Friday 31th December, 1999 G No. 9955جريدة الجزيرة الجمعة 23 ,رمضان 1420 العدد 9955


العلاقات العامة من منظور علمي
محمد الرجيعي

في أواسط القرن الخامس عشر نشأ تنظيم جديد داخل الدائرة التي تهيمن على مجموعة من الأقسام الإدارية تحكمها ضوابط ادارية ومنهج سلوكي عملي ينتهي ويبدأ بمدير هو الذي يملك وظيفة هذه الدائرة سواء أكانت حكومية أم مؤسسة خاصة، ووفق الاستعمال والروتين الممل لما يعانيه المدير وما تضمه دائرته في مجموعته الوظيفية أصبح ذلك الروتين الطويل مكروها وبطيئا في تسيير دفة الأعمال الادارية سواء للموظف أو بالنسبة للشخص المراجع في شؤونه الحياتية والخاصة إلى حد ما.
السيد ادوارد ,ل, بيرنيز وآخرون أدركوا أن للمجتمع في العصر الذي نعيشه الآن خصائص تنمو وفق نمو البشر وتكاثرهم بشكل سريع، ولهذا ركزت مجموعات من المختصين على ايجاد قناة اضافية داخل الدائرة ذات التعددية من الأقسام والأجهزة الادارية وفق تخصصات ومسؤولية هذا الكيان الاداري القائم, وقد اجمعت تلك على التسمية المختصرة لتلك القناة الاضافية لتكون المنسق والمعين والمختصر لأعمال الوزارة أو المؤسسة والشركة والمصنع وبرزت العلاقات العامة الى حيز الوجود وتنوعت الاساليب في بطون المؤلفات التي ظهرت على السطح فيما عسى أن تكون مسؤوليات العلاقات العامة داخل المرافق الحكومية وفي القطاع الخاص.
وفي السنوات الأخيرة برز للعلاقات العامة جهود ومسؤوليات جبارة، إذ اصبحت تهيمن على أغلب أعمال الدوائر والمرافق الحكومية وغير الحكومية وأخذ اسم العلاقات العامة مؤشراً له تميزه لدى المسؤولين القياديين وصار كل شيء مطلوب ويخص الانجاز والتحضير يتم عن طريق العلاقات العامة بعد ان فرض وجوده وتواجده لدى كافة الاروقة الحكومية والمؤسسات والبنوك والشركات الكبرى ذات الفروع والمراكز، بالاضافة إلى أن العلاقات العامة في كثير أو جل الدول العربية والأجنبية أصبحت تملك صفة التنظيم والترتيب وتحتضن ميزة السبق في إبراز ما تنشره الصحف والمجلات، إذ يصنع المسؤولون فيها قصاصات مبوبة من حيث الأهمية والشأن لهذه الوزارة بما يخصها من تلك القصاصات المنشورة توا في بطون الصحف والمجلات.
ولهذا قال السيد هوارد والدن كتلر بأن الكسب الزمني والاختصار في الاسلوب العملي قد أفاد المركزية الادارية للوظيفة القيادية مما يؤكد بأن العلاقات العامة تمثل نشاطا بناء فرضته بصورته الحالية ظروف المجتمع الحديث.
ويرتكز نشاط العلاقات العامة على قاعدتين اساسيتين هما: الأداء النافع الناجح أولا والأخبار الصادقة ثانيا، والقاعدة الثانية مكملة للأولى لا يمكن ان تكون بديلة عنها.
إن ما سبق ذكره عن دور العلاقات العامة وأنها اصبحت مكتسبا إداريا وعلما متميزا من علوم الادارة الحديثة ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، ولهذا أصبحت المكتبة العربية في زمننا الحاضر تمتلئ رفوفها بالعديد والكثير جدا من صنوف المؤلفات في كتب العلاقات العامة، وتخصص لعلومها شخصيات لها مكانتها في التدريس والتوجيه في فلسفة علوم العلاقات العامة.
وإذا ما عدنا إلى طبيعة دورها ونشاطها وهيمنتها من حيث الأداء والتطبيق داخل الدائرة العربية نراها تتقهقر إلى الحد الذي اصبح دورها محصوراً في تنظيم المقابلات مع الهيئات القيادية للوزارة أو الهيئات العليا أو أنها تقوم بصياغة خبر مقتضب وبلا موضوعية لأنها لم تأخذ إيجازا مسبقا لتزويد مندوبي الصحف بما تمخضت عنه مثل هذه الاجتماعات، وقد لا تؤدي الدور الذي كان يستشعره المؤلفون عن فن العلاقات العامة، ولأنها علم وفن وإدارة وعمل فإن المرافق الحكومية والمؤسسات القطاع الخاص ,, لا غنى لها البتة عن العلاقات العامة وبالشكل الذي يخولها تأدية اعمالها داخل الدائرة وهي الأعمال والمسؤوليات التي اهتم العلماء والمؤلفون بصياغة مهماتها لتكون المرفق الحيوي والنابض بالعمل والحركة الدائبين ولاسيما توظيف واختيار الطاقات الشابة من الموظفين الأكفاء الذين أهلتهم الجامعات والمعاهد والقنوات العلمية لهذا الفن من العلم والمعرفة.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

المتابعة

أفاق اسلامية

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved