Sunday 9th January, 2000 G No. 9964جريدة الجزيرة الأحد 3 ,شوال 1420 العدد 9964



اختلط حابلهم بنابلهم
كيف نعرف المتسول المحتاج من غيره؟

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
تلجىء الحاجة الماسة بعض الأفراد، فيستعين بإخوانه المسلمين, فيلبي من وفقه الله لفعل الخيرات النداء، يبتغي بعمله رضا المولى سبحانه وتعالى ولأن النفوس السوية تتألم حين ترى المضطرين يظهرون للناس عجزهم وضعفهم فلقد استغلت فئات من ضعاف النفوس نفحات المحسنين فاتخذوا من التسول حرفة مقننة، فاختلط الحابل بالنابل، فلم يعد الناس يميزون بين المحتاج حقيقة وبين مدعي الحاجة مما جعل المحتاجين لعون إخوانهم يتوارون خجلا لأن المحتاج منهم يقف أمام اخوانه بقلب واجف ولسان متلجلج,, بينما محترف التسول يخاطب الناس بقلب شجاع ولسان بليغ لأنه اتخذ من التسول مهنة يتكسب منها ولكي يستقيم أمر مثل هؤلاء يحسن اتخاذ الآتي:
1 معرفة الأصناف الثمانية الذين تحل لهم الزكاة فبعض المزكين يظل يدفع لهؤلاء المتسولين، اعتقادا منه ان هؤلاء ممن تجوز لهم الزكاة.
2 التثبت وعدم الاستعجال في الانفاق, وقد يجد المتصدق حرجا في رد السائل والله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: (وأما السائل فلا تنهر) والمخرج من ذلك، ان يدفع المتصدق للسائل مبلغا بسيطا من المال يرضي به السائل المحتاج ويحد من نشاط محترفي التسول فلعله إذا قل دخله يلجأ لعمل ينفع به نفسه ويستفيد منه مجتمعه اما إذا تيقن المحسن من حال السائل وصدقه، فلا مجال للتردد فالحسنة تضاعف أضعافا كثيرة والصدقة تزيد المال ولا تنقصه, وهي حرز للمتصدقين من المصائب والفواجع.
3 دفع اموال الزكوات أو الصدقات لمن يتوسم فيهم الخير، ممن يعرفون الفقراء والمحتاجين في البلد أو دفعها لجمعيات البر الخيرية المنتشرة بحمد الله ومنته في انحاء كثيرة من بلادنا.
4 مناصحة من استسهل هذا العمل وتذكيره بحرمة كسبه هذا.
5 دراسة أسباب هذه العادة وايجاد الحلول المناسبة لها.
6 على أئمة المساجد وخطبائها تنبيه الناس وتحذيرهم من هؤلاء المحتالين.
7 استغلال وسائل الاعلام المختلفة في بيان الآثار السلبية للتسول.
وبعد لن تستطيع الجهات المعنية بمكافحة التسول القيام بواجبها إذا لم يتعاون الجميع معها.
وفي الختام: إخواني العاملين في جمعيات البر الخيرية في بلادنا,, تقلدتم برضاكم مسؤولية عظيمة فأحسنوا النية وأبشروا بعظيم الجزاء من رب العباد فالدال على الخير كفاعله,, إخواني اجتهدوا في دفع النفقات لمستحقيها ولا ينسينكم واردكم تلمس حاجات القابعين في بيوتهم والذين: (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا) سورة البقرة الآية 273.
والتحقق من ذلك يسير فأهل البلد أو الحي أدرى بفقرائهم ومحتاجيهم، فاستعينوا بهم حتى تصل الأموال والأعطيات إلى مستحقيها,, وفق الله الجميع لما فيه الخير.
محمد بن فيصل الفيصل
المجمعة

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

حوار

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.