Tuesday 4th January, 2000 G No. 9959جريدة الجزيرة الثلاثاء 27 ,رمضان 1420 العدد 9959



ترانيم صحفية
إنهم لم يسمعوا عن الألفية؟!
نجلاء أحمد السويل

تصور ان تجرى مقابلات تلفزيونية لعدد من الجمهور في احدى القنوات العربية حيث يطرح المذيع سؤالاً على بعض الافراد حول تصورهم او فكرتهم عن مشكلة الالفية واذا بأحدهم يحاول التحدث بالانجليزية حيث اشار مفاد حديثه الى انه لم يسمع قط عن مشكلة الالفية اطلاقاً ولم تختلف اجابة هذا الشخص عن غيره اللهم ما عدا تحدثه الخاص بالانجليزية!! وهذا مايدفعني الى طرح سؤال هام وهو هل وصلنا الى هذا المستوى من التفكير الاجوف وما فائدة الانجليزية التي يستخدمها فلان وفلان للتملق ولفت النظر وادعاء الثقافة دون ان يستغلها في الالمام بالمزيد من المعلومات المفيدة مثلاً وحتى من لايستخدم الانجليزية لم لايحاول ان يثقف نفسه من مصادر عربية فلم تكن مشكلة الالفية مشكلة بسيطة او أمرا عابرا لقد كانت ازمة عالمية تجتاح العديد من متطلبات الحياة الرئيسية كالماء والكهرباء والهاتف وغيرها فهل بهذه البساطة نغلق عقولنا وافئدتنا عما يتحرك له العالم من حولنا,, ولا ادري قد يجهل الكثير منا فعلاً مقدار التكاليف التي بذلها العالم بلا استثناء مقابل اجتياز هذه الازمة من أجل توفير مايحتاجه الانسان في حياته لخدمة رئيسية كما ذكرت, واذا كان البعض يعتقد انها احتفال لابد من تتويجه بالفرح فهي لاتعني ذلك بمقدار ماتعنى انها انجاز علمي عبر العالم بها مشكلة كادت ان تعيق الخدمة البشرية فيما يخص جوانبها التقدمية التكنلوجية الآلية,اذاً مازلت ألوم وأعاتب الفرد العربي على استهانته بمثل هذه الامور التي لابد من ان تأخذ حيزاً من تفكيره ووعيه فلايكون متلقياً فقط لايدري مايدور حوله سوى ان يعلق بصره في سلوكيات تافهة قد يصدرها العالم من حولنا وانما لابد من ان يتعلم والعلم واجب ولازم من اجل رقي الفرد وسعادته,, نعم هو لابد من ان يتعلم ومشكلة الالفية لاتخص فقط مختص الحاسب او من يتعلق عملهم به وانما هي تتعلق بك انت كفرد لا ان ننتظر فقط ان تقدم لنا خدماتنا (بالعصا السحرية) ونقطب ملامحنا وانفسنا اذا حدث ما قد يحدث مصادفة فيها من خلل وانما لابد من ان نعي كم دفعت بلادنا من اجل تجاوز هذه المحنة العالمية كم بذلت من الجهود التي تصدرها العديد من شبابنا المكافح في اعمالهم لتخطي هذا الحدث فالامر لايستحق ان نغمض اعيننا عنه ونغلق علينا ابوابنا حتى اطفالنا لابد من ان نوعيهم ونعلمهم ونثقفهم ولانشحن عقولهم بمالابد من ان يشتروه في العيد فحسب ليدوروا في دوامة انانيتهم ومصالحهم الشخصية وينحصروا فكرياً ونفسياً فلنفهم الفكرة ونجعلهم يفهمونها , نحاول ان نبسطها لهم ونشرح لهم مايصنع بلدهم من اجلهم وما يقدمه له وطنهم لننمي لديهم حب العطاء والانتماء ونغرس فيهم المشاركة الوجدانية انطلاقاً من محدودية تفكيرهم وسجيتهم ونظرتهم,نحمد الله حقاً انها مرت بسلام ولم يصب اي من العالم بأذى او مكروه او تعرقل في الخدمات او الاتصالات اوما شابه ذلك وختاماً فقد لوحظ أن الفكاهي في الامر ان العديد من الناس حاولوا تبديل جوالاتهم بجوالات جديدة لمجرد انها الالفية ودون معرفة السبب التكنلوجي الحقيقي الامر الذي لم يكن له اي داع اطلاقاً بل ويشير الى انحصار تفكير بعض الناس في امور لاتتجاوز المصلحة الشخصية دون معرفة المشكلة اصلاً فهل نضيف هذه كورقة ايضاً لنشير الى اهمية تثقيف الفرد لذاته قبل الاقدام على اي خطوة قد لايكون لها اي جدوى,,؟ اعتقد اننا نحتاج حقاً لتوعية انفسنا فيما يتجاوز هواتفنا الجوالة على الاقل!!
والله ولي التوفيق

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

البرازيل 2000

القوى العاملة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.