إنها قصة شاب من بلادي، لم يناهض الأربعين بعد,, لم يكتب قصيدة شعر، أو يؤلف من كتب الأقواس أو عصور الأدب المنحط وغير المنحط!! لم يسهر الليل ليحصي عدد الأفعال في قصيدة النابغة الذبياني,, لم يكتب عن الأمثال الشعبية وشرحها في شمال المملكة إنه شاب يقرأ الواقع بعين، ويتابع المستقبل بأخرى,, دخل العلم فجعل ساعته تسابق الزمن بسنوات، فبدل ملابسه التقليدية وأتقن (علوم المستقبل) فشمر عن ساعد (الرياضيات) وانكب على (سين/ صاد/ وحساب التكامل والتفاضل) فخرج من هذه الدوائر قائلا، لست خير من تسعى به قدم,, انه تواضع أبيض يؤكد الحقيقة ولا يلغيها!!
وإليك سيرة شاب منحني الزمن فرصة برتقالية لأتعرف عليه عن قرب، وعن كفاحه، وعن أسرته، وحتى لا تأخذني المبالغة، والثرثرة العريضة اقدم هذا (الشاب المشرق من شباب بلادي) كمثال على عشرات غيره، ضاعوا وسط الدكاترة الأحياء والأموات (وما بينهما).
تخرج بمرتبة الشرف الأولى في البكالوريوس في هندسة النظم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكان الأول على دفعة مكونة من 405 طلاب.
تخرج في الماجستير في هندسة النظم من الجامعة نفسها بمعدل عام 4/4، وكان الأول على دفعته.
لم يقتنع بشهادة ماجستير واحدة، حيث حصل على ماجستير آخر في الرياضيات من جامعة ميتشقان في آن آربر/ الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل 4/4.
حصل على الدكتوراه بمعدل ومدة (قياسيين) من جامعة ميتشقان، ورشحت رسالته لجائزة التميز في الجامعة نفسها.
حصل على جائزة التميز من المؤتمر الوطني العاشر للحاسب، والمقام في جدة في فبراير عام 1988م.
حصل على جائزة سفير خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة للمتميزين من الحاصلين على شهادة الدكتوراه.
ترقى إلى رتبة استاذ مشارك بتقدير متميز في جميع المجالات الثلاثة (البحث/ التدريس/ خدمة الجامعة والمجتمع) كما ترقى (أخيراً) إلى رتبة أستاذ بتميز وبوقت قياسي.
رشح لجائزة افضل استاذ في كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي للعام الدراسي 1994م.
حصل على جائزة (أفضل باحث في الجامعة) للعام الدراسي 1997م.
حامل للبورد الأمريكي في الهندسة مع رخصة لمزاولة الهندسة في جميع فروعها من ولاية ميتشقان الأمريكية منذ عام 1991م.
عمل رئيسا لمجلس كلية علوم الحاسب الآلي، وعضوا في مجلس ادارة جامعة الملك فهد، كما عمل رئيسا لمجلس هندسة النظم، وعمل عضواً في لجنة العلاقات العامة للمؤتمر العالمي الخامس للالكترونيات الدقيقة، لجنة اعداد التقارير عن الجامعة للبورد الامريكي لاعتماد مناهج الهندسة والتقنيةوقد عمل في بعض اللجان عضوا، وفي بعضها الآخر رئيساً، وقد بلغ عدد المجالس واللجان التي عمل فيها ما يقرب من مائة (ماشاء الله,, تبارك الله).
إن هذا الشاب يعمل الآن وكيلا لوزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية والثقافية, وقد ولد في بريدة في عام 1382مه ولا تظنن عزيزي القارئ ان هذا الشاب (المتميز) و(المشرق) والذي بزغ من ارض بلادي بأنه هبط فجأة مثلما تهبط الاشياء الغريبة من اسماء الواسطة، إلى الأرض المزدحمة، لا، إنه تدرج كما تتصاعد الارقام الصحيحة في منظومة الاعداد السليمة، وإليك صعوده الواثق.
معيد في قسم هندسة النظم عام 1985م، ثم محاضر في الكلية نفسها عام 1990م، باحث زائر/ جامعة ميتشقان عام 1991م، أستاذ هندسة النظم المساعد جامعة الملك فهد عام 1994م، استاذ مشارك 1998م، استاذ هندسة النظم عام 1999م, ويعمل بالاضافة إلى ذلك مديراً للبرنامج الصيفي للجامعة واستمر هذا الشاب يواصل ليله بنهاره، وصيفه بشتائه حتى وصل إلى وكالة الوزارة.
يبقى ان اقول ان كتابا لهذا الشاب (المبدع) ضمن مقررات بعض الجامعات الأمريكية في مجال هندسة النظم، وله الكثير الكثير من كتابة البحوث بالتعاون مع آخرين مختصين في نفس الحقل، وقد دُعي إلى القاء بحوث في عدد من المؤتمرات العالمية,ماذا أقول، وماذا أنسى من هذا الشاب الواثق، لا اقول إلا انني أراهن على هذا الشاب، وأرى المستقبل بين يديه بعد توفيق الله له، وعونه ومساعدته,, لا أطيل أكثر من جملة انتظروه إنه قادم,, إنه الشاب سعادة الدكتور خالد بن صالح السلطان,, وكفى.