Sunday 2nd January, 2000 G No. 9957جريدة الجزيرة الأحد 25 ,رمضان 1420 العدد 9957



أسماء آل نصر : المرأة السعودية تستطيع تطوير نفسها من خلال تطوير عملها
لمياء الصقر : على المرأة أن تواكب التطور بتنمية ثقافتها الذاتية
فوزية راجح :بالتعليم والتدريب ننهض بقدرات المرأة تفعيلاً لأدوارها

* أين موقع المرأة في تكوين الأسرة,؟
على المرأة ان تحتل المقدمة في بناء الاسرة المسلمة فهي اللبنة الاولى والنواة للبناء الاسري والاجتماعي فهي الأم والاخت والابنة والزوجة للرجل والزميلة في العمل.
* لكن ما المقومات التي تؤهلها لهذا الموقع المهم؟
حتى تضمن قدرتها على اداء هذا المجهود العظيم فعليها التسلح بالعلم والتدريب المستمر حيث حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليم النساء فقد خصص لهن يوما يلقاهن فيه وخصص لهن بابا من ابواب المسجد سمى بباب النساء: فكيف الآن وقد افتتحت المدارس والمعاهد والجامعات بتبني التخصصات العلمية والادبية.
والتعليم لا يكون فقط بأمور الدين الاساسية بل ايضا في الاحتياجات الدنيوية التي تؤهلها لتكون من الامهات العاملات بأسس التربية السليمة لاطفالهن وشؤون منازلهن فمجال عمل المرأة مباح ما دام في اطار المحافظة على الشريعة الاسلامية.
نماذج مشرفة
* عمل المرأة هو بيت الداء,, ما تقييمك لهذه المقولة؟
هذه المقولة خاطئة جدا,, والمرأة تستطيع ان تؤدي اعمالا لا يستطيع الرجال القيام بها شرط الا يتعارض ذلك مع طبيعتها ولا يعيقها عن دورها الاسري, والاسلام لا يتعارض مع حق المرأة في العمل خارج المنزل من حيث المبدأ: لهذا وجب تهيئة المجال واتاحة الفرصة لعمل المرأة على ان يكون هناك توازن بين متطلبات هذا العمل ومتطلباتها الاخرى من مسؤوليات اسرية واجتماعية، حيث مارست المرأة التطبيب والتمريض منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كأم عطية الانصارية التي اشتهرت بممارسة الطب في الجاهلية واستمرت على ذلك بعد اسلامها فعنها قالت (غزوت مع رسول الله سبع غزوات فكنت اصنع لهم طعامهم واخلفهم في رحالهم واداوي الجرحى واقوم على المرضى),, وهناك رفيدة الاسلمية والشماء بنت عبدالله القرشية وغيرهن بعد عهد رسول الله.
* من خلال عملك,, كيف ترين واقع المرأة السعودية؟
اراها في تقدم مستمر فالكثير منهن يتطلعن للدراسات العليا والعمل والتدريب المستمر: إلا انها محددة بتخصصات معينة تلائم طبيعتها ومسؤولياتها الاخرى في اغلب الاحيان، حيث انشئت اول كلية للطب عام 1387ه بجامعة الملك سعود وانشىء قسم خاص للطالبات عام 1394ه ومنها تم تتابع الكليات الطبية في مختلف انحاء المملكة لخدمة المجتمع السعودي.
* في رأيك ,, من هي المرأة الناجحة,,؟
هي المرأة التي تستطيع موازنة الحياة العملية ذات الطابع المتقدم بنجاح وان كانت بخطوات بطيئة مع مسؤولياتها الاسرية والاجتماعية دون ان تطغى احداهما على الاخرى وان تكون لها خطى ثابتة معطاءة في جميع مسؤولياتها.
* كيف تستفيد المرأة من الانترنت,؟
استعمال الانترنت يجب ان يكون تحت تخطيط للفائدة الخاصة والعامة للعمل والثقافة البناءة وليس للمتعة الزائفة فعلى صفحات الانترنت نجد آخر الدراسات العلمية والاخبار الطبية والابحاث ونجد ما هو غير ذلك.
* عطاء المرأة في مسيرة النماء,, كيف يمكننا تقييمه,؟
بما نراه ونسمعه اليوم من تقدم المرأة السعودية في شتى المجالات وزيادة اعداد الطالبات الملتحقات بالجامعات في مختلف المجالات العلمية والادبية وكفاءتها في اداء مهامها الوظيفية.
* ما رأيك بتحرير المرأة حسب المقولات التي نسمعها,؟
لا يوجد ما يسمى بتحرير المرأة ؟ فالمرأة محررة منذ ان جاء الإسلام في ظل الشريعة والدين الاسلامي,.
* الى أي مدى استطاعت المرأة العاملة التوفيق بين واجباتها,؟
بالنسبة لنا كطبيبات فهذا صعب وعلى الطبيبة الا تكون في موقف لا تستطيع معه الا ان تختار بين العمل او الاسرة.
ونظرا لتعدد مسؤوليات الطبيبة فلا بد من وجود مواصفات خاصة لعملها مثل ساعات العمل والمناوبات الليلية والابحاث العلمية المتتابعة ومقدرتها الفعلية على ان تكون طبيبة منتجة فالطبيبة تحاول في الغالب ان تختار العمل ذا المسؤوليات المحددة الذي يوفر لها الوقت والجهد حتى تستطيع انجاز المهام الاخرى في الحياة الاسرية والاجتماعية.
والطبيبة السعودية استطاعت ان تثبت وجودها في الظروف الصعبة المحيطة بها اجتماعيا واسريا وعمليا.
* وماذا عن اشكالية الدوام والراتب,؟
يعتمد دوام ساعات العمل في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة بالمملكة على دوامين منفصلين وهذا ما يبعث بالتعب والجهد والمشقة على الكثير من الطبيبات وهيئة التمريض وذلك من ناحية الالتزام في الغالب بالتوقيت المسائي خاصة بوجود الاطفال,, اما الطبيبات اللاتي يعملن بنظام الدوام الواحد فالغالبية منهن ترتبط بالمناوبات الليلية التي على الطبيبة قضاؤها في المستشفى.
اما عن الراتب الشهري فلا اعتقد انهن يواجههن مشكلة في ذلك وذلك لأن الكادر الصحي تساوى به الطبيبات والاطباء.
* يقال ان المطبخ عدو المرأة التاريخي,, ما ردك على ذلك؟؟
لا اعتقد ان هذه المقولة صحيحة,, فالمرأة هي المسؤولة عن صحة وابدان وعقول اطفالها وزوجها فكيف بالطبيبة.
* كيف يتم تأهيل المرأة السعودية عن طريق الادوار التي تؤديها الجمعيات؟
من فتياتنا اللاتي لم يستطعن الالتحاق بالكليات والجامعات لاسباب خاصة بهن فالجمعيات تقدم العديد من الدراسات العلمية والادبية التي تؤهل الفتيات للمستقبل.
* وكيف تؤكد المرأة السعودية دورها الحضاري ونحن على مشارف قرن جديد,؟
بالمسيرة الثابتة الخطى وان تلتزم بمزاولة المسؤوليات العملية والاسرية في آن واحد.
* كثير من الاعمال سمح للنساء بممارستها, هل كفلت هذه الاعمال تطورها الكامل والممارسة الحرة لمواهبهن,؟
ماذا تعني كلمة الممارسة الحرة لمواهبهن, على الموهبة ان تصقل بالعلم والدراسة والبحث والا تترك هكذا,.
* كيف نستطيع ان نضمن مجيء أجيال متماسكة وذات اخلاق رفيعة؟.
اذا تأسس المنزل على التربية الإسلامية واتباع الدين الحنيف فهذا يعني نشئا متماسكا ذا اخلاق سامية,, وهذا لا يعتمد فقد على الامهات العاملات في مجال التربية فقط,.
لمياء الصقر: ميادين متعددة للعمل النسوي
وفي لقاء مع لمياء الصقر علاقات عامة بمركز سعد الصانع لتقويم النطق والسمع للاطفال المعاقين قالت:
حملة سمو الأمير نايف لسعودة الوظائف لها اثر ومردود ايجابي لدى كافة المؤسسات والشركات والقطاعات المختلفة فعمل المرأة لا يقتصر على التعليم إذا كانت الرئاسة العامة لديها اكتفاء ذاتي حيث هناك مجالات واسعة امام المرأة السعودية وميادين عمل متعددة.
* اين موقع المرأة من المجتمعات؟.
للمرأة مركز متقدم في البناء الاجتماعي، فهي الأم ركيزة المجتمع واساس وجوده، وما لهذا الدور من اثر بالغ في صلاح اية مجتمع.
وعموماً المرأة استطاعت ان تشغل مكانة كبيرة في البناء الاجتماعي وفي كافة المجالات الحياتية المختلفة وقد اثبتت جدارتها ونجاحها في كل المناصب والوظائف التي تشغلها.
* وما الأدوار الجديدة التي يجب ان تؤديها المرأة؟.
في عصرنا الحالي ونحن في مطلع قرن جديد على المرأة ان تكون مواكبة للتطور، عن طريق تنمية ثقافتها الذاتية بصورة مستمرة من اطلاع ودورات تعليمية، ندوات، نشاطات، والاندماج بفئات المجتمع المختلفة لكي ينعكس عطاؤها الايجابي على عملها ومجتمعها ابتداء من اسرتها.
* وكيف ترين واقع المرأة السعودية حالياً؟.
واقع المرأة السعودية في تطور، وهي بحاجة الى دعم اكثر ليبرز دورها حتى تغدو مستقبلاً بإذن الله مثالاً للمرأة العصرية.
* ومن هي المرأة الناجحة في نظرك؟.
هي القادرة على الانجاز الفعال في عملها مع القدرة على تحقيق التوازن المطلوب في ادارتها المنزلية وبناء علاقات اجتماعية ناجحة.
ديننا أنصف المرأة
* ما تقييمك لما يتم الترويج له من تحرير للمرأة؟.
المرأة في ظل ديننا الاسلامي السمح ليست بحاجة الى ان تتحرر, لان الله جل شأنه قد حررها في كتابه المنزل واعطاها جميع حقوقها وانصفها وجعلها في اعلى المراتب انسانياً واجتماعياً.
* وماذا يعني لك يوم المرأة العالمي؟.
لا يعني لي شيئاً، لانه يوم المرأة في الغرب ويعني يوم حصولها على حقوقها, اما في بلدنا فنحن مكرمات بحقوق لم تنلها لحد الآن النساء الغربيات.
فوزية راجح: التركيز على التربية
وترى فوزية راجح، اخصائية اجتماعية ان المكانة التي للمرأة أن تشغلها في البناء الاجتماعي تشمل كل ما يتعلق بالجانب الاجتماعي والانساني مع التركيز على الجانب التربوي والأمني.
* كيف نستطيع النهوض بقدرات المرأة من اجل تفعيل ادوارها؟.
بالتعليم والتدريب نستطيع ذلك حتى تغدو في المجتمع الانساني عضواً كاملاً له حقوق وعليه واجبات قادرة على اظهار كل ما اوتيت من نشاط، وعلى المجتمع المتفهم والمتعمق في النواميس والقوانين التشريعية الاسلامية المتعلقة بالمرأة وما لها وما عليها.
* أين موقع المرأة السعودية اليوم؟.
ما زالت في بداية المشوار وما زالت تحتاج لثقة الجميع.
* كيف تقومين تجربة المرأة السعودية بالمساهمة في مسيرة التنمية؟.
اقومها بزيادة الوعي نحو فتح مجالات اكثر للمرأة ودخولها ميادين لم يسبق لها ان دخلتها سابقاً.
العدالة مطلوبة
* راتب الزوجة,, كيف يتم صرفه؟.
في ظل الظروف الصعبة الراهنة لا بد من تضافر الجهود بين الرجل والمرأة لتسير مسيرة الحياة على خير ما يرام صحيح ان الرجل ملزم بالصرف خاصة اذا كانت المرأة لا تعمل وغير موظفة, ولكن ان كانت عاملة فالمسؤولية تحتم عليها المشاركة والمساهمة والتعاون والعطاء لان العائد في النهاية يظلل الأسرة السعيدة فالعدالة مطلوبة بالنسبة للطرفين باختصار بالحب يكون العطاء بلا حدود.
* هل هنالك ادوار يمكن ان تؤديها الجمعيات في خدمة المرأة؟.
طبعاً للجمعيات دور كبير في التفكير في ما يمكن ان يقدم للمرأة لزيادة تأهيلها وتدريبها وتعليمها لمساعدتها على حل مشاكلها.
* كيف تؤكد المرأة السعودية على دورها الحضاري على مشارف القرن الجديد؟.
تؤكده بالتمسك بدينها وعقيدتها والجهد والتحصيل العلمي.
نورة الرحيمي: المرأة صانعة الرجال
الاستاذة نورة الرحيمي مديرة مدرسة تحدثت عن مكانة المرأة فقالت:
المرأة لها مكانة عظيمة ودور منذ زمن بعيد فالمرأة هي صانعة الرجال الذين هم أمل ومستقبل الأمة وهذه رسالتها التي خلقت لها ولكن ذلك لا يمنع ان تكون عضواً كاملاً له حقوق، وعليه واجبات من خلال العمل الوظيفي بشرط ان توفق بين العمل والمنزل وان كان ذلك قليلاً جداً، ولكن ذلك لا يمنع ان يكون هناك نساء جمعن بين الاثنين بنجاح باهر، وان كان ذلك في كثير من الأحيان على حساب أعصابهن، وهناك بعض النساء برزن وتفوقن على الرجال في بعض المجالات العملية.
* عمل المرأة بيت الداء,, ما رأيك؟.
ليس عمل المرأة هو بيت الداء فنحن نشاهد نساء غير عاملات وليس لديهن دور في منازلهن يعتمدن على الخادمة والمربية والسائق والطباخ, على عكس المرأة العاملة التي تستيقظ مع أبنائها وتشرف عليهم بنفسها وتوصلهم الى مدارسهم ونرى ان العمل بضغوطه اعطاها جانباً ايجابياً وهو خلق حالة الاصرار والتحدي الذي صقل شخصيتها وأكسبها خبرة ساعدتها على النهوض بمسؤولياتها، وقادها لمزيد من النجاح.
* وكيف يمكن للمرأة الارتقاء الى اعلى؟.
يمكنها تطوير قدراتها ومهاراتها من خلال تطوير نفسها وهذا بالفعل ما يحدث, ونراه الآن, ولكن لن يتسنى لها ذلك كلياً, الا اذا اعترف الرجل بعطائها ودورها, وعليه ان يساعدها, ويبرز دوره في تربية الأبناء، ومساعدة هذه الأم التي اصبح في وقتنا الحاضر, تربية الابناء هو العبء الكبير الذي تحمله على اكتافها، في حين أن بعض الآباء تنحوا عن بعض ادوارهم في تربية الأبناء مما قادها الى ان تقوم بدور الأم والأب معاً.
* ما تقييمك لواقع المرأة السعودية؟.
واقع المرأة السعودية مشرف لانها متمسكة بالشريعة الاسلامية السمحة، وعملت في المجالات التي تناسبها وأجادت كامرأة مسلمة مصونة فمثلاً عملت في مجال رائع وهو التعليم الذي هو من اسمى الأعمال وأرقاها وفي مجال طبيعتها التي حباها الله بها وهي التربية وهذه التربية، التي سبقها اسم كلمة التعليم، تربية وتعليم، وكلاهما يسيران في خط معاً ويصبان في مجرى واحد وهو رفع شأن المجتمع، بكل فصائله.
* والمرأة الناجحة؟.
المرأة الناجحة هي التي تصنع الأجيال، الأبناء هم آباء وامهات مستقبل هذه الأمة وأملها, ولا يمنع ان استطاعت ان تعمل وتوفق بين دورها كأم مربية وامرأة عاملة, فما الفائدة ان لم تستطع التوفيق بينهما، تنجح في العمل وتبرز دورها, تاركة وراءها بيتها وأولادها دون رقيب ودون حضور يذكر, فالمرأة الناجحة هي القادرة على التوفيق بين هذا وذاك.
شقائق الرجال
* واين المرأة من المشاركة التنموية؟.
المرأة السعودية اثبتت قدرتها في مسيرة التنمية فهي معلمة وطبيبة، وموظفة، وتاجرة، ولها حق في فتح المجالات التي تناسبها كأمرأة واكرر لا بد لبعض الرجال الاعتراف بدورها الفعال والأخذ بيدها لأن النساء شقائق الرجال, وعليهما مسؤولية تربية الأبناء، فرغم ان المرأة اكثر تحملاً وصبراً لتربية الأولاد واعباء المنزل بالاضافة الى اعباء العمل, الا ان الرجل لا يأبه في بعض الأحيان بهذا كله وبدأ يستفيد من عملها خارج البيت ويطالب ببعض مدخولها ويحرص عليها دون أن يكون له حق, فأين القوامة اذن وبهذا تكون المرأة ساهمت بالكثير في مسيرة التنمية.
أجادت ولكن!!
* ما تقييمك لالنوعية في اداء المرأة؟.
المرأة اجادت العمل بل في كثير من الأحيان برزت فيه وتفوقت على الرجل ولكن يبقى الرجل هو الرجل في طبعه حيث يصعب ان يؤكد لها هذا الدور، وانا اتحدث هنا عن المرأة والرجل في العالم ككل.
* ما مدى الضرورة الفعلية للعمل بالنسبة لبعض النساء؟.
بعض النسوة اذا تطرقن في الحديث عنهن, نراهن في الحقيقة لسن بحاجة الى العمل وبقاؤهن في منازلهن افضل لهن, فمنهن من تباهي بالوظيفة لتحسس البعض ان لها دوراً في المجتمع ناسية ان دورها الحقيقي هو بيتها, فنحن من منابر المدرسة نرى بعضهن يهربن من البيت للعمل وأؤكد كمديرة لمدرسة لها خبرة 33 عاماً في مهنة التربية والتدريس ان بعضهن لا يفلحن في العمل ولا ينجزن فيه، ويا حبذا لو تعود لبيتها واطفالها او تبحث عن عمل يناسب واقعها التي تعيشه لاننا عملنا المستحيل لتقويم بعضهن من خلال المحاضرات والاجتماعات لكن قد نستطيع ان نؤهل بعضهن اما البعض الآخر فلا حياة لمن تنادي.
* هل استطاعت المرأة العاملة التوفيق بين مسؤولياتها؟.
استطاعت المرأة ان توفق بين العمل وان لم يكن جميع العاملات كذلك، كانت هنالك سلبيات ناتجة عن عمل المرأة لا تساوي الدخل الذي تحققه مقابل الاعباء التي تلقى على كاهلها, ولا تساوي الوقت الذي تقضيه بعيداً عن بيتها، ففي هذه الحالة بيتها وأولادها أولى بها، ولكن لا يعني ذلك عدم وجود الكثيرات ممن وفقن بين عملهن والبيت وعطاؤهن جاد ومستمر وفعال دون ان ينظرن حتى الى نوع الدخل والمردود المادي وهؤلاء هن اللاتي يحتاج العمل لهن.
* دوام المرأة العاملة,, هل عليه ملاحظات؟.
ارى ان الدوام في حالة التدريس مثلاً لا يشكل على المرأة عبئاًخصوصاً وهي تعود الى بيتها قبل زوجها وابنائها تقريباً وتقوم باستقبالهم وكأنها لم تغادر منزلها ولكن الطبيبة هي المظلومة حقاً ولا بد من تدخل المسؤولين لحل مشكلة دوامها حتى تقوم بدور الأم والزوجة فأنا مثلاً اتمنى ان تدرس ابنتي الطب ولكن عندما انظر الى حال الطبيبة ارى انه يستحيل ان توفق بين بيتها وعملها فكيف لامرأة ان تخرج من بيتها صباحاً ولا تعود الا ساعات معدودة ظهراً متعبة مرهقة منهكة ثم تعود لعملها مساء, وتأتي وابناؤها وزوجها نيام, فمستحيل هذا الذي يحدث ولو كل امرأة فكرت ان تجلس وتترك مهنة الطب فأين الطبيبة؟؟, خاصة وان هناك بعض التخصصات لا بد من وجود المرأة المسلمة, ويلاحظ عدم وجود فرص الترقية في جميع وظائف المرأة مما يجعلها تشعر بالاحباط فيجب ان يراعى ان من لها خدمة طويلة وعطاء كثيرا وكبيرا من حقها ان ترقى السلم الوظيفي الذي يتناسب مع ظروفها وعمرها ومشوارها المضيء.
* (حقوق المرأة العاملة مهضومة من الزوج الذي يقتسم معها دخلها) ما حقيقة هذه المقولة؟.
هذه المقولة تقول نصف الحقيقة, فهناك من لا يشاركن وان شاركن فمجبرات تسليماً لتسير الأمور طبيعية بينهما وتسلم من ازعاج الزوج لها, وانا في رأيي ان كان دخل الزوج لا يكفي فما المانع من مشاركتها ومساعدتها لزوجها, وإلا ما الفائدة من عملها وترك بيتها خصوصاً وان الحياة الزوجية مشاركة بين الطرفين واقول ان تشارك لا ان تدفع نصف راتبها له فهذه مشكلة والحديث يطول المهم المشاركة بقناعة من الطرفين.
* للجمعيات دور كبير في تأهيل المرأة السعودية,, كيف ترين ذلك؟.
نعم ارى ذلك حقيقياً الى حد ما وعلى الرجل مساندتها لتكون عضواً فعالاً في هذه الجمعيات التي تحاول تطويرها في جميع المجالات.
* عمل المرأة قد يفسد الأبناء,, ما رأيك؟.
لا بد من حضور الأم الدائم فعلى المرأة العاملة ان تضع في حسابها التضحية فليس من المعقول ان تترك ابناءها صباحا ثم تعود لترتاح ظهراً ومن ثم تبدأ ممارسة حياتها من زيارات وتجول في الاسواق وللذهاب للكوافير والخياط ,,,الخ، بل عليها ان تعطي بيتها النصف الثاني من وقتها كاملاً, الجلوس بالبيت حتى ترعى ابناءها وزوجها ولايعني ان الامهات العاملات هن اللاتي اولادهن لا يجدون متابعة بل هناك امهات لا يعملن ولكن ليس لهن دور يذكر في تربية ابنائهن وهذه هي المصيبة فالعيب إذاً ليس بعمل المرأة انما المرأة نفسها بتخلفها وجهلها.
د, هدى: الدوام الطويل هو المشكلة
وتقول د, هدى كنفر طبيبة عامة مستشفى الخبر الحكومي ان عمل المرأة ليس هو بيت الداء ولكن المشكلة في ساعات العمل الطويلة التي تقضيها خارج بيتها الى جانب النظرة اللامنصفة لعمل المرأة.
* كيف نستطيع إعداد المرأة لتكون مؤهلة لتربية الأجيال بعيداً عن السلبيات؟.
بتربيتها على مبادىء الدين الاسلامي التي تجعل المسلم ذكراً كان أم انثى فرداً فعالاً في بناء المجتمع (أليس هو خليفة الله في الأرض).
* هل استطاعت المرأة العاملة التوفيق بين العمل والبيت؟.
المرأة العاملة هي الأكثر احساساً بالمسؤولية من غيرها وبالتنظيم تستطيع ان توفق بين البيت والاولاد والزوج ولكنها ما زالت تحاول ان تثبت وجودها بالرغم من الظروف الصعبة التي لا تدرك عظم الأعباء الملقاة عليها.
* ساعات الدوام والراتب,, كيف يتم التوفيق بينهما,, من واقع تجربتك العملية؟.
يعتبر العمل في وزارة الصحة بالكادر الفني عملاً صعباً عليها لطول ساعات العمل الطويلة بعيداً عن منزلها اما بالنسبة للراتب الشهري فلا فرق هناك بينها وبين الرجل الذي يعتمد على مقياس المؤهل العلمي.
* ماذا يعني لك يوم المرأة العالمي؟.
لا يعني لي شيئاً.
* كيف يتم تأكيد الدور الحضاري للمرأة العاملة,؟.
بالتمسك بالشريعة الاسلامية وتطبيقها على حياتنا المقبلة ايضاً لأن الاسلام صالح لكل زمان ومكان، والزيادة من التحصيل العلمي بما يتوافق معها وزيادة مداركها ومعارفها بالاطلاع الدائم لتواكب التطورات في ظل ديننا الحنيف.
* وكيف يمكن للجمعيات الاسهام في الارتقاء بالمرأة؟.
عن طريق برامج التعليم والتدريب المستمر للمرأة وحل الصعوبات التي تواجهها بما يتوافق والدين الاسلامي.
* كيف نعد المرأة لتربية الاجيال الصالحة؟.
علينا بتربيتها على الدين الاسلامي وجعله واقعاً ملموساً في حياتها ترجع اليه في جميع امورها وتأخذ من الحضارة ما يتوافق مع دينها وتترك منه اللامفيد, والبدء بالاطفال وتربيتهم التربية الاسلامية الصحيحة التي تتسع لكل جوانب الحياة.
خاتون العوامي: السعودة تعزيز لمكانتنا
اما خاتون العوامي منسقة التمريض مسؤولة عن ركن الأمومة والطفولة بمركز الرعاية الصحية الاولية بالقطيف مركزي صحي (1) فتقول:
لقد كانت حملة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لدعم السعودة ناجحة للغاية بحيث شعرنا ان هذه الحملة لتعزيز مكانة المرأة السعودية.
* أين مكانة المرأة السعودية في مجتمعها؟.
مكانة المرأة في المجتمع مكانة عظيمة فهي تحظى برعاية سامية تحت ظل شريعة سمحة, واصبحت بتعليمها وثقافتها وعملها عضواً نافعاً في بناء المجتمع السعودي له حقوق وعليه واجبات.
* كيف ترتقي المرأة بقدراتها؟.
تستطيع تطوير قدراتها عن طريق الممارسة السليمة لجميع مجالات عملها وتثقيف وتعليم نفسها.
* هل عمل المرأة هو (بيت الداء)؟.
ليس صحيحاً,, فإذا كان عملها يتماشى مع ميولها وبما ينص عليه ديننا الحنيف فلا مانع من عمل المرأة لتنفع مجتمعها وتكون عضواً نافعاً.
* في نظرك,, من هي المرأة الناجحة؟.
المرأة الناجحة في نظري هي التي توفق بين عملها واداء واجبها نحو بيتها وأبنائها دون ان تترك خللاً في جانب وتنجح في الجانب الآخر فالنجاح هو توافق العمل والمنزل وهذا ما نسعى له.
المهيزعي تشارك ببحث
وشاركتنا الاستاذة فوزية عبد الله المهيزعي مديرة التوجيه التربوي بالخبر ببحث قيم وقمت بدوري بأخذ مقتطفات مهمة من هذا البحث للاستفادة.
فمن اهم نتائج البحث الموظفة السعودية بين ايجابيات وسلبيات العمل ودورها الأسري :
أولاً: دوافع العمل للمرأة:
1 الطموح.
2 الحاجة المادية.
3 القضاء على وقت الفراغ.
4 عدم وجود اطفال ووجود وقت كاف.
5 انشغال الزوج.
6 القيام باعمال ضرورية لا تقوم بها الا المرأة كتعليم البنات وتمريض النساء.
7 عدم زواجها.
8 مساعدة الزوج في مهام الحياة.
9 ، مظهر اجتماعي.
ثانيا: إيجابيات عمل المرأة:
1 زيادة دخل الأسرة.
2 تمكنت المرأة من الاستفادة من شهادتها العلمية,.
3 زيادة الايدي العاملة السعودية وتحقيق الاكتفاء.
4 رد الجميل للدولة حيث انفقت على تعليمها.
5 القضاء على وقت الفراغ.
6 اكتساب خبرات تساعد المرأة على تنظيم شؤونها الاقتصادية والاجتماعية.
7 انشغال المرأة في العمل يقلل من خلافاتها الزوجية.
8 تكسب المرأة الموظفة شخصية وثقة بالنفس.
9 يساعد العمل بالنسبة للمرأة الموظفة في ايجاد فرص التكافؤ بينها وبين افراد اسرتها.
ثالثاً: سلبيات عمل المرأة
1 اعتماد الاسرة على الخادمة في قضاء شؤون المنزل.
2 عدم استقرار الطفل نفسياً حيث يكون في الصباح لدى المربية او تأخذه الأم الموظفة لدى الحضانة او لدى سيدة تدفع لها راتباً شهرياً.
3 اعتماد الأم على المربية في تربية اطفالها مما يؤدي الى تعلق الأطفال بالأم المربية وليس الأم الوالدة.
4 تعاني الزوجة الموظفة من الارهاق الجسدي والقلق النفسي لأن مسؤوليات العمل اضطرتها الى الانشغال عن زوجها وتناسي بعض حقوقه.
5 تأجيل فكرة الانجاب عند البعض او تحديد فترة زمنية.
6 تتصف الأم الموظفة بصفة الجدية وتفقد على مر الأيام لغة الحوار ومداعبة الصغار والقدرة على حل مشاكل الكبار.
7 المرأة في السابق قبل دخول مجالات العمل اكثر اهتماماً بمنزلها.
8 شعور بعض الأزواج بأنه اقل مكانة اجتماعية من الزوجة نظراً لزيادة راتبها عن راتبه.
9 ضعف الصلة بين الزوجين لضعف احتياجها المادي لزوجها.
10 الاعتماد على الوظيفة مما يشغل الوقت عندها وجعلها لا تبالي بالعودة او الطلاق عند حدوث مشاكل بينهما.
11 انفاق الزوجة راتبها فيما لا يفيد.
12 عزوف الشباب عن الزواج من الموظفة لانشغالها في حياتها الوظيفية وعدم تفرغها لزوجها واسرتها.
13 ضعف العلاقات الاجتماعية مع الاقارب.
رابعاً: من صعوبات العمل
1 المواصلات،
2 عدم توافق دوام الزوجة مع دوام زوجها.
3 الملل من روتين العمل والمنح.
ومن مزايا العمل:
1 اجازة امومة لمدة شهرين.
2 اجازة سنوية واسبوعية.
3 رياض اطفال للعاملات.
وبعد:
وعلى ضوء ما تقدم من اسطر,, تتضح الأدوار المهمة التي تضطلع بها المرأة سواء على صعيد البيت او على صعيد العمل في المرافق المختلفة، حيث لا يمكن تصور عدم المشاركة النسائية في كثير من القطاعات كالتعليم والصحة وغيرها.
وعلى الرغم من ان هناك انحيازاً للدور الأسري للمرأة وبقائها في البيت، لكن هناك اقراراً بوجود الكثير من الضرورات التي ترفع من اهمية مشاركة المرأة في عجلة النماء بالوطن، مع وجود اجماع آخر على ضرورة ان يكون عمل المرأة مؤطراً بضوابط الشريعة الاسلامية وان تراعى خصوصية المرأة سواء على مستوى ساعات الدوام او على مستوى مواعيد فترات المناوبة.
والمرأة السعودية وهي تضطلع بأدوار مزدوجة تمزج فيها بين اداء واجبها الاسري والبيتي، والمشاركة الفعلية في نهضة بلادها,, تقدم نموذجاً رائعاً للمرأة المسلمة الملتزمة المؤهلة والقادرة على تقديم اقصى درجات الجهد استشعاراً منها بالواجبات المنوطة بها، واسهاماً منها في الارتقاء بحياة اسرتها ومجتمعها الى اعلى الدرجات.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

المتابعة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.