرحلة الثانية ويتم فيها تدريب جميع العاملين في هذه العيادات بواسطة الأطباء الذين تم تدريبهم في المرحلة الأولى.
المرحلة الثالثة ويتم فيها تدريب العاملين بالمراكز الأخرى التي لا يوجد بها عيادات ربو ويشمل برنامج التدريب محاضرات عن مرض الربو وتصنيفه والسجلات المستخدمة في هذه العيادات والتثقيف الصحي المطلوب لهذه الفئة من المرضى كما يحتوي البرنامج على تدريب عملي في شكل مجموعات عمل عن الأجهزة والأدوية ودراسة حالات إكلينيكية وكيفية تعبئة السجلات والاستمارات المستخدمة في هذه العيادات.
وفي مجال البحوث العلمية الخاصة بخدمات مرضى الربو بالمنطقة يتم حالياً إجراء دراسة لتقويم الخدمات الصحية المقدمة لمرضى الربو بمراكز الرعاية الصحية الأولية بمنطقة القصيم، كما يجري الآن بحث مسحي لمعرفة مدى انتشار مرض الربو في منطقة القصيم بين طلاب وطالبات المدارس بين عمر 6 سنوات و 18 سنة,وفي مجال التوعية قامت المديرية العامة للشئون الصحية بالقصيم بعقد لقاءات توعوية مفتوحة عن الربو في كل من بريدة وعنيزة والرس وتم طباعة أكثر من ألفي مطوية في هذا المجال.
الوراثة أم البيئة
ولإلقاء الضوء على بعض جوانب أمراض الحساسية التقينا مع الدكتور: ناصر الحداد استشاري طب الأطفال وأمراض الحساسية والربو وعضو اللجنة الوطنية للربو والمدير العام المساعد للرعاية الصحية الأولية بالقصيم فكان الحوار التالي:
* هل للدكتور ناصر أن يعطينا تعريفاً مبسطا لكلمة الحساسية؟
كلمة الحساسية تعني أن الشخص الذي لديه استعداد وراثي عندما يتعرض لبعض العوامل الموجودة في البيئة يقوم جهاز المناعة في الجسم بإصدار ردود فعل ينتج عنها التهاب حاد أو مزمن في العضو المتأثر يظهر ذلك على شكل أعراض مثل سيلان الأنف والعطاس المتكرر أو صفير في الصدر أو حكة في العين.
* هل الحساسية مرض وراثي أم بيئي؟
الحساسية تصيب الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي عندما يتعرضون لعوامل بيئية معينة، وفي الماضي كان الإنسان يعيش في ظروف بيئية محدودة ثم بدأ يظهر التغير من حياة القرية البسيطة إلى حياة المدينة بما فيها من ملوثات بيئية مختلفة بالإضافة إلى ظهور عوامل أخرى مثل التدخين وغيره.
* إذا كانت البيئة ذات أهمية كبيرة، فما هي العوامل البيئية المهمة التي تؤدي إلى حدوث الحساسية؟
مسببات الحساسية لا حصر لها فهي في كل مكان في البيئة ويمكن تقسيمها إلى قسمين:
أ عوامل تتركز داخل المنزل مثل غبار المنازل بما فيه من عوالق الحشرات والحيوانات والفطريات المنزلية، ومن ذلك حشرة العث التي تتكاثر في المناطق الرطبة مثل جدة والدمام ومن العوامل المنزلية أيضا الحيوانات والطيور والتدخين.
ب عوامل تتركز خارج المنزل مثل حبوب لقاح النبات العالقة في الهواء وعوادم السيارات والمصانع.
* ماهي مظاهر الحساسية الشائعة؟
من أهم مظاهر الحساسية، الربو، حساسية الأنف بنوعيها الموسمي والدائم، حساسية الجلد بأنواعها المختلفة والحساسية من الأطعمة والأدوية وحساسية لدغ الحشرات مثل النحل.
الربو وحساسية الصدر مسمى واحد
* لماذا نقول مرات: حساسية القصبات ومرات أخرى: الربو و هل هناك فرق بين الاثنين؟
الربو يشمل أسباباً كثيرة تنشابه في الأعراض كالكتمة وصفير الصدر، وهو مسمى قديم جداً قبل أن يتوصل العلم الحديث الى وصف الحساسية ومعرفة أسبابها وتعتبر الحساسية أحد أسباب الربو وبمعنى آخر ليس كل حالة ربو سببها الحساسية بل هناك أسباب أخرى مثل بعض امراض القلب والجهاز التنفسي ولكن تبقى الحساسية أهم الأسباب، وقد جرى العرف على استخدام المسميين كمترادفين.
* نسمع أحياناً أن بعض الناس يقول: ليس للحساسية علاج ,, فهل هذا صحيح؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: تداووا عباد الله فان لكل داء دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله ، و معرفة العلاج تعتمد على معرف السبب فإذا تم تحديد العوامل المسببة فالعلاج متوفر بإذن الله، وإن لم يتوفر علاج للشفاء التام من المرض إلا أنه يمكن التحكم بالمرض لدى الغالبية.
الكورتيزون سلاح ذو حدين
* يتخوف كثير من المرضى من استخدام الكورتيزون ،، فهل كل أنواع الكورتيزون ضارة؟ ولماذا برأيك يتخوف المرضى بهذا الشكل من الكورتيزون؟
الكلام في هذا الموضوع طويل وهام، فالكورتيزون عبارة عن هرمون طبيعي موجود في جسم كل إنسان وتفرزه الغدة الموجودة فوق الكلية وله وظائف مهمة لصحة الجسم، ومن هنا تظهر أهميته كعلاج أساسي لأمراض كثيرة مختلفة مما ادى إلى الإفراط في استعماله من قبل بعض الأطباء غير المتخصصين,, وهذا الإفراط نتج عنه بعض الأعراض الجانبية فكان رد فعل المرضى هو التفريط في استخدامه أو التخوف منه وأود هنا أن أشير إلى عدة نقاط مهمة وهي:
أ الكورتيزون كأي علاج آخر لا يخلو من أعراض جانبية وإذا تم استعماله بالطريقة الصحيحة فان نفعه أكثر من ضرره.
ب يتوفر علاج الكورتيزون بأشكال وتركيزات مختلفة ومتفاوتة، فمنه المراهم والكريمات الموضعية بتركيزات مختلفة، ومنه ماهو على شكل أقراص وأخرى على شكل حقن، وتزداد الأعراض الجانبية للكورتيزون إذا أعطي بالفم أو بالحقن.
ج توصل الطب في السنوات الأخيرة وبتوفيق الله إلى ابتكار طريقة جديدة وآمنة لاستعمال الكورتيزون وذلك باستعمال البخاخات بطريقة الاستنشاق، واحتمال حدوث الأعراض الجانبية قليل جداً إذا تم استعماله بالطريقة الصحيحة وتحت إشراف أطباء متخصصين.
د توفر الكوادر الوطنية من الأطباء المتخصصين ساعد كثيراً على الحد من سوء استعمال الكورتيزون وبالتالي على التقليل من أعراضه الجانبية.
ه ثبت علمياً بأن الحساسية المزمنة تؤدي إلى التهابات مزمنة سواء في الصدر أو الأنف أو الجلد وقد تؤدي إلى مضاعفات إذا أهمل علاجها، ويعتبر الكورتيزون من أكثر الأدوية فعالية في التحكم بهذه الالتهابات والقضاء عليها وبالتالي يمكن القول بأن الكورتيزون سلاح ذو حدين، إذا أحسن استخدامه تحت إشراف طبيب متخصص بأمراض الحساسية فانه يكون نافعاً جداً، وإذا أسيء استعماله فان له أثاراً جانبية على معظم أعضاء الجسم.
أسباب الحساسية بالسعودية
* هل هناك دراسات تمت لمعرفة أسباب الحساسية في البيئة السعودية؟
هناك دراسات عديدة حول هذا الموضوع بينت ارتفاع نسبة حبوب لقاح بعض الأشجار ذات العلاقة بحساسية الصدر والأنف وكذلك وجد أن حشرة العث تكثر داخل المنازل في المناطق الرطبة مثل مدينتي جدة والدمام، وتقل في المناطق.
الجافة، وقد أجرينا دراسة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وأخرى بالقصيم وذلك بعمل اختبار الجلد على المرضى الذين يعانون من حساسية الصدر والأنف، أو كلاهما معاً، وقد بينت هذه الدراسة وجود عدة نباتات محلية لها علاقة بالحساسية منها ما هو أشجار ومنها ما هو أعشاب أو حشائش برية، ويوجد حالياً في المراكز المتخصصة لقاحات مستخلصة من هذه النباتات تعطى على شكل حقن تطعيم لبعض مرضى الحساسية.
نصائح لمرضى الحساسية
* ما هي النصائح التي توجهونها للمرضى الذين يعانون من الحساسية؟
الحساسية من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى الصبر من جهة والمتابعة الجيدة بواسطة طبيب متخصص في هذا المجال من جهة أخرى، كما أنصح بأهمية المواظبة الجيدة على استعمال العلاج، وهناك اتجاه حديث في علاج الربو وذلك بوضع خطة علاجية يكون للمريض دور بارز فيها تعطي الثقة للمريض وتساعده على اتخاذ القرار المناسب والمبكر عند تعرضه لأي نوبة ربو، فعلي المريض التشاور مع طبيبه.
الربو والرياضة
* بماذا تنصح الطالب الذي يعاني من الربو بالنسبة لممارسة الرياضة البدنية؟
الطالب الذي يعاني من الربو يجب أن يعامل كأي طالب آخر، ويستطيع ممارسة جميع أنواع الرياضة بشرط أن يعرض نفسه على طبيب مختص ليضع له الخطة العلاجية المناسبة، حيث أن معظم الطلاب المنتظمين على العلاج يستطيعون ممارسة الرياضة بشكل طبيعي كما أن منع الطفل من اللعب مع زملائه يؤثر عليه نفسياً وبدنياً.
الوقاية تبدأ منذ الولادة
هل يمكن الوقاية من أمراض الحساسية كما ذكرت سابقا ان الحساسية لها اسباب وراثية، ولكن بعض الدراسات الطبية تشير الى امكانية الحد من ظهور اعراض الحساسية بالتدخل المبكر مثل تأخير إعطاء الطفل الرضيع بعض الأطعمة المسببة للحساسية كالبيض وحليب البقر والاكتفاء بحليب الأم الطبيعي خاصة في الأشهر الستة الأولى، وكذلك عدم تعريض الأطفال للحيوانات المنزلية مثل القطط والكلاب في سن مبكر.
البرسوبس ليست الوحيدة
* يكثر الحديث في منطقة القصيم عن شجرة البروسوبس وعلاقتها بالحساسية، فما تعليقكم على ذلك؟
حبوب اللقاح تعتبر أحد أهم مثيرات الحساسية ومصدرها اعداد وأنواع كثيرة من الأشجار والحشائش والأعشاب التي تنمو عشوائياً، وأحد مصادر حبوب اللقاح ذات العلاقة بالحساسية الموسمية هي شجرة البروسوبس التي تكثر في الشوارع العامة في منطقة القصيم، وثبت أن لها علاقة بإثارة الحساسية لدى فئة معينة من الناس، ولكن لا يمكن تعميم ذلك، ويتم تحديد علاقتها بصفة فردية حسب حالة مريض الحساسية والموسم الذي يعاني منه ونتائج اختبار الحساسية وبناءً على ما سبق يمكن أن ننصح المريض بتجنبها أو عدم تجنبها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الادارة والمجتمع

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved