Thursday 23rd December, 1999 G No. 9947جريدة الجزيرة الخميس 15 ,رمضان 1420 العدد 9947


بوح
أفكار للتساؤل
إبراهيم الناصر الحميدان

ونحن في هذا الشهر المبارك لا نستطيع الا أن نطل على القارىء ببعض الرؤى الخفيفة احتراماً للمعاناة التي يستلذ فيها عندما يؤدي ما فرضه الله عليه من واجب ديني هو من اركان هذا الدين الحنيف فيتذكر اخوانه ليس في وطنه فحسب وانما في ارجاء المعمورة فتمتد مشاعره نحوهم بالدعاء وهو اقل المساهمات وان ارتفعت بمكانتها الى رب العالمين لتضاهي ما هو افضل من اي مساهمة مادية رغم ان حياة البشر اليوم قد عجنها الرأسماليون بالمادة فأصبحت مع الاسف لها الكلمة العليا, وعند هذه النقطة أتوقف مع رجال المال في الوطن لاطرح عليهم هذا السؤال الذي لم افهم له اي مبرر من تمسك رجال المال به وجعله بعض ادبياتهم اليومية ذلك ما يتعلق بالتقسيط الذي اصبح اليوم وسيلة لشراء ما يثقل على محدود الدخل تأمين ما تحتاجه اسرته دون التعامل معه فاستغرب مثلاً لماذا يصر رجال الاعمال على رفض البيع لمن تركوا الوظيفة واخذوا يتقاضون رواتب تقاعدية هي حقهم المشروع في الحصول على ما دفعوه من مرتباتهم الى جانب من عملوا معهم وهكذا فالراتب التقاعدي لم يأت منّة او مساعدة من احد انما هو حق حصده ذلك الموظف من خدمته الطويلة في جهاز ليس حكوميا او حكوميا ايضاً، عفواً لانه كان في ذهني هذا النظام الذي طرح منذ مدة طويلة على مجلس الشورى حتى اصبح كما يقولون في مراحله النهائية بعد ان ادخلت عليه تعديلات كثيرة لتقريبه من النظام التقاعدي للدولة لالتمس كمتقاعد ان يستفيد منه الذين تقاعدوا من قبل اي جعله او بعض مواده على الأقل بأثر رجعي لأن المساواة بين جميع الناس هي من اهداف سياسة الدولة ولم يرتكب المتقاعد السابق اي جريرة حتى ينال هذا التفريق مع المتقاعد الحديث لأن العاملين السابقين هم احق بالميزة لمعاناتهم السابقة في الأعمال قبل ادخال هذه التسهيلات والوسائل الحديثة التي تخفف من الجهد، ولنتذكر ظروف العمل في الماضي حين كان بضعة اشخاص يجلسون على طاولة واحدة بدون وسائل حديثة مثل التكييف والرجال الذين يقفون على خدمتهم شأن اليوم، ولعل هذا الشهر الكريم انسب الاوقات للشعور بالترابط الاجتماعي وتذكر معاناة اولئك الذين وضعوا اللبنات لمسيرتنا الحضارية التي اصبح الجيل الذي بعدهم يعيش نتائجها الايجابية الحسنة.
وأتوقف هنا لأن الصيام قد يجعلنا نسرح مع احوالنا الماضية لأعود الى سؤال رجال الاعمال المحترمين الذين يحترمون من كافح مع آبائهم حتى شاء له النظام ان يرتاح بينما يستطيع مواصلة الانتاج وذلك من اجل ان يفسح المجال الى الجيل الجديد الذي من حقه وواجبه ان يجد الابواب مفتوحة امامه لتكوين مستقبله ويواصل مسيرة من سبقوه.
اقول لرجال الاعمال الطيبين بقلب مفتوح: لماذا ترفضون ان ينخرط الرجال المتقاعدون في نظام التقسيط فينالوا ميزاته ان كانت له ميزات لأنه دين مؤجل واجب السداد في حقيقته بل ولماذا ايضاً ترفضون ان تشتري المرأة العاملة في هذه الميزات ايضاً طالما هي تتقاضى مرتباً ثابتاً مثل الرجل وتستطيع ان تحصل على شروط التقسيط بما فيها الكفالة اسوة بالرجل؟ وهذا الحال ينسحب ايضاً على المتقاعد الذي يتقاضى مرتباً ثابتاً؟
يا رجال المال انظروا امامكم والى ما يسهل امور عباد الله في هذه الاوقات الروحانية,,
تذكروا انكم لم تولدوا جميعاً وفي فمكم ملعقة من ذهب وهذا فخر لكم فالرجل العصامي مفخرة لابنائه حين يجلس بينهم ويذكر لهم معاناته حتى بلغ هذا المستوى من الغنى والثروة حتى يجعلهم على استعداد لتحمل الكثير في القادم من ايامهم ولا يتصوروا ان كل ما يتمنونه من الممكن ان يتحقق دون كفاح وجد مثل صبر المؤمن على الجوع والعطش طيلة هذا الشهر الكريم الذي اوله رحمة وآخره عتق من النار ويالها من فضائل يحصل عليها المسلم لقاء صيام هذا الشهر وقيامه ان شاء الله.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير







[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved