Thursday 13th January, 2000 G No. 9968جريدة الجزيرة الخميس 7 ,شوال 1420 العدد 9968



الفن التشكيلي وعلاقته بالبيئة والإنسان

من خلال زياراتي للكثير من المعارض وكذلك علاقتي والتقائي مع الكثير من الفنانين التشكيليين السعوديين لمست ان هناك معاناة يعانيها الفنان تظهر من خلال بيئته التي يعيش فيها، من خلال عكسها على لوحاته فنجده متأثراً بها، إذ انه لافن بلا انسان، وهناك عناصر مكونة للفن البيئي وهي 1 البيئة 2 الانسان 3 الفن، والفن بمعناه الصحيح هو مجهود بشري يعبر فيه الفنان عن الجمال بالنسبة لانطباع خاص وبأسلوب مختلف عن الاساليب العلمية من دون ان يبغي الانسان الفائدة المادية، فهو يعبّر عن مضمون معين بشكل خاص، لذلك فالفنون تختلف عن الصناعات، حيث ان الصناعة تبغي الفائدة في حين يبغي الفن الجمال، من هذا المفهوم فان فنانينا التشكيليين يضيفون لنا أشكالاً تزيد في جمال الحياة والطبيعة، وتختلف هذه الأشكال تبعاً لإدراك الفنان الفني والثقافي والبيئي، فالفنان يكمل دوره فيما يخرجه لنا من عالم الحس ليحدث في نفوسنا طرباً واعجاباً أو تأثراً بالجمال، والفن هو انعكاس للحيوية الخلاقة او المبدعة من ثقافتنا.
ونجد ان للبيئة دوراً في الفن الإسلامي كما نعرف ان هذا الدين العظيم هو دين التوحيد، اوجد بيئة أساسها واحد وهو الإيمان بالله فاتجهت الفنون الى هدف واحد لم يظهر في الشكل بل اختفى في المضمون.
وبذلك توجهت الفنون رغم اختلاف بيئاتها وتباين أجناسها الى انتاج فني يشع من مراكز الحضارة الى بقية الأقاليم ، وقد فرض الإسلام الاخلاص في العمل اشرف العبادة الاخلاص لذلك نجد ان البيئة قد نوعت الانتاج الفني الإسلامي شكلاً وهيئة فجاءت الأعمال الفنية بألوان ونماذج مما تفتخر به رقعة الإسلام، حتى سُمي الفن الإسلامي بالفن الروحي او الفن الاعجاز لما نفذت فيه من أعمال زخرفية دقيقة ومتقنة في التنفيذ.
وهناك عوامل مهمة تؤثر في الفن بشكل عام وهي العامل الاجتماعي، فان الانسان او المجتمع عندما يصل الى التفكير بمكانة الفن واعطائه المكانة اللائقة به باعتباره من ضرورات الحياة الانسانية ومتى اعتبرنا للفن التشكيلي هذه القيمة وان الابداع حاجة او مطلب يقتضيه صالح المجتمع في الاستمرار في المسيرة الحضارية وهو الذي يهيىء المجتمع للانتقال من مرحلة الى أخرى، بذلك نكون قد حددنا الهدف الذي نشير اليه بحكم ان الفن ليس انتاجاً فردياً بل هو ضرب من الانتاج الجماعي، والعامل الاجتماعي يشمل التقاليد والعادات والدين، وماورث الاحفاد من تراث الآباء والاجداد، لذلك فإن ابداع العمل الفني الجميل لإرضاء طبقات المجتمع كافة، ولاسيما المجتمع الذي يمتلك طبقات متناقضة في مستواها الفكري والثقافي والاقتصادي، مسألة ليست بالهينة وتتطلب توعية فنية بإدراك مايقدمه العمل الفني من فوائد في شتى المجالات، ايضاً لابد من الاشارة للعامل الآخر ألا وهو العامل الاقتصادي؛ فإن الانسان كما سار قدماً في سلم التطور فرضت عليه الحياة المتطورة مواصفات يكون العامل الاقتصادي الركن الأساسي فيها لذلك فإن علاقة الفن بالمجتمع وحياته الاقتصادية علاقة قوية ومترابطة من ناحية تأثير كل منهما في الآخر.
وهناك عوامل ثقافية وهي ركن أساسي لأن الفن مرآة صافية تعكس حالة المجتمع، والفنان الواعي يجسد من خلال ابداعاته الواقع لهذه البيئة، والفنان المبدع هو من يصور بشكل جميل يلمس باحساسات الفرد والمجتمع ويصوغها بشكل جميل، والفنان المبدع شخصية عاملة انفعالية صانعة بل منتجة تعيش في بيئة ذات مضمون ثقافي اجتماعي ، ولا ننسى ان للذوق دورا كبيرا، فالذوق يتصل اتصالاً وثيقاً بمحددات ومعطيات اجتماعية تظهر في الانسان او الفرد، والذوق ينمو ويتطور ولايمكن ان تتشابه الأذواق لان هناك حكمة تقول لو تشابهت الأذواق لبارت السلع .
مسفر سالم

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

عيد الجزيرة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.