Friday 31th December, 1999 G No. 9955جريدة الجزيرة الجمعة 23 ,رمضان 1420 العدد 9955


نور الحق
حتى لا تنسى زكاة الفطر
يكتبها بالنيابة: الشيخ عبدالله بن علي الغضية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين، اهتم الاسلام بالفقراء فشرع الله من اجلهم الزكاة والكفارات وصدقات التطوع وزاد هذا الاهتمام في مواسم اعياد المسلمين ففي عيد الفطر فرضت زكاة الفطر صاعاً من طعام مما يأكله الناس.
وفي عيد الأضحى شرعت الاضحية على كل قادر من المسلمين وأمر ان يخص الفقراء بثلثها وزكاة الفطر اليوم لا تكلف شيئاً ولله الحمد فقد انعم الله على عباده خصوصاً في هذا الزمن, ومع ذلك لابد ان تبقى أهميتها والاهتمام بها واخراجها في الوقت المحدد الذي يبدأ من 28 رمضان الى قبل صلاة عيد الفطر.
والذي أنبه إليه هو اظهار هذه الشعيرة أي زكاة الفطر وتربية الاولاد الصغار على معرفتها واشراكهم باخراجها بحيث يؤتى بها من السوق وتكال أمامهم ويعرفون ان هذه زكاة الفطر أمر بإخراجها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم طعمة للفقراء حتى لايبقى منهم جائع يوم العيد، فنربي فيهم حب المساكين وتعويدهم على بذل الخير والصدقات بخلاف مايحصل اليوم من كثير منا.
إذ ان زكاة الفطر أصبحت لايعرفها إلا الكبار اما الصغار من اولاد المسلمين فلا يعرفون عنها شيئاً مادام ان ولي أمرهم يشتريها من السوق ويوزعها قبل ان يصل الى البيت فلا يراها الصغار ولايسمع عنها أي خبر ناهيك عن معرفة فرضيتها واحكامها.
وقد اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم على تربية الأمة وتعليمها طرق الخير واشاعة احكامه بينهم, فعندما فرض زكاة الفطر وكل الصحابي الجليل ابا هريرة رضي الله عنه بحفظها، فكان الصحابة يأتون بها إليه ويرسلون صغارهم بها كما في قصته رضي الله عنه مع الشيطان الذي سرق منها عدة ليالٍ وعندما امسكه اخر مرة وهم ان يذهب به الى الرسول صلى الله عليه وسلم قال: دعني واعلمك كلمات ينفعك الله بها فعلمه آية الكرسي الخ القصة كما في البخاري.
لذا فقد جاز لولي أمر المسلمين ان يوكل من يجمع زكاة الفطر لتوزع على الفقراء كما ان للمسلم حق توزيعها بنفسه.
وقد قامت بعض جمعيات البر الخيرية بهذه المهمة خصوصاً للمقيمين من المسلمين من غير أهل البلاد الذين لايعرفون الفقراء.
فيا حبذا لو قامت المدارس خصوصاً الابتدائية منها بتوعية الطلاب بزكاة الفطر ودعوتهم الى جلب مايخصهم منها الى مدارسهم ان امكن.
وإلا دعوتهم لتسليمها امام مسجد حيهم لنُحيي بذلك بعض رسالة المسجد ونعودهم حبه وربطهم به فيقوم امام المسجد ومن يختاره من جماعة بجمع الصدقة وتوزيعها على المحتاجين وان فضل شيء تستدعى جمعية البر لاستلامه ومايقال عن زكاة الفطر يقال ايضاً عن الاضاحي التي هي الأخرى كادت ان تنسى, اذ ان الغالب من الناس يشتري الاضحية من السوق وتذبح هناك ويأتي بها رب الأسرة الى اسرته لحماً في كيس فلا يراها الصغار ولايعرفون عنها شيئاً.
والذي يحسن ان يؤتى بالاضحية حية الى المنزل, ويجمع حولها الصغار ويشرح لهم حكمها وانها سنة ابينا ابراهيم عليه السلام: امرنا باحيائها وتكرارها كل عام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وان المسلم القادر مطلوب منه ان يكررها كل عام في عيد الأضحى وأن من عجز عنها فان النبي صلى الله عليه وسلم قد ضحى عنه.
وأمر من ضحى من المسلمين ان يعطي اخوانه المسلمين الفقراء منها وهكذا نزرع في قلوب الصغار حب هذا الدين وبيان احكامه السمحة والله من وراء القصد وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

المتابعة

أفاق اسلامية

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved