Friday 31th December, 1999 G No. 9955جريدة الجزيرة الجمعة 23 ,رمضان 1420 العدد 9955


كلمات معدودة
المخدرات = الكحول = التبغ
د, محمد بن سليمان الأحمد

لقد حلّل ديننا الإسلامي الحنيف الطيبات من الأكل والشرب وحرّم الخبائث من المأكولات والمشروبات,, وبيّن ما حرم الله على الإنسان كل ما فيه ضرر على البدن أو على العقل أو على المال.
وكان من بين ما حرم على المسلم تعاطيه المخدرات بأنواعها والخمور المسكرات وكل مسكر محرم وما اسكر منه الكثير فقليله حرام,, وقد اضاف عدد من العلماء التبغ إلى المحرمات لتأثيره على الصحة وهو تأثير سلبي أثبتته كل البحوث والدراسات الطبية.
لقد كان التبغ بأنواعه مكروها في مجتمعنا وكان من يرغب التدخين لا يدخن في الأماكن العامة خوفاً وخشية من عيون الناس,, وكان الوافدون إلى المملكة يحذرهم أصدقاؤهم من التدخين في الأسواق العامة,, هذا ما كان يحدث قبل حوالي ثلاثين عاماً,, وكان المجتمع حينها يوصف بالتخلف والجهل، بل حتى بالرجعية,.
ولكن الأيام أثبتت صدق آبائنا وأجدادنا في استنكارهم للتدخين وعدم تقديرهم للمدخنين وزجرهم لكل من يحاول ممارسة هذه العادة السيئة.
كيف؟! في جميع دول العالم المتقدمة سنت قوانين تمنع التدخين في الأماكن العامة وفي الأسواق وفي المطارات وفي الطائرات، بل في كل وسائط النقل، بل حتى منعت القوانين في بعض الدول التدخين في المطاعم,.
وقد صدر في بلادنا الكثير من التوجيهات بخصوص منع التدخين في الأماكن العامة وتوجت بالأمر الملكي الكريم الصادر قبل حوالي خمسة عشر عاماً، وبالتحديد عام 1404ه والقاضي بمنع التدخين في الأماكن العامة,.
كل هذه الخواطر تفاعلت في ذهني وأنا أطالع خبرا نشرته جريدة الشرق الأوسط على صفحتها الأخيرة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر رمضان المبارك,, والخبر يتحدث عن أنه في اسبانيا تم ضم الكحول والتبغ إلى عائلة المخدرات بحيث تم اعتبار التبغ من ضمن المخدرات وذلك للحد من استخدامها وانتشارها في أوساط المجتمع وخصوصاً الشباب من الجنسين,.
لقد تبين من الدراسات التي على ضوئها تم اتخاذ القرار أن الكحول هو المسؤول الأول عن حوالي خمسين بالمائة من حوادث المرور على الطرق بين المدن الاسبانية، ولاشك أن الدراسات حول التبغ قد أثبتت التأثير السلبي الكبير على صحة من يتعاطاه، بل من يجلس بجوار من يدخن ويضطر إلى شم رائحة التبغ,, بكل أسف ان الكثير من المدخنين وخصوصاً في دول العالم الثالث يحتاجون إلى أن يلمسوا فعلياً التأثير السلبي للتدخين يظهر عليهم شخصياً ومن ثم يتركون هذه العادة القاتلة,.
بعضهم بكل أسف لا يقتنع بما يقرؤه وما يسمعه من نتائج لبحوث علمية في بلدان متقدمة كانت في السابق ترى التدخين علامة من علامات التحرر والحضارة واليوم حرمته على مواطنيها بعد أن ثبت أثره الضار على الصغير والكبير وعلى من يتعاطاه أو حتى يجلس بجوار من يتعاطاه,.
لقد أصبح التدخين مساوياً للكحول وكلاهما مساويان للمخدرات في اسبانيا بعد حوالي أربعة عشر قرناً من ظهور هذه المعادلة في المجتمع الإسلامي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

المتابعة

أفاق اسلامية

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved