Tuesday 4th January, 2000 G No. 9959جريدة الجزيرة الثلاثاء 27 ,رمضان 1420 العدد 9959



لما هو آتٍ
لكِ وحدكِ

6
أجل,.
أنتِ وحدكِ التي أحب,, والحب بكِ يُعَمِّرُ كلَّ شيءٍ في الوجود,.
حين تبسمين,, كلُّ الحياة تبتهجُ فرحاً ونوراً,.
وأنتِ,, كنتِ ولا تزالين حجاباً من نور، أقصيتِني به عن كل مظلم، جعلتِني في منأى عن الحزن,, مسحتِ بطيفكِ الرؤى فتحولت لوحةُ الحياة الى ما يُدِرُّ البهاء والنقاء,, الحياة بكِ جليّةٌ,, لله ما أروع ذلك الشعاع الذي تنثرينه في الطرقاتِ,, أتذكرين,, حين توقفتِ ذات يوم تحملين مشعلكِ، تلوِّحين للمارّين، سألتُكِ يومها: كيف تفعلين بهذا الشكل؟,, كيف توقدينه دوماً؟,, كيف تكونين للجميع، وأنت لي وحدي؟,, أشرتِ الى صدركِ؟ فهمتُ لحظتها أنه مصدر النور، توقدين منه مشعلكِ,, لكنكِ تبسمت حينها وقلتِ: أنتِ من يملأ صدري، وحين أُوقِدُ النور للجميع، فلأنكِ التي تضيئين في هذا الصدر، لا أدري كيف فرحتُ لحظتها لأنك منحتِني حسّاً شاملاً بكلِّ الناس,, فأحببتُ كل الناس، وحين أجدكِ مشغولةً بالآخرين عني,, أدري أنني معكِ، لأنك ترين الآخرين من خلالي، كما أصبحتُ أرى كل شيء من خلالكِ,.
يا سيدة العطاء الذي لا ينضب,.
أتذكرين قطرة العطر وهي تمدُّ مشعلكِ بالوقود؟
ذات لحظة، حين جاءت الفراشةُ، وحَطّت فوق القنديل، قُمتِ تنشدين وتهزجين، فتوقف الليل وأنفاسه، وشهق الصباح وزفراته، واصطخب البحر وموجاته، وانساب النهر وصفحاته، وحركت العصافير أجنحتها، وأرسلت الغيمات بقطراتها، وتنفست الأرض ببراعمها، وانشقت الصخور عن نباتها,, ووقفت العيس تحنُّ وتئنُّ، صوتكِ الشاعري وهو يُنشدُ ويهزج فعل كل ذلك, أما أنا فلا تدرين كم أكون في كل مرةٍ أسمعك إلى كيانٍ متنامٍ، متجددٍ، وكيف أكون,, تَعَرّفتُ على ذاتي حين عرفتكِ وأنت منذ البدء تعرفينني، ومنذ ذلك أعرفكِ.
حين تأتين، تقبل الحياة.
وحين تدبرين، تتركين أثركِ,, شيئاً منكِ، وعنهما تستمدُّ الحياةُ حياتَها,, يا سيّدتي.
الحياة جميلةٌ بكِ، لأنكِ رمز الجمال، أنتِ قصة الصدق التي لو قرأتها على الناس منذ ان خلقهم الله والى حين يبعثهم,, يتعلمون منك الصدق، لذلك لا أفكر لحظةً أنكِ خيال، أو وهمٌ,, أو ستتلاشين.
فلن يتلاشى الصدق لأنه حقيقة، والحقيقة لا تصبح خيالاً، والحقيقة لا تتحول الى وهمٍ، أتدرين أنكِ في عمقي تبنين جذوراً لا تُهَدُّ، وترسمين دروباً لا تُغلق, وترسلين إشاراتٍ لكل خطوة قادمة؟
أحبُّ أن أراكِ دوماً,.
وحين لا يكون,, لا تغيبين,, لأنكِ دوماً تتوارين.
حين تأتين,, أفرح,, أفرح,.
وأنتِ، تحبين الفرح الذي ينعشني,, ويسعدني,, ويحييني,.
أنتِ لا شك تدرين تماماً,, بأنكِ التي تسعدينني وتحيينني,.
لذلك تعالي,, تعالي ولا تتواري خلف الشهب أو السحب، أو الكلام، أو الحلم امتطي إليَّ كلَّ المراكب,, واعبري نحوي كافة المعابر,.
لا تغيبي,, ففي غيابك,, غيابٌ لفرحتي,.
على الرغم من أنكِ ماثلةٌ دوماً معي,.
لكنكِ منذ أن ذهبتِ,, جئتني ثم غبتِ,.
كيف تقدرين أن تكوني هناك,,؟!
وأن أكون هنا,.
وفيما بيننا درب من الكلام الذي لا ينتهي؟
اللحظة فقط,.
أريد أن أراك في كل حرف,, وفي كل كلمة,, وفي كل جملة,, لأنكِ النور الذي يمضي عليه قلمي فوق الصفحة,, في وقتِ,, تعمُّ فيه الغوغاء، والناس تفقدُ,, وأنا بكِ أمتلك كلَّ شيء.
و,, أسعدُ,.
فهلاَّ أنشدتني شيئاً من النور,, تمررين به مشعلكِ فوق الرؤى,, وحول الكون الذي نعيش ,,, ؟,.
كي يعيش كل شيء,, في وضح الضوء,, وبهجة الفرح ,,,؟
د, خيرية إبراهيم السقاف


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

البرازيل 2000

القوى العاملة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.