Sunday 2nd January, 2000 G No. 9957جريدة الجزيرة الأحد 25 ,رمضان 1420 العدد 9957



نوافذ
الكسل
أميمة الخميس

ثقافة الصورة هي ثقافة عالمية تكاد تطغى على جميع وسائل الاعلام العالمية، حيث ينتقل الحدث الى اذهاننا نابضاً حيّاً برياحه وبراكينه وادق التعابير فوق الوجوه الخائفة او السعيدة او المحبطة.
هذا بالتأكيد خلق وسيلة جديدة للتلقي في اذهان قطاع كبير من المتلقين واصبحت ثقافة الصورة وسيلة ماهرة وحاذقة في ايصال الحقيقة، بل تدعيمها وتوثيقها، وليس هذا فقط، بل الذي يصمم مستقبل العالم وتفاصيله هو الجهات التي تسيطر على ثقافة الصورة حيث تأخذها في ابعاد متعددة ابتداءً من اعتى الافلام السينمائية وانتهاءً بنشرة الاحوال الجوية، وفوق هذا الامتداد الواسع ينتشر عالم اخاذ وسحري ومغوٍ في الوقت نفسه ولاسيما حينما يوظف بشكل مبدع,, ومن خلال لقطات لمّاحة وذكية والذي دعاني الى المقدمة السابقة هو احساسي بالمفارقة الساخرة التي كانت مصحوبة بشيء من الغيظ داخلي وانا استمع الى بعض من الادعية والابتهالات الحارة العذبة في التلفزيون السعودي والتي كانت تُلقى بصوت مذيع رخيم عميق يبعث الخشوع والجلال في النفس ولكن بما ان التلفاز هو ابن الصورة المدلل، كان لابد من مشاهد حية نابضة تشارك في صناعة تلك الاجواء الروحانية، فاختار معدُّ تلك الفترة مشاهد تصيب العين بالانكسار وتفتقد ذلك الانسياب والهارموني بين العين والاذن,, فهناك سرب من الأوز الكندي يحلق فوق شلالات نياجرا وبحيرات تعجُّ بالبجع وقوارب الصيد,, ثم ينتقل المشهد ليبرز قطيعاً من حيوان البفلو الضخم يتهادى في اودية تعمق مشاعرنا بالغربة وعدم الانتماء,, كل شيء بحاجة الى اخلاص ونظرة جمالية مخلصة,, أما عملية السلق وترميم الامور كيفما اتفق فهي لا تؤدي في النهاية إلا الى مزيد من العبث والحشو,,
والسؤال هنا: ما الذي يمنع المصورين الاعزاء في تلفزيون الرياض بالتقاط آلات التصوير وعيون شفافة وافئدة متوقدة ومن ثم التربص بمئات اللقطات الجميلة والنادرة في الطبيعة من حولنا، أي نحن وما يمثلنا ويبرزنا، لا ان نظلَّ في حالة اعتماد أبدي ومؤذٍ على ما يصنعه الآخرون، بينما تظل الغالبية منّا أسرى المقاعد الوثيرة، والمكاتب المغلقة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

المتابعة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.