Sunday 2nd January, 2000 G No. 9957جريدة الجزيرة الأحد 25 ,رمضان 1420 العدد 9957



بوح
نعم للدروس الخصوصية
ابراهيم الناصر الحميدان

أعرف بأن العنوان سوف يضايق الدكتور محمد الرشيد الذي يقود سياسة التعليم ببسالة في محاولة منه لمسح آثار المواد الدراسية التي لم تعد تواكب مرحلتنا الحضارية او على الاقل تطلعاتنا المستقبلية انما المصارحة هي اجدى من غرس وجوهنا شأن النعامة فالمستوى التعليمي مازال متدنيا لاسيما في بعض المواد التي في قائمتها الاولى المواد الرياضية وهي التي تحتاج الى التركيز والبعد عن الهرطقة والثرثرة التي لا مندوحة من تجاوزها كما ان المواد العلمية ليست في المستوى المأمول لمن يدرسونها ولهذا فاننا نصارع حتى ينال الابناء الدرجات التي تؤهل للمروق من عنق الزجاجة بل ونحن نستعين بمدرسين خصوصين من خارج دائرة التعليم والغريب ان هؤلاء لم يدرسوا وسائل التعليم ومع ذلك فالبعض منهم افضل من المدرسين في مراحل معينة من سعوديين وغير سعوديين اعني ناحية الشرح وغرس المعلومة رغم انني اؤمن بالتخصص انما عندما يأتي الابن يشكو لوالده من ضعفه في مادة معينة فمن حق الاب ان يلتفت يمنة ويسرة بحثا عن الحل فيجد الكثيرين ينصحونه بالمدرس الخصوصي وربما ذكروا له اسماء مهندسين وموظفي شركات اشتهر عنهم نجاح الطلبة الذين درسوا على ايديهم فلهذا السبب ليعذرنا معالي الوزير ان نحن بادرنا الى مساعدة ابنائنا الطلبة في تلك المواد الجافة التي يفشل بعض الاساتذة المدرسين في شرحها كما يجب لكي يستوعبها الابناء فيحصلون على الدرجات التي تؤهلهم للحصول على كرسي في المراحل التالية ولاننسى ان نسبة النجاح تتحكم في مستقبل الطلبة وهذا امر لا غبار عليه وكم اود ان يمارس معالي الوزير بعض الضغوط على الجهاز التعليمي حتى يختار الوسيلة التي تجعلنا نكتشف اين الخلل في بداية العام الدراسي عن طريق التفتيش والدورات التدريبية والتحرك نحو التعليم الخاص وشطب المواد النظرية والتركيز على المواد العلمية وزيادة التخصصات في مراحل عليا بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي وامامنا شعوب فقيرة في جنوب شرق آسيا بما فيها الصين ذات المليار نسمة التي تنافس دولا عظمى مثل الولايات المتحدة واوربا فلماذا لا نستفيد من تجارب هذه الدول في مجال التكنولوجيا وعلوم الفضاء وسداها بل ونجعل بعثاتنا الى تلك المناطق بدلا من الدول الحالية امريكا واوربا اننا مدعوون الى ان نمارس اي تحرك يخدم مستقبل الاجيال حتى وان نالوا المتاعب في بعض دراساتهم العملية في المصانع والورش طالما ان ذلك سوف يحقق طموحات امتهم التي تنشد ملاحقة تلك المجتمعات الفقيرة ماديا والغنية في صناعاتها ورجالاتها بعيدا عن الاضواء بل يكفي ان دولة صغيرة مثل (هونغ كونغ) تنافس صناعاتها المقلدة اعظم صناعات الدول الكبيرة ولها نسبة كبيرة في السوق العالمية وليس في هذا الاتجاه اي خلل طالما يخدم الاقتصاد الوطني وينمي دخلها القومي وهناك وسائل كثيرة لتنمية المواهب والقدرات نستطيع تجربتها في هذا الاتجاه من بينها الزام الوكالات الكبيرة بابتعاث مواهب من الشباب للتدريب في مصانع تلك الوكالات التي تغرق اسواقنا بصناعاتها فلا نستفيد نحن اكثر من ان نكون اسواقا استهلاكية.
لا أجهل بأن الدكتور محمد الرشيد هو اولا وقبل كل شيء مواطن من هذه الارض الطيبة يفكر مثلنا بهذه المهام الصعبة والمعادلات التي لا تغيب عن ذهن اي مفكر يتطلع الى آفاق المستقبل التي لا حدود لها في وجه هذه الاكتشافات والسعي العالمي لتقدم الصفوف اذ لم تكن امريكا قبل بضعة قرون اكثر من شعوب غير متجانسة وحد بينها الاتجاه نحو استغلال الثروات والامكانات المتاحة لديها كما ان المانيا واليابان دولتان عانتا من سنوات الحرب وجشع حكامهما الذين استنفدوا معظم قدراتهما الاقتصادية في حروب ومغامرات كما يفعل اليوم بعض الحكام العرب مثل صدام حسين الباحث عن مجد هلامي دفع شعبه ثمن مغامراته شأن الدكتاتوريين في العالم الذين مسح التاريخ مجرد ذكرهم بسبب اضرارهم التي جرت الدمار والخيبات على شعوبهم.
والحمد لله ان شعوب منطقة الخليج تلتف حول قادتها الذين يفكرون بمستقبلها سواء في وجود البترول او نضوبه ذات يوم وهذا التوجه الواقعي هو الذي يجعلنا نرفع الاصوات الداعية الى استغلال ثرواتنا بتوجيه هذا الشبيبة من الاجيال الذين صعقتهم الدراسات النظرية فاصبحوا اليوم خارج التنافس اذا لم يبادروا بأخذ دورات علمية تؤهلهم لشق طريق المستقبل الذي لن يكون إلا للجادين فقط والله الموفق.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

المتابعة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.