في أحد الأيام السالفة مررت بتجربة مخيفة ومفزعة، لم أتحمل ذلك المشهد المأساوي لذلك السائق المتهور الذي كان يقود سيارته بتهور اللامبالاة من عاقبة تهوره هذا حينما كنت أقود سيارتي على طريق الملك فهد بالرياض في الصباح الباكر، وإذا بذلك المتهور يقود سيارة شبح فخمة لا تقل عن (300,000) ثلاثمائة ألف ريال كما اعتقد حيث إنني لست خبيرا في أسعار السيارات,,
المهم,, قاد هذا السائق سيارته بين مئات السيارات المختلفة والمتوجهة للأعمال والمدارس ولقضاء حاجة,,
وقد استطاع بقيادته الجنونية أن يربك حركة السير على هذا الطريق الحضاري الذي كلف الحكومة مئات الملايين ووفر علينا سهولة الوصول إلى أعمالنا,, إلا أن البعض أبوا الا أن يشوهوا هذه القفزات الحضارية,, المهم,, أصبحنا ونحن نواجه هذه القيادة الجنونية في رعب وخوف، اضطر البعض للوقوف على جانب الطريق حتى تهدأ هذه الربكة الجنونية التي أوجدها معتوه مكانه الصحيح مستشفى المجانين لا أن يقود سيارة شبح,, وحدث ما توقعناه من ذلك المشهد المريع,, حيث كان يدخل بسيارته الفخمة بين السيارات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الحجم,, يمينا وشمالا,, جنوبا وشرقا,, ولم يكتف بملاصقة أو مصادمة السيارات بل تعدى إلى (التفحيط) أمامهم بأسلوب استهتاري مجنون,, وجاءت ساعة الصفر,, وتحددت نتيجة هذا الجنون,, حيث انطلق بسيارته في اتجاه معاكس للسيارات القادمة,, جعل من تلك السيارات مسرحية مخيفة شارلوك هولمز انتهت بحادث مأساوي مرعب مع سيارة يقودها رجل ومعه أطفاله الثلاثة في طريقهم للمدرسة,, ولم يصب هؤلاء الأربعة بأذى الحادث لربطهم حزام الأمان,, بالرغم من اثار الصدمة النفسية عليهم,, أما ذلك المجنون المتهور,, فقد أخذ إلى المستشفى في حالة خطيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
ببساطة، حياة الإنسان غالية وثمينة، ولهذا اهتمت الدولة -يحفظها الله- ببناء وتوسيع الشوارع,, ووضع شارات ولوحات السلامة,, واهتمت وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور بتطبيق أشد العقوبات على المتهورين والمعتوهين في قيادة السيارات.
إن الاهتمام بأنظمة وقوانين المرور يعتبر واجهة حضارية,, وان تطبيق نظام ربط الحزام يساعد -بعد الله- في انقاذ السائقين والمرافقين في السيارة,, وان نرشد أولئك الذين يعتقدون أن السياقة السريعة أو بالطريقة الجنونية هي فن,, السيارة حديد,,
والفن في أن تعود إلى منزلك سالما,, فاربط حزام الأمان وأنقذ نفسك من التشويه أو الموت بإذن الله.