Monday 3rd January, 2000 G No. 9958جريدة الجزيرة الأثنين 26 ,رمضان 1420 العدد 9958



تستخدم لزيادة إنتاج البيوت المحمية,, والمزارعون لايلتزمون بالفترة المحرمة بعد الرش
الكيماويات المهرمنة تؤدي للإصابة بالسرطان والعقم وفقدان المناعة
الاستخدام العشوائي للمبيدات خطر يهدد صحتنا وبيئتنا ومياهنا الجوفية

تحقيق : سعيد آل عيد
العشوائية دائماً تبنى عليها الكثير من السلبيات والإنسان يعد الكائن الوحيد الذي يتدخل في التأثيرات على البيئة التي تضم الحيوان والنبات والإنسان نفسه سعياً لتكييف وتسخير موجوداتها لصالح معيشته اليومية, والمبيدات والكيماويات لها استخدامها اليومي في حياة المزارعين ولكن الشيء الذي يرفضه المجتمع هو الطريقة التي يستخدمها اولئك المزارعون انفسهم بعيداً عن الطرق الفنية السليمة التي تعمل على حماية صحته وصحة البيئة بشكل عام وفي هذا التقرير نصور للقارىء الكريم الاساسيات في التعامل مع المبيدات المنتشرة بشكل واسع وهذا التقرير حصيلة نقاش مع اختصاصيين في مجالي الزراعة والطب.
وقبل البدء في مناقشة هذا الموضوع نتحدث اولاً عن المبيدات ونذكر بانها كثيرة الانواع ولكن نذكر الاكثر استخداما بين المزارعين وهي: مبيدات فطرية، ومبيدات فسفورية، ومبيدات حشرية، وهي لعلاج الكثير من الاصابات التي تصيب النباتات ويعتبر مرض المن ومرض الكروس ومرض القشرية في النخيل هي الاكثر شيوعا.
ويعتمد تحضير المبيد وتركيزه تركيزاً مناسباً حسب (نوع الاصابة ونوع النبات وعمر النبات) وينصح عند الرش باتباع عدة طرق يبنى عليها سلامة مستخدم المبيد عند الرش وذلك بارتداء ملابس خاصة بالرش وكذلك اقتناء القفازات والكمامات عند الرش مع غسل اليدين بعد الرش مباشرة بالماء والصابون والمسارعة للمستشفى اثناء حدوث اصابة.
وحرق العلب الفارغة بعد الاستخدام بعيداً عن المساكن وردمها في حفرة.
الفترة المحرمة وطرق حفظ المبيد
يمكن حفظ المبيدات بتوفير المكان المناسب الذي يتصف بصفات هي: أن يكون المكان جيد التهوية وان تكون مساحته واسعة وان يكون بعيداً عن اماكن السكان.
ويرى ذوو الاختصاص في مجال الزراعة ان الفترة المحرمة وهي المدة من بعد الرش الى قطف الثمار مهمة جداً من حيث استفادة النبات من المبيد للقضاء على الاصابة وكذلك انتهاء مفعول المبيد الذي قد يؤثر على الإنسان والحيوان بعد اكل المنتجات الزراعية قب انتهاء المدة المحرمة.
وتعتمد فترة المدة المحرمة على نوع ودرجة تركيز المبيد وكذا نوع النبات حيث لكل نبات فترة معينة ومحدودة.
لذلك نجد ان الفنيين الزراعيين ينصحون دائما عند رش بعض المزروعات ان يكون الرش بعد الحصاد مباشرة حتى تستغرق الفترة المحرمة اثناء النمو مثال ذلك البرسيم والكراث كما ينصحون بتكرار الرش مرة أخرى في الخضراوات بعد (15 يوماً) في حالة الاصابة وكذلك عدم استخدام المبيد عالي التركيز الا بواسطة الطائرات وخاصة عند رش الخضراوات.
سلبيات الإفراط في رش المبيد
وعشوائية الاستخدام لجهل المستخدم بطريقة التحضير والاستخدام تبنى عليها سلبيات كثيرة تضر بحياة الطبيعة على الارض وتفصيل ذلك كما يلي:
اولاً(النبات): الزيادة تؤدي لحرق النباتات و التقليل لايفي بالغرض في معالجة الاصابة.
ثانيا(الحيوان): يخضع تأثير المبيد على الحيوان لتناوله المزروعات قبل انتهاء المدة المحرمة او بعد الرش مباشرة لعدة عوامل لإظهار خطورة تأثيره ونعددها كالآتي: نوع النبات من حيث الورق وقابليته للترسب وكذلك عمر النبات اثناء تناول الحيوان له وايضا قوة تركيز المبيد اثناء الرش وكذلك نوعية المبيد المستخدم.
كما أن تأثر الحيوان بالمبيد يعتمد على عدة خصائص منها: سن الحيوان حيث يختلف تأثيره على الصغيرة والكبيرة والمعمرة والعشار وكذلك الحالة الصحية للحيوان فكلما كانت جيدة فان المقاومة تكون كبيرة بعكس اذا كانت رديئة وخاصة عند الاصابة بالطفيليات وكذلك كميات الاكل التي اكلها الحيوان اضافة لذلك حالة المعدة اثناء الاكل من حيث خلوها من اي طعام أياً كان نوعه.
الآثار علىالإنسان والحيوان
كيف تتأثر منتجات الثروة الحيوانية بالمبيد بعد تناول المزروعات؟
- الاجابة عن هذا السؤال تتلخص في ترسب بعض المبيدات في اجزاء من الحيوان كالكبد والكلى ونخاع العظام والطحال لفترة طويلة ولا تتأثر بالحرارة عند الطهي، وهناك بعض المبيدات يزيد تأثيرها التسممي اثناء الطهي كما ان بعض المبيدات يتم افرازها في اللبن فور اصابة الحيوان بالتسمم.
بينما ينقسم تأثير المبيدات على الإنسان إلى تأثيرين مباشر وغير مباشر والتوضيح كما يلي: التأثير المباشر: يكون عن طريق امتصاص الجلد للمبيد اثناء الرش وكذلك الاستنشاق وهو اكثر شيوعاً لدى المزارعين اثناء موسم زرع البطيخ (الحبحب) وهذا يؤدي الى التهابات في الجهاز التنفسي.
التأثير غير المباشر: يكون هذا التأثير عن طريق تناول الثمار والخضراوات بعد قطفها قبل نهاية المدة المحرمة وكذلك تناول المبيد من قبل الاطفال والعمال وغيرهم لعدم وضع المبيد في المكان المخصص له والإفراط في شرائه بكميات هائلة.
أعراض إصابة الإنسان
اما الاعراض التي تصيب الإنسان بعد تناول المبيد سواء كان بطريق مباشر او غير مباشر فتنقسم الى عدة حالات هي:
حالات بسيطة واعراضها: سعال تدميع العين - اهتزاز الرؤية - عرق غزير آلام بالبطن قيء.
حالات متوسطة او شديدة واعراضها: عرق غزير انخفاض في ضغط الدم نهجان وصفير بالرئتين الم بالبطن اسهال شديد.
حالات شديدة جداً وهي تنتج عن تناول المبيد عن طريق الخطأ واعراضها: افرازات غزيرة من العرق القصبة الهوائية تفرز إفرازات كثيفة تدمع القناة الدمعية بكثافة بطء شديد في ضربات القلب والنبض ضيق في حدقة العين زرقان بالجسم الموت وذلك نتيجة هبوط في التنفس.
المياه الجوفية وتأثير المبيد
كما أن الافراط في استخدام المبيدات بطرق عشوائية له تأثيره على المياه الجوفية السطحية وتعتبر هذه الظاهرة قليلة الحدوث نسبياً حيث يتحكم في ذلك مايلي:
- تسرب المبيدات الى جوف الارض يكون بفعل الجاذبية الارضية وذلك من خلال التصدعات في سطح الارض.
- إضافة المواد التي تذيب المواد الكيميائية الصلبة بكميات كبيرة حيث تعمل تلك العوامل على اختلاط المبيدات بالمياه فتصبح احد مكوناتها والتي يستخدمها الإنسان بعد حفر الآبار في شربه وسقي حيواناته وري مزروعاته ولايمكن الكشف عن ذلك الا بواسطة المختبرات.
الإسعافات الأولية وأهميتها
الرش باستخدام المبيدات المختلفة يحتم على القائمين به من المزارعين أو عمال الرش التابعين لوزارة الزراعة والمياه او المؤسسات الزراعية معرفة طرق الإسعافات الاولية عند الإصابة والتي منها:
خلع ملابس المصاب فوراً من على الجسم وحول الرقبة.
غسل الجسم بالماء ولعدة مرات حتى زوال المبيد من عليه.
وضع منفس (AEIWG) غير الهوائي على المصاب.
حقن المصاب في الوريد بالازربين مباشرة.
المسارعة بنقل المصاب الى اقرب مستشفى بسرعة.
من أجل سلامة الجميع
وحول التدابير التي يمكن بها تجنب تلك المخاطر او التقليل من اثارها يقول: (المهندس/ عبدالله ال راكان) تتركز تلك التدابير فيما يلي:
تفعيل وسائل الإعلام المختلفة لبيان خطورة هذه المشكلة.
التركيز على الطرق الإرشادية الأخرى مثل الزيارات المزرعية والمحاضرات والندوات والدورات التدريبية وذلك لتوصيل المعلومات المطلوبة ولعل من اهمها توعية المزارعين بعدم تسويق منتجاتهم إلا بعد انتهاء فترة التحريم وكذلك عدم استعمال المبيدات بعد انتهاء فترة صلاحيتها لعدم كفاءتها لمكافحة الآفات.
على المزارع الا يقوم باختيار المبيد بنفسه اوبواسطة احد المزارعين كذلك عدم الانجراف خلف الإعلانات المروجة لبيع المبيدات.
- اخذ الاحتياطات اللازمة عند نقل المبيدات واستعمالها وتخزينها.
- اتباع طرق المكافحة المتكاملة لمكافحة الآفات (كيماوية، بيولوجية ، زراعية,, الخ) وكذلك التقليل من استخدام المبيدات والاقتصار على الاستخدام عند الضرورة القصوى.
- ايجاد الية لمراقبة بيع وتوزيع هذه المبيدات والتأكد من خلو المنتجات الزراعية من بقايا المبيدات قبل تسويقها من خلال الجهات الحكومية ذات العلاقة.
مضار الكيماويات الممزوجة بالهرمونات
وتصنف الكيماويات المضاف إليها الهرمونات من انواع الاسمدة ويهدف المزارعون من استخدامها وخاصة في البيوت المحمية إلى زيادة حجم المنتجات المزروعة، زيادة اخضرار الاوراق، والمساهمة في سرعة النمو وسهولة الاستخدام وسرعة استجابة النبات لها.
خطر الإفراط في الاستخدام
وينتج عن الافراط في استخدام تلك الكيماويات عدة اضرار هي على النحو التالي:
اولاً النبات: ينتج عن الافراط في الاستخدام وبشكل غير علمي فقدان المنتجات القيمة الغذائية.
ثانياً: الإنسان والحيوان: يؤدي سوء استخدام تلك الكيماويات لظهور عدة امراض يتساوى الإنسان والحيوان معاً للاصابة بها ومنها: امراض السرطان وانخفاض نسبة الخصوبة وتأخير في عملية النمو واجهاد جسم الحيوان وجهاز المناعة بحيث يصبح الحيوان عاجزاً عن مقاومة الامراض واصابة الكبد والكليتين والطحال بامراض مختلفة, وظهور تشوهات جنينية والتأثير على القيمة الغذائية لمنتجات الحيوان.
الأسمدة العضوية
ويعدد: المهندس عبدالله آل راكان انواع الاسمدة العضوية الى اربعة اقسام هي على النحو التالي:
- الاسمدة الحيوانية (البلدية): وهي عبارة عن مخلفات الحيوانات والطيور والدواجن التي تحتوي على كميات من العناصر الغذائية الضرورية للنبات وتعتبر من أهم الاسمدة لذلك يجب الاهتمام بطريقة تحضيرها ونوعية مكوناتها.
- مياه الصرف الصحي: ربما تكون آمنة بشرط معالجتها للتأكد من التخلص من المواد الضارة والميكروبات المسببة للامراض بعد ذلك يمكن استخدامها في ري المزروعات فقط.
- الاسمدة الخضراء: وهي عبارة عن نباتات تزرع او تحرث في التربة ومن اهمها المحاصيل البقولية التي تقوم بتثبيت النيتروجين الجوي في التربة حيث انها تعتبر عنصراً غذائياً ضرورياً لنمو النبات ويتم ذلك بواسطة انواع معينة من البكتريا العقدية الجذرية وتعتبر من افضل الطرق لامداد النبات بعنصر النيتروجين الفعال كذلك تتميز هذه النباتات بقدرتها على تحسين صفات التربة الفيزيائية والتركيبية والكيميائية,وهناك انواع أخرى من الاسمدة العضوية مثل: دم الحيوانات المجفف مسحوق اللحم المجفف مسحوق السمك المجفف مخلفات المزرعة النباتية بعد اضافة مواد منظمة ومنشطة.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.