Tuesday 4th January, 2000 G No. 9959جريدة الجزيرة الثلاثاء 27 ,رمضان 1420 العدد 9959



حملة الخير والسخاء لمواساة الإخوة الشيشانيين
د,خليل بن عبدالله الخليل

نجحت الحملة التي نظمتها اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة كوسوفا والشيشان في التلفزيون السعودي القناة الأولى مساء السبت 17/9/1420ه لجمع التبرعات من اجل إغاثة المسلمين الشيشانيين الذين شردوا من ديارهم بالألوف, استمرت الحملة خمس ساعات في افضل الاوقات من الساعة العاشرة مساءً إلى الثالثة صباحاً في بث مباشر بمشاركة عدد من المشايخ والدعاة والمسؤولين والكتاب,, لمناقشة أحداث الشيشان ووضعها في إطارها الفكري والديني والحضاري الصحيح,, تحت شعار الشيشان المأساة والإغاثة .
استطاعت الحملة أن تحقق الكثير الكثير من الأهداف التي ترغب فيها الدولة وتطلبها الدعوة وتستحقها المأساة وينتظرها الناس,, موظفة الشاشة الفضية لإيصال رسالة الضمير الحي إلى كافة المجتمعات مشارق الارض ومغاربها.
إن ماحققته الحملة,, بفضل الله وتوفيقه كان رائعاً ومثلجاً للصدور المؤمنة، والقلوب الحية المتألمة، حيث انه أثار في النفوس المشاعر التي ينبغي الاتخبو حيال مأساة إنسانية موجعة, لم يكن لدى اللجنة المشتركة التي نظمت الحملة سوى اقل من عشرة ايام لتنظيم الحملة، ومع ذلك استطاعت ان تحقق الكثير,,سواء من الناحية المادية أو من الناحية المعنوية.
استطاعت أن تجمع إلى حين كتابة المقالة أكثر من (62) مليون ريال مع ان ما أعلن أثناء انتهاء الحملة قرابة (44) مليون ريال الا أن الكثير من الذين ايقظتهم الحملة واثارت في نفوسهم المشاعر الكامنة تجاه القضية أودعوا في حساب اللجنة ماجادوا به صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً مواطنين ومقيمين,, مع عدم قدرة الكثيرين على الاتصال لكثرة الاتصالات وعدم استيعاب الخطوط الهاتفية للكم الهائل من المكالمات اثناء الحملة.
قدّمت النساء الكثير للحملة فبلغت أطقم الذهب اكثر من (300),, وهي لم تدخل بعد في الحساب، لذا مازالت ارقام المبالغ التي يمكن ان تحسب للحملة في ازدياد ولله الحمد.
لقد استجاب الناس من اصحاب الدخل المحدود والبسطاء بل والفقراء للحملة فقدموا الكثير لها,, ولاشك أن ذلك ينم عن تاثير الحملة عليهم مما حدا بابنة لان تقدم علبتين من انسولين امها، وقد أخذ ذلك التصرف العفوي المخلص موقعه في نفوس الناس فأثر عليهم،ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يقبل منها ويأخذ ذلك الرمز موقعه عند رب العالمين الذي قال في محكم كتابه العزيز (فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره).
ثُم إن ماقدمه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للحملة خمسة ملايين دولار كان افتتاحاً كريماً، وحافزاً موفقاً أعطى الحملة التشجيع، والامل, كما أن دعماً سخياً من صاحب فضل ومروءة لابد ان يحمل في فؤاده الكثير من معاني النبل والسخاء بلغ مليون دولار في النصف الاول للحملة، وتتابع الخير ليقوم راعي الحملة وموجه دفة اللجنة المشتركة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز بتقديم مليوني ريال، وليقدم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي لن تنساه البوسنة والهرسك ولن تنساه الصومال الذي رعى حملات الإغاثة لها مليون ريال، وليقدم انسان محسن كريم,, أو محسنة كريمة تابعت الحملة فانعشتها بعشرة ملايين ريال,, هذا واشترك اصحاب السمو مع ابناء وبنات وطنهم في إغاثة الشعب الشيشاني المسلم الذي احاط به الموت من كل مكان.
كلمة شكر للاستاذ عبدالرحمن الجريسي الذي يذكر اسمه عند ما تذكره مناسبات الجود والذي قدم نصف مليون ريال كما أن الشكر يقدم لصاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبدالعزيز الذي قدم (100)الف دولار من البرنامج الإنساني الذي يرعاه لدول الخليج، وكذلك صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الامير الوليد بن طلال الذي قدم مليون ريال، وصاحب السمو الامير تركي بن جلوي، ومؤسسة الشيخ ابراهيم آل ابراهيم، وصاحب الإبل، والمحسن النقي الذي قدم (500)الف ريال نقداً وحملها إلى ستوديو التلفزيون، وغيرهم من المحسنين والمحسنات الذين شاركوا بسخاء في حملة النصرة والإغاثة ممثلين بذلك مجتمعهم العربي المسلم السخي الذي لا تمر مناسبة من مناسبات الجود والعطاء إلا ويشارك فيها باعتبار ذلك واجباً دينياً وإنسانياً.
لقد حققت الحملة الكثير لنا ولإخواننا في الشيشان أما بالنسبة لنا فهي قيام بالواجب ومشاركة بالمال والمشاعر لإخوة تجمعنا بهم رابطة الإسلام الخالدة المقدسة,, مطهرين بذلك النفوس من الشح ومظهرين للعالم بلا وجل ولاخجل تعاطفنا مع المظلومين المشردين، ومشجعين للآخرين في العالم علّهم يهبون لإغاثة الشيشانيين الذين مزّقت الحربُ أوطانهم وشردت ذويهم وأرملت نساءهم وأيتمت اطفالهم في وقت يحتفل العالم بمرور الألفية الثالثة منفقين الملايين على مظاهر ومراسم البهجة.
ثم ان هناك بعض المسلمين الذين دائماً يتساءلون عن الجهد السعودي في خدمة القضايا الإسلامية! وما حققته الحملة التي انسابت بعفوية هو خير اجابة تهم في الدرء عن عرض مجتمعنا بكل قطاعاته الرسمية والشعبية.
استطاعت الحملة ان تبلغ رسالة مجتمع النصرة والإغاثة بدون تكلّف أو جعجعة أو تشدق لتمثل صفحة مشرقة من صفحات الإغاثة السعودية التي امتدت لاكثر من ثمانية عقود.
أخيراً كلمة شكر اود ان اقدمها للعاملين في التلفزيون السعودي واخص منهم الاساتذة المذيعين الاربعة سليمان العيدي، مزيد العتيبي، عبدالله الشهري، وفهد الحمود، وكذلك مدير العلاقات العامة,, على مجهودهم وحماسهم لإنجاح الحملة فلقد أبلوا بلاء حسنا, امامعالي الدكتور عبدالرحمن السويلم وفريقه المخلص الدكتور ماجد التركي والدكتور محمد البشر ومن شارك معهم في التخطيط والتنفيذ فلقد كانوا نعم الفريق الحريص على انجاح الحملة وتوجيهها الوجهة الصحيحة, وكم سُررت عندما رأيتهم يستدعون سيارة مرور عندما أرادوا مغادرة مبنى التلفزيون حفاظاً على الأمانة من مكتسبات الحملة من مال وذهب ومواد عينية من باب اعقلها واتكل فلهم جزيل الشكر وصادق الدعاء وهنيئاً للجميع على البذل المتتابع السخي، وعلى الجهد المخلص الناجح في هذه الليالي الرمضانية المباركة التي استقبلنا بها الألفية الثالثة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

البرازيل 2000

القوى العاملة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.