Tuesday 4th January, 2000 G No. 9959جريدة الجزيرة الثلاثاء 27 ,رمضان 1420 العدد 9959



شارف على الانتهاء
كيف قضيناك يارمضان؟

عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
شارف شهر رمضان المبارك على نهايته بعد ان حل ضيفا علينا طوال الأيام الماضية وقد كان خير ضيف حمل لنا معه إن شاء الله المغفرة والثواب والاجر المضاعف كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار) وها هو رمضان يودعنا اخيرا الى لقاء باذن الله لن يطول بعد ان كان طيلة ثلاثين يوما ضيفا عزيزا كريما فهلا وقفنا لحظة تأمل مع النفس لنراجع انفسنا وتصرفاتنا قبل ان تمر السنون من بين ايدينا سريعا بحيث لا نعلم بعدها هل سيكون للعمر بقية وهل سيحيا الانسان منا الى رمضان القادم ليستغل فيه نفحاته الرمضانية العطرة وروحانيته التي يستظل بها المسلم، ولنسأل بعضنا البعض ماذا قدمنا في هذا الشهر الفضيل طالما انه لايزال دينا المتسع من الوقت لنحاسب انفسنا ونسترجع من كل يوم مضى سلبياته وايجابياته نقف فيها وقفة صادقة مع النفس قبل ان نضع فيه رؤوسنا على الوسادة ونغط بعدها في نوم عميق لا نعرف هل نستيقظ منه ام يكون هو آخر عهد لنا في هذه الحياة الدنيا اننا لو تأملنا المسميات لعرفنا ان كلمة دنيا تعني وجود حياة اعلى منها ألا وهي الحياة الاخرة يوم لايموت الانسان فيها ولا يحيا فيحاسب عندها عن كل عمل قام به او ذنب اقترفه في يوم لا يستطيع النكران فيه والجحود لانه وبمشيئة الله ستشهد عليهم ارجلهم وايديهم والسنتهم بما كانوا يعملون، واستغلال هذا الشهر الكريم فرصة عظيمة للمسلم لا تعادلها فرصة اذا استغلها بالصلاة مع الجماعة في المسجد وقيام الليل وقراءة القرآن والاكثار من الدعاء والتضرع الى الله عز وجل فهذا يكون كمن خرج من تجارة بمكسب كبير، وهناك في المقابل من يمر عليه شهر رمضان كمرور الكرام دون ان يستفيد منه في شيء فيحرم بذلك نفسه من الاجر والثواب,, واحوال الصائمين في رمضان تختلف من شخص لآخر بحسب التصورات التي يضعها البعض في مخيلته عن هذا الشهر الكريم بسبب الفهم الخاطىء لامور الدين واغلب هذا الفهم ليس جهلا وانما تكاسلا وتهاونا فيها ومن ذلك ان البعض والعياذ بالله لا يصلي ولا يمسك المصحف طوال العام واذا اقبل رمضان كان من العابدين الزاهدين يصوم ويصلي ويكثر الدعاء والصدقات واذا ودعنا رمضان بدأ شيئا فشيئا بالتهاون في اداء الصلاة والعبادات حتى ينتهي به المطاف الى العودة مرة اخرى الى سابق عهده الذي كان عليه، وهناك من الاشخاص من يمضي نهاره في النوم العميق مضيعا بذلك العديد من الصلوات المفروضة وبعد ان يستيقظ فقط للافطار يبدأ بقية اليوم في السهر المتواصل مع الاصدقاء في الاستراحات والمقاهي في لعب الكرة والبالوت وشرب الدخان والشيشة ومشاهدة برامج الفضائيات الهابطة التي جعلت من شهر رمضان المبارك خيما رمضانية ليست لتلاوة القرآن والذكر واطعام صائم وانما للغناء والرقص والمسابقات وشرب المعسل، والبعض من الصائمين من يمسك في نهار رمضان عن الطعام والشراب ولكنه يشرك مع صيامه السباب والشتم وقذف اعراض الناس وافتعال المشاجرات والمشاكل على اقل الاسباب، واخر او لنقل اخرى تنقل النميمة بين الناس وتغتاب عباد الله الآمنين المطمئنين في بيوتهم وتثير الفتنة والبغضاء بينهم فهل راجعنا انفسنا بعد انتهاء هذا الشهر الفضيل لعل وعسى ان نتدارك بعض سلبياتنا في رمضان القادم اذا امد الله في اعمارنا، داعيا الله عز وجل ان يتقبل صيامنا وقيامنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

البرازيل 2000

القوى العاملة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.