عُرف باهتمامه بواقع الإسلام ومشكلاته وفاة العالم الشيخ أبو الحسن الندوي في الهند أسس جمعية التبشير بالإسلام بين الهندوس والمجمع الإسلامي العلمي في الكنهوء |
* الرياض فهد البكران:
انتقل الى رحمه الله تعالى صباح أمس الجمعة العالم الشيخ أبوالحسن علي الحسني الندوي رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي ورئيس ندوة العلماء في مدينة لكنهوء بالهند
وقد ولد الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله في 6 محرم 1332ه الموافق 1914م في قرية تكية بمديرية راي بيلي بالهند.
ونشأ في بيت علم ودين حيث تلقى العلم على يد والده العلامة الشيخ عبدالحي الندوي وتوفي والده وهوفي العاشرة من عمره فواصل تعليمه تحت اشراف والدته وأخيه الأكبر الدكتور عبدالعلي الحسني على يد عدد من علماء الهند وواصل دراسته العليا في جامعة لكنهوء وجامعة دار العلوم التابعة لندوة العلماء فدرس العربية وآدابها والعلوم الشرعية وخصوصاً الحديث والتفسير واهتم بدراسة اللغات فأتقن العربية والانكليزية والفارسية فضلاً عن الاردية كتابة وتحدثاً.
وقد اهتم رحمه الله بواقع العالم الإسلامي ومشكلاته وكتب في وقت مبكر كتابه الشهير ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين الذين لفت أنظار العالم الاسلامي إليه وتوالت بعد ذلك مؤلفاته في الدعوة والفقه والسيرة النبوية والأدب الاسلامي، كما توالت ترجماته لعيون الأدب الاسلامي من الفارسية والاردية إلى العربية وبالعكس ومن هذه الكتب موقف الاسلام من الحضارة الغربية، السيرة النبوية، من روائع اقبال، نظرات في الأدب، من رجالات الدعوة، قصص النبيين للأطفال.
وقد رحل أبو الحسن رحمه الله إلى مكة المكرمة في سنتي 1948 1950م وقدم إلى مصر سنة 1951م، وطوف بأغلب العالم الإسلامي، فرأى وشاهد، ودرس وكتب، وحاضر وخطب، وكان له في كل أرض نزل بها مجهود وجهود مشكورة محمودة وطبعت مذكراته في القاهرة سائح في الشرق العربي ,, كما اختير رحمه الله عضواً مراسلاً في المجمع العلمي بدمشق سنة 1957م ودعي لالقاء المحاضرات كاستاذ زائر في جامعة دمشق سنة 1956م.
وقد أصدر مجلة التعبير ورأس تحرير مجلة الندوة العلمية التي كانت تصدر بالأوردية، وكلفته الجامعة الاسلامية في عليكرة بوضع منهاج لطلبة البكالوريا في التعليم الديني، فألف في ذلك كتاباً اسماه اسلاميات ، وقد اخذت الجامعة بهذا الكتاب وكافأته عليه كما دعي لالقاء محاضرات في الجامعة الملية الإسلامية بدلهي، فالقى محاضرة في موضوع الدين والمدنية كانت موضع الاستحسان، ونشرت فكان لها تأثير واسع النطاق.
كما اسس جمعية للتبشير بالاسلام بين الهندوس، واصدرت هذه الجمعية الاسلامية عدة رسائل وبحوث عن الملة الغراء باللغة الانجلزية المنتشرة هناك، وأسس المجمع الاسلامي العلمي في لكهنوء سنة 1960م الى جانب المطبوعات القيمة.
وللشيخ الندوي مجموعة كبيرة من المؤلفات حيث وصل مجموع عناوين مؤلفاته وترجماته 700 عنوان منها 177 عنواناً بالعربية وقد ترجم عدد من مؤلفاته الى الإنجليزية والفرنسية والتركية والبنغالية والاندونيسية وغيرها من لغات الشعوب الاسلامية الأخرى,,وقد تولى منصب رئيس ندوة العلماء منذ عام 1961م وظل فيه حتى وفاته.
كما شارك في تأسيس هيئات اسلامية دعوية وعلمية مختلفة واختير عضواً في مجالسها ومنها رابطة العالم الاسلامي والمجلس الاستشاري الاعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ورابطة الجامعات الإسلامية ومركز الدراسات الاسلامية في أكسفورد بريطانيا والمجمع الاسلامي لبحوث الحضارة الاسلامية في الاردن ورابطة الأدب الإسلامي العالمية رئيساً ومجمع اللغة العربية في دمشق ومجمع اللغة العربية في الأردن.
كما منح الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله عدداً من الجوائز العالمية منها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام وذلك في عام 1400ه لخدماته الجليلة للاسلام والمسلمين والمتمثلة في نشاطه الواسع في مجال الدعوة الإسلامية بالهند في اطراف العالم الإسلامي بما ألقاه من محاضرات في المساجد والجامعات وعنايته بأطفال المسلمين اذ خصهم بنوع من التأليف يركز الايمان في نفوسهم وينشئهم تنشئة حسنة وكذلك لتأسيسه المجمع الإسلامي العلمي في الهند وتوفره على انتاج غزير في اللغات العربية والانجليزية والهندية والأوردية كان كله من أجل الدعوة الإسلامية وبيان المنهج الإسلامي ورد الشبهات ومواجهة التحديات.
|
|
|