Friday 31th December, 1999 G No. 9955جريدة الجزيرة الجمعة 23 ,رمضان 1420 العدد 9955


عام 2000

هاج العالم وماج ورفع راية الاستعداد، وأعلن الساسة والعلماء عن مشكلة عام 2000، أو سمها مشكلة الصفرين, صفران في ذاكرة الحاسوب جعلت العالم يعلن الاستنفار ويعيد البرمجة في البنوك، والمصانع، والأسلحة، والطائرات والمختبرات وغيرها, ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد ازدهرت بضاعة المبرمجين، وأصبح يشار لهم بالبنان، وتتلقفهم الأيدي وتتسابق عليهم الشركات والمؤسسات، ونالوا من المال ما لم يخطر لهم ببال.
وأخذ الإعلام يرسل الرسالة تلو الأخرى منبهاً ومحذراً، ليعطي الرائي والسامع صورة مكبرة عن المآسي والآلام التي قد تنشأ عن مشكلة عام 2000, لقد صور الإعلام للملأ أن صاروخاً قد ينطلق من هنا أو هناك، أو أن الطائرات قد تتهاوى كما تتهاوى النيازك، او أن العالم سيعيش في ظلام دامس في تلك الليلة المرتقبة، فهب الناس فرادى وجماعات لاقتناء وسائل الحماية، وشراء الشموع، وإلغاء الحجوزات على الطائرات والقطارات, وسارعت دول إلى استنفار قواتها، فأعدت العدة، واستعدت لليوم الموعود, فقامت الولايات المتحدة الأمريكية بعمل بعض الاجراءات الدفاعية الاحترازية موجهة صواريخها الدفاعية نحو أي مصدر متوقع، كما أعدت اليابان العدة باستنفار ما يزيد عن مائة ألف جندي تحسباً لما قد يحدث, وفي أوروبا أخذت الشرطة أهبتها للقضاء على من قد تسول له نفسه العبث بالأمن في حالة حدوث انقطاع الكهرباء، أو الماء أو خلافه, أما الشركات فقد قدمت عطلة بعض موظفيها حتى يمكنهم التواجد على رأس العمل في بداية عام 2000, وقد استعدت البنوك لمواجهة نقص السيولة الذي قد ينشأ من سحب العملاء أموالهم خشية من ضياعها، عندما لا تتعرف أجهزة الحاسوب على الأرقام والحسابات.
ورغم أهمية الموضوع وجديته إلا أن الإعلام قد بالغ كثيراً في طروحاته، كما أن الخيال الإنساني قد ذهب بعيداً في تخيلاته، فخلص البعض إلى تصور قد لا يعكس واقع الحال, وكان أثر ذلك خشية البعض من المجهول، فمنهم من لجأ إلى شيء من الزاد وتخزينه، ومنهم من قام بسحب رصيده، أو طلب بياناً به, وفي عالم الاسهم انخفضت الأسعار العالمية للأسهم قبل ثمانية أشهر تقريباً عندما كان الحدث في أوجه والخوف مسدل بظلامه على بني البشر، ووسائل الاعلام تحذر وتزمجر، وكان نصيب شركات البرمجة والحاسوب من هذا الانخفاض كبيراً وعندما قرب الوقت الموعود، وأدرك ذوو الألباب حقيقة الأمر، سارعوا بالشراء للأسهم فارتفعت ارتفاعاً حاداً فاق الوصف ساعدهم في ذلك الوضع الاقتصادي الجيد في العالم ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلاصة القول أننا سنرى غداً نتائج ما نترقب وأحسب أنه سينطبق المثل القائل (تمخض الجبل فولد فأراً) فما علينا إلا الانتظار سويعات لنرى ما سيتمخض عنه الجبل.
د, محمد بن عبدالرحمن البشر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

المتابعة

أفاق اسلامية

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved