Thursday 6th January, 2000 G No. 9961جريدة الجزيرة الخميس 29 ,رمضان 1420 العدد 9961



يا أجمل عيد
د, فهد حمد المغلوث

يا الله ! ما أروع عجلة الزمن، فها هو رمضان ينقضي وهذه العشر الأواخر تمضي بسرعة خاطفة، وسعيد من أحسن استثمارها وعرف كيف يوظفها لدنياه وآخرته.
فالحمد لله على ان بلّغنا رمضان وأعاننا على صيامه وقيامه وان شاء الله نكون من عتقائه يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
على كل يظل الخير موصولاً وأبوابه ما زالت مفتوحة لمن أراد ان يطرقها ويجني ثمارها كي ينعم بآثارها الطيبة في دنياه وآخرته.
هناك اشياء جميلة كثيرة عملناها في رمضان او قبله ولم نكملها لحجج ومبررات كثيرة ربما نكون معذورين فيها، وها هو الوقت يأتي لكي نكمل ما بدأناه من أعمال خيرة لكي نرى النور ولكي ننعم بدعاء الآخرين لنا في ظهر الغيب ولكي نشعر على الاقل اننا استفدنا من وقتنا وخدمنا انفسنا.
فها هو عيد الفطر المبارك قد اقبل علينا بصفحاته البيضاء الناصعة، يريدنا ان نخط على صفحاته كل شيء جديد وصالح.
ها هو العيد قد أقبل علينا وكأنه يسألنا ماذا أعددتم لي,؟ هل هي الملابس الجديدة الغالية هي ما حرصتم على اقتنائها كي ترتدوها يوم العيد؟! إذن فما هو حال من ليس لديه ملابس جديدة ليشارك الآخرين فرحتهم وليشعر بأنه في جو العيد؟ هل التهنئة هي ما سوف ترددونها على مسامع الآخرين مصحوبة بالمصافحة؟ إذن ما بالكم بإخوة لنا لم يرفع احد عليهم حتى سماعة الهاتف ليهنئهم بالعيد؟ ما بالكم بإخوة طريحي الاسرة البيضاء في المستشفيات ينتظرون من يقبل عليهم بأضمومة ورد بسيطة تعبر لهم عن مدى احساس الناس بهم ومشاركتهم فرحتهم,؟ ماذا,؟ وماذا؟.
وقبل كل ذلك اسمحوا لي ان أقول لكم كل عام وانتم بخير,, وكل المسلمين على وجه المعمورة بألف خير وصحة وعافية.
كل عام وانتم بخير نقولها للقريبين منّا والبعيدين عنّا، نقولها لمن قست الظروف علينا وعليهم فمنعتنا من ان نهنئهم مباشرة وجها لوجه دون وسائط جامدة.
نقولها لمن لم تمكنهم مشاغلهم ومسؤولياتهم من الحضور كي يشاركونا فرحتنا ويشعرونا بأهميتنا لديهم.
يا الله ما اجمل هذا العيد، حينما يجتمع شمل الأحبة في مكان واحد، في جلسة واحدة، حول مائدة واحدة, الصغير والكبير، الاخوة والاخوات، الابناء والآباء والاحفاد والأهل والاحباب.
ما اجمل هذا العيد حينما تلتقي الاعين ببعضها البعض قبل ان تتصافح الأيدي,!
ما اجمل هذا العيد حينما تلتقي القلوب ببعضها البعض قبل ان تلتقي الألسن بالتحية والتبريكات لكل طرف من الاطراف.
ما أروع هذا العيد وانت تحتضن اقرب الناس إليك، أحبهم الى نفسك والصقهم بروحك,, تضمه إليك بصدق وصفاء نية.
تضمه الى صدرك بقوة وتأخذه بالاحضان كما لو كنت تلتقيه بعد سنوات غياب طويلة تضمه إليك ولا تريد ان تفارقه بل تتمنى ان تكون الايام كلها أعياداً لتستمر بهذه المشاعر الجميلة الراقية التي تحياها.
في هذا العيد تلتقي جميع المشاعر الحلوة مع بعضها البعض دون سابق اعداد او تجهيز.
تلتقي مشاعر الحب حينما تخلص النية من كل الشوائب العالقة بها من السنوات الماضية.
تلتقي مشاعر الصدق حينما لا يكون هناك ذرة من حقد او حسد في القلوب,.
تلتقي مشاعر الفرحة بين الناس حينما يحضرون وبداخلهم شعور واحد لا غير هو ان يسعدوا ببعضهم البعض.
تلتقي براءة الاطفال بحنان الوالدين حينما تكون البساطة هي الاسلوب المتبع.
فماذا يمكن ان نقول لك أيها الانسان مهما كان موقعك الجغرافي الآن؟
فإليك يا من لم ارك منذ زمن بعيد كل الدعوات الصادقة بأن تكون بخير وبأن يكون غيابك قصيرا لا يطول.
واليك يا من لم اسمع صوتك منذ ان فرقتنا الأزمان كل المحبة التي في هذه الدنيا وبأن يكون نسيانك لنا مجرد انشغال مؤقت ليس إلا.
واليك يا من قررت مقاطعة الآخرين ونجحت في مسعاك، واليك يا من نسيت الايام الجميلة والذكريات الحلوة وتركتها خلف ظهرك فقط لتثبت لنفسك انك قوي، فلتعلم ان القوة ليست في نسيان الاهل والاصحاب وتجاهل المقربين والاحباب بل في ان تتواصل معهم خاصة مع اولئك الذين تعلم انت جيدا ان ليس لهم ذنب في هجرك لهم ومقاطعتك إياهم,, خاصة في هذه المناسبة الحلوة،ولا تنس أن سماعهم لصوتك في هذا العيد سوف يكون اجمل هدية منك لهم.
وإليك يا من عرفتك لتوي كل الحب والتقدير والتهنئة والدعوة الصادقة بأن أكون عند حسن ظنك بي وان اكون فأل خير عليك.
نعم هذا هو العيد السعيد بين أيدينا، فلنفرح به ولنسعد كيفما نشاء، فلنحقق فيه أحلامنا التي كنا نتمنى تحقيقها من قبل ولم نستطع على الاقل تلك الاماني التي بإمكاننا تحقيقها الآن.
لنتهادى فيه دون ان نفكر في حجم الهدية ومقدارها ومدى ما سوف تسببه من حرج لنا او تقليل من اهميتنا.
لنتزاور فيه دون ان نفكر أينا يبادر اولا او دون ان يطول انتظارنا لبعض.
لنسأل عن بعضنا البعض دون ان نفكر بأننا نحن الأكبر سنا وغيرنا من يجب ان يأتي إلينا، ودون ان نفكر ان غيرنا هو الذي اخطأ في حقنا وهو من يجب ان يعتذر اولا، ودون ان نفكر اننا نحن من بدأنا المقاطعة ونخجل من ان يقال عنا ما يسيء لنا، ودون ان نفكر بأن هذا التزاور او التواصل بأي نوع من اشكاله قد يتعبنا نفسياً ويعيدنا الى أيام لا نريد تذكرها.
في هذه اللحظات الجميلة التي تحياها في هذا العيد، والآن بالذات، تذكر هذا الانسان الذي يحتاج منك ان تقول له مجرد كلمة مبروك لا اقل ولا اكثر! ينتظر سماعها منك بفارغ الصبر.
ولا تستغربوا هذا الكلام او تستكثروه، فهناك اشخاص منا سعادتهم مرتبطة بسماع كلمة حلوة من اعز الناس اليهم خاصة حينما يكون بعيدا عنهم او على خلاف معهم ومع ذلك ورغم بساطة هذه الكلمة تظل عزيزة بالنسبة لاسباب هم اعرف بها من غيرهم، تظل ثقيلة على ألسنتهم رغم انها لا تكلفهم سوى النطق بها.
انه العيد الذي يجعلنا راضين عن انفسنا وواثقين من حب الناس لنا وثقتهم بنا.
ويكفي ان تعلم أنت ان العيد معك احلى وان التهنئة منك اروع لانك قمة التميز في كل شيء بالنسبة لغيرك كما يكفي الا تنسى ان هناك من ينتظر تهنئة منك انت دون سواك وقد يكون هذا احد والديك او اقاربك او محبيك وكل عام وانت بألف خير ولا تؤاخذونا.
همسة:
في العيد,.
كما هي في سائر الايام,.
كما هي في كل الأعوام.
تظل أنت كما أنت,.
رائع على الدوام,.
تستحق كل اهتمام,.
***
تظل مكانتك كما هي.
لم يحتلها أي إنسان,.
وتظل مشاعري نحوك,.
لم تتغير مع الأزمان,.
ولن تتبدل مهما كان,,!!
***
كل ما هنالك,.
ان مشاعري هذه الايام,.
لها طعم آخر جميل,!
مختلف عما سواه,!
***
ربما ما يميزها في العيد,.
أن الشوق إليك يزيد,.
قريبا كنت أم بعيداً,.
يحتاج الى نوع من التجديد,.
كي يشعر انه في العيد,.
لأنك أنت العيد,!!
يا أجمل عيد,!!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الاقتصادية

العيد والسياحة بالمنطقة الشرقية

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.