نادرا ما تجد اي شاعر او كاتب يشيد بالساحة الشعبية فالجميع غاضبون على ما وصلت اليه حالة الشعر,, وهذا امر قد لا يخلو من الصحة,, ولكن الامر الملفت للنظر هو هذا الكم الهائل من النقد الذي يوجه للصحافة الشعبية إذا جاز لنا إطلاق هذه التسمية عليها وكذلك النقد الذي يوجه للمنتمين لها من شعراء وكتاب ومحررين,, وعلى لسان من ينتمون لها وليس من أطراف محايدة,, وهذا الامر يقف عنده الكثير من القراء ودائما ما يتردد هذا السؤال لماذا كل هذا الغضب,,؟ والامثلة كثيرة ومنها على سبيل المثال,, لقاء مع محرر يعلن غضبه على الساحة وبأنها امتلأت بالدخلاء على الشعر والصحافة وممن لا يفقهون شيئا لا في الشعر ولا في الصحافة ولكن وجدوا طريقا تسللوا من خلاله الى هذه الساحة واصبح لهم تواجدهم, وايضا لقاء مع شاعر ويذكر فيه بانه غير راض عن الحالة التي تعيشها الصحافة الشعبية وكذلك غير راض عن عدم الانصاف في الساحة والطريقة التي يتعامل بها الشعر فلم تعد هناك فوارق بين الشعر الجيد,, والشعر الرديء.
وايضا يبرر ابتعاده عن النشر بأنه احتجاج على ما يمارس ضد الشعر من خلال قيام ممن لا يفقهون بالشعر شيئا بالتقييم والتنظير.
ولم نر شاعراً واحداً يجيب بصراحة بأنه لم يعد لديه الجديد وبان مشاغل الحياة اخذته عن الشعر وحتى الذين نعرف حق المعرفة بأن هذا هو السبب في ابتعادهم نجدهم يرددون نفس المقولة السابقة وان ابتعادهم مجرد احتجاج على الوضع في الساحة.
وكذلك الكتاب,, ورغم افتقاد الساحة الشعبية للنقاد الا من عدة اصوات تحاول ولا زالت محاولاتهم غير واضحة المعالم وبعضهم كانت بداياتهم مشجعة جدا ولكنهم عندما نشروا نصوصاً لهم فقدوا مصداقيتهم لأنهم لم يطبقوا ما يطالبون بوجوده في نصوص الآخرين على نصوصهم,!! وبعضهم لا زال يكتب وينظر وهو لا يمتلك حتى ادنى المقومات التي تؤهله للكتابة عن الشعر مثل معرفته بالوزن والقافية, ولهذا تتعالى اصواتهم الغاضبة.
ولجميع الغاضبين فعلا مما وصلت اليه حالة الشعر وايضا الذين يدعون الغضب وهم من أهم أسباب نكسة الشعر هذا الرأي البسيط بأن الإصلاح يبدأ من القاعدة وهو الفرد شاعرا كان او كاتبا,, او محررا,, وإذا ما بدأنا بإصلاح أنفسنا وراقبنا ما كتبناه من شعر او نثر واقتنعنا بأن ليس كل ما يكتب ينشر ومارسنا نوعاً من التحكم على انفسنا استطعنا ان نكون على الطريق الصحيح,.
والله من وراء القصد.
آخر أثر:

أنت ليل اسهره واعشق صباحه وانت اول من جرحني واشتكي لك وانت فيك من الملامح والملاحة ما فتني وانت فتنة كل جيلك وانت فيك من التسامح والسماحة شيء ياخذني عن العالم واجي لك