يقول الشعر من أعماق المشاعر,, وينظم القصيدة لؤلؤاً يتلألأ في سماء الذوق الرفيع,, يطفىء لهيب الشوق والحب بصدق الرؤية,, وجمال الصورة,, ويروي ظمأ الوطن بصدق الانتماء والاخلاص في العمل، هذا هو الأمير الشاعر خالد الفيصل, عندما يقول الشعر تحس بأنها مشاعرك,, بأنه هو السارق وأنت المسروق وتقف مندهشاً!! من القائل؟! هل هو أنا أم خالد الفيصل؟! فلله درك يا دايم السيف ولنا نحن دائماً دررك,, والتي كان من احدثها قصيدتك الرائعة في العدد (1575) من مجلة اليمامة,, الصادر يوم السبت الموافق 22/6/1420ه تحت عنوان (غترة,, وبشت,, وعقال) بمطلعها الخبري الرائع,, وبأسلوبها السهل الممتنع,, وبكلماتها العربية الخليجية الملتزمة:

ألبست شعري غترة وبشت وعقال وخلّيت تغريب المذاهب لغيري

وتركنا نتساءل: هل هناك أعز على الانسان من شعره؟ وهل هناك في نظره اجمل من قصيدة ينظم مفرداتها كحبات اللؤلؤ والمرجان,, لتبهر الرائي بجمالها,, وحسن صناعتها؟! وهل الشعر ولا سيما اذا كان من خالد الفيصل يحتاج الى استخدام المساحيق وأدوات التجميل؟! أنا لا اعتقد ذلك,, الا ان هذا الامير الشاعر المبدع,, يؤكد في هذا المطلع,, بأن الصورة الجمالية في الشعر التقريري,, لن تكتمل ما لم تكن القصيدة,, موشحة برداء الوطن,, والانتماء الوطني وبالزي العربي الخليجي المعروف البشت,, والغترة,, والعقال مع التمسك به في كل مناسبة وفي كل مكان يتواجد فيه الانسان,, وهذا سرٌّ من أسرار المواهب التي يتمتع بها الشاعر,, وهو السحر الحلال الذي يتميز به الشاعر خالد الفيصل عن غيره من الشعراء.
ثم ينقلنا الأمير الشاعر خالد الفيصل من الالتزام بالاعراف والتقاليد الاجتماعية,, الى الالتزام بالعقائد الدينية,, والشرائع السماوية,, والمثل والاخلاق العربية الاصيلة,, بصورة ما اجمل ولا اروع,, بقوله:

ما في عروقي غير الاسلام مثقال اموت واحيا به قليل وكثير

وهكذا يؤكد بصورة قاطعة,, بأن الاسلام,, هو المذهب الوحيد,, وهو العقيدة الراسخة,, وهو الالتزام الذي في سبيل الدفاع عنه يموت,, وعلى نور من هداه يحيا,, وتلك الرؤية من المعتقدات والمبادىء الاسلامية الفذة,, التي يلتزم بها الشاعر خالد الفيصل هي احد الموروثات العقدية,, التي قامت الدولة السعودية عليها,, منذ تأسيسها,, والى ان يرث الله الارض ومن عليها (إن شاء الله) حيث التزمت مدرسة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عليه رحمة الله بتلك التربية الاسلامية,, التي هي مصدر عزتنا وفخرنا,, مهما تعاقبت الاجيال عليها,, جيلاً بعد جيل,, مؤكداً على ذلك مرة أخرى بقوله:

أعتز بالاسلام والعم والخال وعلى العروبة والاصالة اغيري

ثم يرجع سموه الكريم,, النظرة الى الماضي المجيد والتاريخ المشرف,, لتلك الامة العربية الاسلامية,, ويؤكد تمسكه بها وبماضيها المشرف,, ويفاخر بموروثاتها القائمة على المبادىء الاسلامية,,والتعاليم المحمدية فيقول

موروثنا مجدٍ وفخرٍ ومنهال نبني عليه ونستحث المسير ماني مفتونٍ بصرعات الأجيال مع كل صياح نهب ونطير

لقد رسم خالد الفيصل الالتزام الواقعي في المجتمع الخليجي بصفة خاصة,, والعربي والاسلامي بصفة عامة في تواصل مؤطر بعبق العقيدة والاصالة وثوابت الالتزام الوطني والديني,, ولو لم يكن في هذه القصيدة الا تلك النزعة الايمانية المؤطرة بعبق الرسالة المحمدية والاصالة العربية التي احكم الشاعر صياغتها في تلك الرائعة من الشعر الرصين لكفى, والله الموفق.