Tuesday 11th January, 2000 G No. 9966جريدة الجزيرة الثلاثاء 5 ,شوال 1420 العدد 9966



فرحة الأطفال بأيام العيد بوابة للتسامح والعفو
كانت صور جمال العيد وفرحته تبدأ من صلاة العيد
وغدائه الجماعي ثم طواف الأطفال لطلب العيدية

* السليل سعيد آل عيد
العيد السعيد هو خليط من ألوان الفرحة والسرور,, تلك الفرحة التي ترسم على الوجوه البهجة والسعادة,, تلك الفرحة بتصافح المسلمين فيما بينهم,, تلك الفرحة التي يعد لها بلبس الجديد,, فرحة يرسمها العيد في أعين الاطفال مرحا وفرحا,, لعيد يحمل في مضامين فرحته حقيقة أهداف سامية كريمة بها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة,, الجزيرة في هذا الاستطلاع تكشف أسرار العيد السعيد.
العيد وبوابة الماضي
** الشيخ/ فهد بن مهدي الفاران قال: كنا في الماضي نعيش صورا جميلة كلها اخوة وصفاء نفوس ومحبة تبدأ منذ الاستعداد لاستقبال العيد بمساعدة بعضنا البعض يشاطر من بيده لجاره ثم يزداد جمال الصورة في المسجد بعد انتهاء الصلاة حيث يجتمع المصلون وكأنهم أسرة واحدة أبناء اب واحد ثم ينطلق الجميع بفرش سفرته وجلب طعام الغداء أول ايام العيد وسط شوارع الحي يخالط لبسهم الجديد وفرحتهم قوة المحبة والسعادة بل ان أيامهم كلها عيد وعن حال الاطفال قال: فرحة الاطفال هي سر فرحة الجميع حيث يطوفون الشوارع بملابسهم الجديدة ويطرقون الابواب بقولهم (عطونا عيديتنا,, عاده الله عليكم) ويجدون من اهل البيت كل خير، وعن الحاضر قال (الله المستعان) فالحال تغير عن حال الماضي في كل شيء وبعكس ما هو متوقع مع ما نعيشه من خير ونعمة في ظل قيادة بلادنا حفظهم الله,, فقد اشتغل الناس بالدنيا وابتعدوا عما يقوي علاقة الترابط والتواصل ونسأل الصلاح للجميع.
العيد وأهدافه السامية
** وكان للشيخ/ مناحي بن محمد آل شارع,, وكيل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوادي الدواسر مشاركة في هذا الموضوع الذي بدأه بقوله: في هذه الدنيا للمؤمنين ثلاثة اعياد كل عيد يأتي بعد استكمال عبادة من العبادات العظيمة في الاسلام, فعيد يتكرر كل اسبوع وهو يوم الجمعة فهو عيد الاسبوع فهو يوم تجتمع فيه خصائص ويشتمل على فضائل وقد خص الله به هذه الامة دون غيرها وهو عيد لاكمال الصلوات المكتوبات التي هي الركن الثاني من اركان الاسلام.
والعيد الثاني الذي شرعه الله لعباده هو عيد الفطر المبارك ويأتي بعد استكمال الصوم الذي جعله الله الركن الرابع من اركان الاسلام بعدما استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم واستوجبوا من الله المغفرة والعتق من النار فإن صيامه يكفر الله به ما مضى من الذنوب وآخره عتق من النار ولما استكملوه شرع الله لهم عيدا يجتمعون فيه على شكر الله وذكره وتكبيره على ما هداهم.
والعيد الثالث هو عيد الأضحى المبارك وهو اكبر الأعياد الاسلامية وافضلها شرعه الله بعد اكمال الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الاسلام ومبانيه العظام وهكذا نجد الاعياد الاسلامية تأتي بعد استكمال العبادات ويعلل التسمية بالعيد بقوله: وسمي العيد في الاسلام عيدا لانه يعود ويتكرر كل عام بالفرح والسرور بما يسر الله قبله من عبادة الصيام والحج اللذين هما ركنان من اركان الاسلام ولأن الله سبحانه يعود فيها على عباده بالاحسان والعتق من النيران.
وفي العيد صور واضحة ومعبرة عن التكافل الاجتماعي في الاسرة الاسلامية تبدأ قبل صلاة العيد بزكاة الفطر ثم خطبة العيد بما تحمله من مضامين اسلامية حميدة ثم الغداء الجماعي والتهاني والتزاور والحنان والعطف على الصغير والكبير والمريض,.
إنما المؤمنون اخوة
** عبدالله فهد الصفيان، شاركنا بقوله: العيد اجمل بطاقة دعوة لإصلاح ذات البين في أيام العيد السعيد تلك الايام الجميلة,, فهي تعد فرصة للتواصل وللتقارب والسؤال عن حال بعضنا البعض كما ان هذه الايام فرصة لنبذ الخلافات وذلك على مستوى الاسر والمجتمعات الاسلامية وليكن ذلك بفتح صفحة جديدة وطي سجل الايام الماضي وديننا الحنيف يحثنا على ذلك في القرآن الكريم والسنة المطهرة بأدلة كثيرة والتي توصي على التواصل فيما بين ذوي الارحام وتقارب المسلمين فيما بينهم وتوادهم وتصالحهم وتناصحهم ليحصل لهم الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة,, قال الله تعالى (إنما المؤمنون اخوة) وقوله تعالى (فأصلحوا بين أخويكم) وقال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فرحة العيد والتسامح
** العيد باقة ورد وحب وصفاء - تلك بداية حديث مسفر فالح المسفر - الذي واصل بقوله: فرحة العيد التي تنتشر بالاستعداد له قبل اشراقة شمسه تلك الفرحة التي نراها في قفزات الاطفال فرحا وسرورا تحتم علينا في المجتمعات ان نستقبله بكل صفاء للنفوس ونفض الخلافات والمنازعات، يجمعنا المصلى في صفوف واحدة ونتفرق بقلب واحد بكل محبة واخاء ولتدفن تلك الفرحة ما حمله الغرور بالدنيا وزخرفها الزائف من تخاصم وشحناء بين الجار وجاره والاخ واخيه (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) والخير كل الخير فيمن يبدأ بالسلام محتسبا ما عند الله بما يزيل غل الصدور وحقدها ويذيب قسوتها,, ولا ننسى مع هذه الفرحة اخوة حرمتهم الايام عيش فرحتها سواء لظروف المعيشة او ممن يرقد على الاسرة البيضاء ونساهم في رسم الفرحة على تلك الوجوه بما يقدر عليه الإنسان.
العيد قوة للألفة والمحبة
** عبيد ابراهيم زعير قال: جاء دين الاسلام يحمل في مناراته الحب والاخاء والألفة بين أبناء المسلمين، المسلم اخو المسلم، لا فرق بين هذا ولا ذاك الا بالتقوى,, فالعيد السعيد سلة تملؤها المحبة والتواصل ونبذ الخلافات بما يزيل مرض القلوب التي اصابها البعد عن اوامر الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم,, فالعيد يأتي شكرا لله على نعمه على إتمام اعمال صالحات من الصيام والحج فما اجمل الحسنة تتبعها الحسنة,, وحال اليوم يشتكي امره الى الله حيث تمر مثل هذه المناسبة والاخ واخوه في هجران، يمر هذا بذاك فلا يلتقيان بالسلام,, بل ان بعض الناس عافاهم الله لا يعرف أهله واقاربه الا في مناسبة العيد وهو على عجل يطرد نفسه خلف الدنيا الفانية ونسي ان اليوم الذي يمر يبعده عن الدنيا ويقربه من الآخرة,, ولا نجعل فرحة العيد بلباس الجديد بل نجعل الفرحة بالاجتماع في مجلس واحد تغطي سقفه المحبة والايثار وتفرش ارضه صلة الارحام والاقارب,, بما يعطينا حقيقة السعادة بفرحة العيد,, ويضيف بقوله: لكي نجد لذة العيد وبهجته علينا ان نشعل قناديل الماضي حيث كان التسامح والعفو والتواصل في مثل هذه المناسبة,, فالسعادة كنز ثمين مفتاحه طاعة الله ورسوله ولكي نحافظ على ذلك الكنز وبقاء بريقه ولمعانه مدى الحياة علينا ان نزيل ضغائن القلوب ويشد بعضنا على يد بعض بكل اخوة ومحبة.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

تحقيقات

العالم اليوم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.