Thursday 6th January, 2000 G No. 9961جريدة الجزيرة الخميس 29 ,رمضان 1420 العدد 9961



الفنانون في قائمة المتهمين بالتقصير
مازال الفن التشكيلي في الرياض يحتضر

يجد المتابع للنشاط التشكيلي المحلي فوارق كبيرة بين منطقة واخرى ويمكن لهذا المتابع ان يقف كثيراً امام واقع هذا الفن حينما يجد ان اغلب النشاط وحركة المعارض وتفعيلها تبرز في المنطقة الغربية وتحديداً في مدينة جدة حتى اصبحت رمزاً جمالياً على المستوى العربي والعالمي ابتداء من كل ما تقع عليه العين مروراً بالكورنيش الذي يزداد بالاشكال الجمالية العالمية وقوفاً في قاعات العرض المختلفة التي تحتضن العديد من المعارض التشكيلية خلال العام باكمله.
واذا عدنا لبحث التقصير في المناطق الاخرى ولتكن الرياض هي المحور او المنطلق الاهم كونها العاصمة للمملكة وعاصمة الثقافة العربية لهذا العام ونطرح السؤال القضية لماذا الرياض اقل جمالاً تشكيلياً وهذا ما نحتاج فيه لإجابات كثيرة ومن اشخاص عدة في مقدمتهم امين مدينة الرياض .
ومن رجال الاعمال,, واذا كان مثل هذه الاجابة تحتاج لوقت طويل وطرح اكثر شمولية رغم تكرار ذلك المطلب وعدم وجود اي مؤشر لحل ما يعترض لها فان امامنا امرا آخر لا يقل اهمية عن سابقه وهو دور الفنانين التشكيليين في الرياض, وخصوصاً أولئك الذين حفرت اسماؤهم في نجومية الريادة لهذا الفن في هذه المنطقة الكبيرة والذين ساهموا في بداياتهم بالكثير من الخطوات التي كان لها دور في تأسيس الحركة التشكيلية السعودية عامة وفي الرياض خاصة,, ويمكن ان نستعرض تلك الاسماء ومنها الفنان علي الرزيراء والفنان سمير الدهام والفنان عثمان الخزيم والفنان محمد المنيف والفنان عبدالجبار اليحيا والفنان سعد المسعري والفنان سعد العبيد والفنان خالد العبدان والفنان محمد الرصيص والفنان ناصر الموسى والفنان فهد الربيق والفنان فهد الحجيلان.
وغيرهم ممن كانت بداياتهم مؤثرة وفاعلة عبر اقامة المعارض الشخصية في وقت لم يكن هناك لهذا الفن من جمهور مثل ما له في هذا الوقت وعند تقريب عدسة المجهر قليلاً يمكن لنا ان نتعرف على اولئك الجادين في المساهمة باقامة معارض شخصية ادت دورها في تعريف الجهود والمسئولين بأهمية اللوحة وقيمة العمل الفني ومنهم الفنان سعد العبيد والفنان عبدالجبار اليحيا والفنان محمد المنيف والفنان عثمان الخزيم كما لا ننسى المعارض الثنائية في ذلك الوقت بين الفنانين مروراً بما قدمه رائد الفن السعودي الفنان الراحل محمد السليم من دور مازال هو الافضل والاهم في تاريخ هذا الفن على مستوى المملكة عامة وعلى مستوى الرياض خاصة بجانب دوره في دعم مثل تلك المعارض وفنانيها اذاً فالقضية اصبحت في مرمى اولئك الفنانين المنشغلين بأمور حياتية مازلنا مؤملين في انقضائها رغم انها ليست بهذا القدر من السوء لتمنعهم من تحريك النشاط واعادته للمنافسة,, وليكن الزملاء الفنان علي الرزيزاء والفنان سمير الدهام والفنان سعد المسعري والفنان عثمان الخزيم في مقدمة من يتحمل مسؤولية هذا التردي والتقصير في وقت نحن في حاجة ماسة لعودتهم للمعارض الشخصية الفردية اولاً وللمعارض الثنائية والرباعية او الجماعية.

خلافات لا مبرر لها
ومن المؤسف ان نسمع جميل الكلام وروعة الثناء حينما يلتقي فنان مع زميله او عند التساؤل عن عدم وجود الالتفاف وتسمع ما يسيء حينما يتفرق الجمع او يفترق الاثنان ومن المؤسف ان يكون هذا التوتر مستمراً رغم وصول غالبية فناني الرياض الى مرحلة عمرية تحتم عليهم مراجعة العقل قبل العاطفة,, ومن ثم العودة لما هو اهم وهو الوطن وخدمته والرفع من شأنه كل في تخصصه ولكون هذا الفن احد روافد العطاء الثقافي والابداعي واحد رموزه التي يفاخر بها في المحافل الدولية.

معرض الرياض وتجميد المبادرة:
وعند العودة ايضاً لتلك الفترة النشطة نتذكر ويتذكر الكثير المعرض التشكيلي الاجمل في سياق ما يقام من معارض هو معرض الرياض التشكيلي والذي اقيم عام 1409ه في قصر طويق بالرياض وكانت فكرته حلماً رواد أولئك الفنانين الرزيزاء الدهام المنيف البدر العبيد فكانت نتيجته رائعة وتنظيمه اروع والاحتفالية به كانت بمستوى ما قدم فيه من اعمال وكان هو الاول والاخير ولم يعد هناك ما يمكن ان يبقى في الذاكرة او يثير اهتماما او يغري بالمشاركة عدا ما يقام من معارض رسمية.

الذاتية في مقدمة الأسباب:
ولنكن اكثر قرباً من هذا الوقع المؤلم لهذا الفن وفي العاصمة الرياض التي يعتز كل من يعمل لها وبها كما هي مدننا الاخرى في هذا الوطن الا ان الرياض لها وهجها ونكهتها واهميتها ولذلك فالمسؤولية كبيرة وما يجب القيام به لا يمكن ان يحدث في هذه المرحلة التي يتخبط فيها فناننو الرياض بين الرغبة وعدمها وقد يكون بين هذه وتلك امر في غاية الخطورة يتمثل في الذاتية والسعي نحو القيادية بشكل يشعر البقية بعدم الانصاف وهذا ما يظهر في العديد من المعارض التي اقيمت في الفترة الماضية غير الرسمية والتي يقوم على تنظيمها فنانون وضعوا انفسهم في الواجهة مما اضاع حقوق البقية اضافة الى ذاتية الفنانين ووضع انفسهم في مواقع اكبر من غيرهم ويرفضون المشاركة مع اسماء اخرى لها في انفسهم ما يخفى على البقية او انهم يرون ان اعمالهم او خبراتهم مما يجعلهم في بروج عالية لا يرون فيها اكثر من رؤوس انوفهم وهناك ماهو اهم او ما نعتبره الاسوأ والمتمثل في ان اقامة معرض لاحد اولئك الفنانين المعروفين ما يكلفهم الكثير مقارنة باسمائهم اللامعة فيصبح الامر في حاجة لاعداد خاص وطباعة خاصة واحتفائية اكثر تميزاً وهنا تكمن اهم القضايا دون علمهم بأن اللوحة هي الاصل وهي المنطلق لهذا كله حتى ولو لم يكن هناك سوى قصاصة ورقة تحمل اسم المعرض.
هذه اطلالة مختصرة وقد تكون قاسية نوعاً ما رغم ان في خواطرنا الكثير من العتب ومن المطالبة بأن يعود اولئك الفنانين لعطائهم وان يعطوا هذه العاصمة ما تستحقه من رد للجميل.
قد نكون قد تجاوزنا اسماء كثيرة من المبدعين فنعتذر لكون ما نعنيه يرتبط بمن بدأ القضية فعليه ان ينهيها, العبدان مشغول عن فنه بزفاف ابنته
يخيم سكون مؤقت على مرسم الفنان التشكيلي خالد العبدان هذه الأيام لانشغاله بزفاف ابنته, وسوف يعاود إبداعه بعد ذلك، الفنان العبدان من الأسماء الهامة على الساحة السعودية ويعتبر أحد رموزها بما يقدمه من أعمال ذات خصوصية دسمة خاصة به, منذ أن بدأ بمشاركاته قبل مايزيد عن الخمسة والعشرين عاماً والعبدان من الفنانين المؤهلين أكاديمياً من ايطاليا, آخر مشاركاته كانت ضمن معرض المملكة في فعاليات بيروت عاصمة الثقافة 99.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

العيد والسياحة بالمنطقة الشرقية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.